هذا ما يقوم عليه الجنوب

> حملت صورة اللواء الصبيحي محمود أحمد سالم، و اللواء عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ملامح انطباعية إيجابية في المخيلة الجمعية الجنوبية.لا كصورة طيفية عابرة وإنما كإيحاءات ورسالة جادة، لمستقبل نريده وما استطعنا إليه سبيلا في الثماني السنوات العجاف الماضية.

ونحن لا نهتم بالحالة المحبطة التي يتفنن في بثها بالكتابة -خارج أصول الكتابة ككتابة- الذباب الإلكتروني مدفوع الأجر والمعادي للجنوب بطبيعة الحال.

والمهم أن نتفق كجنوبين اليوم على خارطة طريق للوصول بجنوبنا إلى مبتغى الحلم، الذي ضاع عدة مرات وما لا ينبغي له أن يضيع اليوم لأن مٱلات ذلك هو الضياع التام للوطن الجنوبي المنشود و للإنسان على ترابه الطاهر.

و الضامن لتحقيق ذلك هو الدولة الوطنية الديمقراطية بمفاهيم المساواة و العدل و الحرية.

الدولة التي تعتلي بالكل الجنوبي و تنتكس بل و تسقط إذا جرت في شرايين دمها المناطقية والقبلية والمحسوبية والإقصاء والتفرد والاستقواء بالقوة و العياذ بالله .

و لنا في التاريخ القريب درس و أي درس وعظة و أي عظة.

ألم نكن سبب أنفسنا بأنفسنا في الضعف و التفرق و التمزق و ضياع هيبة الجنوب بوحدته الداخلية الصلبة و جيشه الوطني الضارب.

ألم نكن ادوات تدمير ذواتنا بايدينا، قبل أن يجرفنا التيار إلى وحدة مايو 1990م مشحونيين بالبغضاء والكره والثأرعلى بعضنا البعض، و كان ما كان من حرب احتلال الجنوب في العام 1994م .

و اليوم، و نحن نشهد عملية إعادة هيكلة المجلس الانتقالي التي يقودها اللواء عيدروس الزبيدي مذ عودته إلى العاصمة عدن للخروج من حالة الجسم الوظيفي المترهل و البيروقراطي، إلى حالة البناء التنظيمي الجامع بمقاييس وطنية تطوعية، تخلقها الحالة الثورية التي لم تمت في شرايين الجنوب، رغم كل ما مر في السنوات الثمان الماضية، الجنوب القادرعلى الحركة والعمل والثضحية في سبيل الدولة المنشودة التي تتحقق بالتجميع لا التفريق وبالتلاحم لا التناحر وبالأداء لا الولاء، وبالتقريب لا التنفير وبقوة القانون لا قانون القوة.

ومن ذلك نتطلع أن يشمل أي حوار جنوبي لتقرير مصير الجنوب كل الجنوبيين المؤمنين بقضية استعادة الدولة.

وأن يفرد لعدن حيز حقيقي كمدينة بطلة وكعاصمة للجنوب و كحاضرة و واجهة للوطن، قدمت التضحيات الجسام على مر المراحل الماضية، و لم تلق إلا الجحود و النسيان مذ الاستقلال الوطني في العام 1967م .

و ليس المطلوب أو المرغوب لعدن خطابا نثريا سياسيا أو منشورات يدبجها البعض كنوع من إبراء الذمة، وإنما المطلوب رد الاعتبار لها و لأبنائها ونفض ما علق بكاهلها من غبار و رماد جراء المراحل الثورية الارتجالية، وتضمين المناهج التعليمية بعضا من مٱثر هذه المدينة العظيمة، و دور أبنائها التنويري و الثقافي و النضالي.

ولن يرتضي أي جنوبي سوي استقطاع حضرموت أو خروجها تحت أي مبرر كان من الجسد الجنوبي، و تحت أي يافطات سياسية أو تاريخية أو جغرافية نسمعها اليوم، فذاك تبديد للجهود الجنوبية المبذولة لاستعادة الدولة، التي ستكون بالملامح و السمات الديمقراطية، التي أشرنا إليها ٱنفا. و لن تكون تكرارا لأي من صيغ الدولة التجريبية الثورية السابقة قبل الوحدة، لكي يطمئن الجميع أن تطلعاتهم ستكون مكفولة ديمقراطيا في إطار الجنوب الجديد كدولة اتحادية من المهرة إلى باب المندب.
خاص بـ"الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى