حرب السودان أحدث فصول مآسي اليمنيين

> غدير بدر

> ​تشرد ومعاناة تجسدها نقاط الإجلاء..

تشهد الحرب الدائرة في السودان، أحدث فصل من فصول مآسي اليمنيين التي لا حصر لها منذ ما يقارب تسع سنوات والتي لا تتوقف عند حدود جغرافيا بلادهم التي تعيش على وقع صراع وأزمات اقتصادية ومعيشية وإنسانية، تصنفها الأمم المتحدة بالأكبر على مستوى العالم.

وتجسد نقاط الإجلاء وشوارع السودان منذ أكثر من أسبوع، مأساة اليمنيين وتشردهم ومعاناتهم، في ظل مناشدات متواصلة تدعو الحكومة المعترف بها دوليًّا إلى التحرك الجادّ لإجلائهم والوقوف معهم حتى يصلوا إلى أرض الوطن آمنين.

إذ تجري عملية إجلاء واسعة للرعايا الأجانب في عمليات فردية تقوم بها بعض الدول لإجلاء رعاياها، أو الاستناد على جهود المملكة العربية السعودية التي تعمل بشكل متواصل على إجلاء مواطنين من مختلف الدول العربية والأجنبية.

يقول محمد علي، طالب يمني، لـ"خيوط": "نشعر بالحزن والأسى ونحن نرى ما تقوم به الدول من عمليات إجلاء لمواطنيها، بينما لم نجد نحن -اليمنيين- من يتدخل بصورة فاعلة ويحذو حذوَ هذه الدول".

في السياق، ينوه اتحاد طلاب اليمن في السودان، بأنّ اللجنة -فريق تطوعي يتكون من خمسة أفراد- التي شكّلها منذ أيام، قد أنهت عملها في حصر وتنسيق الجوازات بمدينة "بورتسودان"، وتكون بذلك قد لبت كآفة معايير الجهات السعودية والسفارة اليمنية، تمهيدًا لتسليمها إلى اللجنة السعودية المختصة في بورتسودان والحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا للإسراع في اختيار وسيلة الإجلاء المناسبة.

وضع صعب للغاية
يشرح المواطن اليمني في السودان، عبدالله السلمي، لـ"خيوط"، معاناة نزوحهم وتنقلهم من العاصمة الخرطوم التي تشهد معارك عنيفة، إلى ولاية "بورتسودان"، وكيف تتعامل معهم السفارة اليمنية التي يؤكّد أنّها تخلت عنهم، ولم تتعامل بمسؤولية منذ أولى عمليات الإجلاء وما قبلها.

نتيجة لذلك، وفق حديث السلمي، تعرقلت عملية الإجلاء وتأخرت حتى الآن، إذ يضيف سببًا آخر إلى جانب غياب المسؤولية، يتمثل في عدم تواجد السفير اليمني في السودان في هذه المرحلة الحساسة والحرجة، في حين يلاحَظ تواجد أغلب سفراء ودبلوماسي الدول الأخرى للقيام بواجبهم تجاه مواطني بلدانهم.

ويشير إلى أنّ غياب السفارة اليمنية وعدم قيامها بتنظيم عملية الإجلاء تسبّب بمشاكل كبيرة لم ترُق للجانب السعودي الذي تبنى هذه العملية بالنيابة عنهم كما يفعل مع كثير من الدول التي قام ممثلوها بتنظيم وحصر والرفع بكشوفات مواطنيها العالقين، والذي مكّنها من إجلاء رعاياها بشكل مبكر.

جهود وحلول
يقدر وجود أكثر من 10 آلاف مواطن يمني يعيش في السودان، حيث يؤكّد اتحاد طلاب اليمن هناك، أنّه تم إجلاء دفع عديدة، آخرها في 30 أبريل من ولايات مختلفة إلى ولاية "بورتسودان".

يقول عفيف الشرابي- رئيس اتحاد طلاب اليمن في السودان، لـ"خيوط"، إنّ الأوضاع مأساوية وصعبة للغاية، فحاليًّا يتواجد ما يقارب 2000 يمني من الطلاب والأسَر والعمّال في مدينة بورتسودان التي تعتبر نقطة الإجلاء النهائية، ينتظرون رحلتهم وإجلائهم، موضحًا أنّ لجنة الطوارئ التي شكّلها الاتحاد تعمل بإمكانيات محدودة لتوفير التغذية لهم وتحسين السكن.

كما يتواجد في مدينة مدني ما يقارب 400 شخص، بحسب الشرابي، منتظرين أن يتحركوا منها ليتم نقلهم إلى نقطة الإجلاء النهائية، لافتًا إلى أنّ الاتحاد يقوم بالتنسيق مع الترتيبات التي تقوم بها الحكومة والجانب السعودي من أجل الإجلاء الشامل من "بورتسودان" عبر أيّ مسار يتم تحديده من قبلهم، لكي يصل الجميع إلى أرض الوطن آمنين خلال الأيام القادمة.

وتؤكد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًّا، أنّها تسعى لبحث حلول شاملة وسريعة لإجلاء اليمنيين العالقين في مدينتَي مدني وبورتسودان السودانية، حيث تدرس الخيارات المناسبة للإجلاء، إمّا بشكل مباشر جوًّا من مطار بورتسودان إلى عدن وبحث إمكانية ذلك مع الخارجية السودانية وطيران اليمنية، أو التنسيق مع الجانب السعودي لإجلاء جماعيّ لليمنيين إلى مدينة جدة، ومِن ثَمّ نقلهم إلى عدن، وهو الخيار الأقرب للتنفيذ بناء على معطيات الواقع الراهن.

"خيوط"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى