​شعب العرمي بيافع..كفاح مع الطبيعة وتضاريسها

> د. محمد صالح العبدلي:

>
من الصدقات الجارية شق طريق للناس، وانطلاقا من هذا وتجسيدا لذلك فإن أبناء شعب العرمي السبَّاقين في عمل الخير، وفي كل الميادين والمراحل السابقة لن يتوانوا في إضافة رصيد آخر إلى منجزاتهم التي التمسناها في كل الأعمال والمشاريع الناجحة السابقة، كالاهتمام بالتعليم وبناء المدارس ومساعدة الفقراء والمحتاجين وفي الجانب الصحي، بناء مجمع صحي متكامل لكن ينقصه الكادر الطبي والإداري، وغيرها  في ظل غياب تام للدولة في هذه المناطق وما جاورها.


بالرغم من أن أبناء هذه المناطق يعيشون حياة كفاح دائم مع الطبيعة وتضاريسها القاسية، وجب علينا اليوم مواصلة المسير والتحلي بروح المسؤولية، والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق تطلعات المنطقة حتى تثمر كل جهودنا.

وبهذا التعاون والتكاتف والمشاركة الفاعلة من قِبل الجميع في مناطق شعب العرمي وما جاورها تُعمر المشاريع وتُشق الطرقات، فكم نحن اليوم في أمس الحاجة وخاصة في هذه المرحلة الصعبة إلى كل هذا لرأب الصدع من جهة ولمواصلة ما ابتدأناه معًا حتى يعم الخير الجميع من جهة أخرى، ولا يتحقق كل هذا إلا بتعاون الجميع من المنطقة.


هاهم أبناء شعب العرمي والمناطق المجاورة يستمرون في العمل في المرحلة الثانية من مشروع( الفقيد عبدربه الحيدري) طريق سنسل شمسان معربان رباط السنيدي، تكملة للمرحلة الأولى التي بدأها المرحوم الفقيد عبدربه الحيدري - رحمه الله - وتعثرت لأسباب كثيرة.

تم تدشين المرحلة الثانية قبل عام بعد وصول معدات الشق الثقيلة( البوكلينات) التي تم شراؤها من قِبل الخيرين ورجال الأعمال المغتربين من أبناء المنطقة الذين عودونا دائما المساهمة في كل الأعمال الخيرية فجزاهم الله عنا خير الجزاء، وهذه بادرة خير لأبناء المنطقة خاصة والمناطق المجاورة الأخرى عامة.

لقد استبشر الكل بهذه البادرة الخيِّرة لما لهذا المشروع من أهمية كبرى يستفيد منها عدد كبير من الناس يُقدَّرون بعشرات الآلاف ، سواء في محافظة لحج أو في محافظة أبين.

وبعد الانتهاء من العمل في المرحلة الثانية ( شمسان سطيلة معربان)، تبدأ المرحلة الثالثة من رهوة سنسل- شعب العرمي -  الرباط التي تُقدر مسافته بحوالي 5 كيلومترات.

أهمية المشروع

يعد هذا المشروع الحيوي همزة  وصل بين محافظتي لحج وأبين، ويضم عددا من المناطق المأهولة بالسكان على طول المسار التي تمر به الطريق، حيث يبدأ من الطريق الرئيس من شرق قرية دخلة بن قاسم حيث الارتفاع  الطبيعي يُقدر بحوالي 1050متر فوق سطح البحر ويمر بسيلة معربان، ويتبع انحدار السيلة الطبيعي حتى مسافة 2 إلى 3 كيلومتر عند سفح قرية سطيلة حيث الارتفاع 1200متر، ومن هنا يبدأ التكوين الجغرافي الجبلي، وبعد هذه المسافة تبدأ سفوح الجبال من جميع الاتجاهات وتنتهي بالمرتفعات الشرقية والشمالية والغربية وبرهوة سنسل حيث يقدر معدل ارتفاعها بحوالي 1800 - 2000 متر فوق سطح البحر، حيث تم شق المرحلة الأولى كخط أولي وتُقدر بحوالي أربعة كيلومتر، ابتداءً من رهوة سنسل إلى منطقة شمسان، من قِبل المرحوم عبدربه الحيدري.


تُقدر المرحلة الثانية بحوالي أربعة كيلومترات ونصف، قد بدأ العمل فيها قبل عام بعد وصول المعدات الثقيلة للشق من قبل رجال الخير في المنطقة.

ويُعد هذا المشروع من أكبر المشاريع الاستراتيجية في المنطقة التي صممت وفقا للطرق الهندسية الصحيحة، يتكون من خطين ذهاب وإياب، التي تخدم المنطقة وبقية المناطق الأخرى في مديريتي رُصد وسباح وأيضا بعض مناطق مديرية يهر، ويكون هذا المشروع بعيدا عن مجارف السيول.

كما يعد هذا المشروع من أقصر الطرق المؤدِّيَة إلى مناطق شعب وما جاورها، ويختصر المسافة إلى حوالي 12كيلومتر بدلا من المسافة السابقة التي تقدر بأكثر من 40 كيلومتر، ويقع معظمها على مجارف السيول وجبال شديدة الانحدار، ويعد مردوده على المواطن البسيط في سهولة وسرعه نقل المرضى، تخفيض تكلفة نقل المياه الصالحة للشرب ونقل المواد الغذائية ومواد البناء وغيرها من الخدمات الأخرى.

ولإنجاح المشروع، نحث جميع المستفيدين منه المساهمة الفاعلة والصادقة كلا حسب استطاعته ومقدرته لأن المشروع أهلي وعلى نفقة المغتربين وأبناء المنطقة وليس على نفقة الدولة.


كما نحث إخواننا وأبناءنا الذين أعلنوا عن تبرعهم للمشروع ولم يدفعوا ما نهمت به أنفسهم عليهم سرعة الدفع إلى المسؤول المالي، أو إلى حساب المشروع (طريق الفقيد عبدربه الحيدري)سنسل رقم (122598369) لدى شركة القطيبي للصرافة وكذلك ندعو أبناء المنطقة وما جاورها من مغتربين وموظفين وتجار وشخصيات اجتماعية وعمال ومزارعين إلى المساهمة الفاعلة من أجل نجاح المشروع وتذليل الصعاب التي قد تعترضه أثناء العمل.

وكذلك ندعو الخيرين ورجال المال والأعمال والمقتدرين من أبناء يافع إلى المساهمة معنا في إنجاح هذا المشروع العملاق كلا حسب استطاعته، وأيضا ندعو المنظمات الدولية العاملة في البلاد والصناديق الخاصة بالمشاريع الحيوية إلى القيام بواجبها الإنساني تجاه هذه المناطق المحرومة من كل الخدمات الأساسية وعلى رأسها الطرقات التي تعد شريان الحياة لها.

شكرا للجنة الطريق في الداخل والخارج وشكرا للإخوة المتبرعين وشكرا لكل من ساهم ويساهم في إنجاح هذا المشروع سواء من رجال الخير أو المغتربين أو أصحاب الأرض التي يمر بها المشروع وندعو الفئة الصامتة  إلى الخروج عن صمتها والتفاعل الإيجابي مع المشروع وندعو أيضا الذين لم يسددوا ما نهمت به أنفسهم إلى سرعة التسديد.


والشكر موصول للجنود المجهولين الذين يعملون بصمت ليلا ونهار في التواصل مع رجال المال والأعمال والمغتربين، وحثهم على التبرع والسداد فلهم جزيل الشكر والامتنان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى