عجلة السلام تتعثر.. هل فقد الدور الأممي والأمريكي زخمهما في اليمن؟

> «الأيام» عربي 21:

> ثمة توقف غير مفهوم لسلسلة التطورات المدهشة التي شهدتها الساحة اليمنية، خلال الشهرين الماضيين، وأفضت إلى مستويات غير مسبوقة من المحادثات والتفاهمات بين المملكة العربية السعودية والحوثيين، بإسناد من الجهود العمانية، لتتحول السعودية نتيجة هذه التطورات إلى وسيط محايد في الحرب بين جماعة الحوثي، وبين السلطة الشرعية، وكل ذلك خصمَ من مكانة ودور الأمم المتحدة المشهود في خضم الأزمة والحرب اليمنيين.

وحده المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبيرج، مستمرٌ في محاولة إثبات أن الأمم المتحدة على قيد الحياة، من خلال تحركات تدعو إلى الشفقة، وتترافق مع سيل من التصريحات المتفائلة المبنية أصلا عن الزخم الآتي من التحول في الموقف السعودي تجاه جماعة الحوثي، والذي أحيا بدوره أحلام الجماعة الانقلابية في الخروج بمكاسب مغرية من هذه الحرب.

والحقيقة أن دور الأمم المتحدة وحتى دور الولايات المتحدة يتضاءلان، ليصبحا مجرد شاهدين غير نزيهين على المسار الجديد للأحداث ترسمه السعودية، ويوازي تقريبا المسار الذي رسمته الأمم المتحدة وتحقق حوله الإجماع الدولي، وتأسست لأجله مرجعيات مهمة.

الساحة اليمنية اليوم في حالة هدنة كأنها صُممت سعوديا، لإجراء بعض التسويات الضرورية على الأرض والهادفة إلى تكريس وقائع يمكن البناء عليها في توجيه مسار التسوية النهائية المرتبط حصرا بالثقل السعودي، وبالأولويات السعودية، على نحو يدعو إلى القلق بشأن مستقبل ما بقي من السلطة الشرعية، وقدرتها على حماية الدولة ومؤسساتها.

في هذا السياق، وبعد ثمانية أعوام على الحرب، ظهر محافظ محافظة حضرموت مبخوت بن ماضي، برفقة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني الفريق صغير بن عزيز، وقائد قوات الدعم والإسناد التابعة للتحالف، اللواء في الجيش السعودي سلطان البقمي، ليعلن عن اتفاق رعته السعودية يقضي بتسليم مطار الريان الدولي، من قبل القوات الإماراتية للسلطة المحلية في محافظة حضرموت، وكان اللافت في هذا الحدث غياب عضو مجلس القيادة الرئاسي فرج البحسني الذي يتحدث ناشطون حضارم عن صلته العميقة بالأجندة الإماراتية.

لهذا النبأ أهميته في كونه يشير إلى حالة الغموض التي تكتنف التدخل العسكري لـ"تحالف دعم الشرعية" وأهدافه وأجنداته، وحجم السطوة التي يمارسها على الدولة اليمنية ومقدراتها ومرافقها السيادية. فهذا المطار المدني والعسكري أيضاً، تم تعطيله على مدى سنوات الحرب وحتى اليوم رغم جهوزيته الكاملة للتشغيل والبدء بتقديم الخدمة لليمنيين، وحاجة اليمنيين الماسة له، ورغم أن الإمارات ساهمت في إعادة تجهيزه بشكل كامل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى