لم تكتمل احتفالات لاعبي فريق نادي برشلونة ، بتحقيق لقب الدوري الإسباني، على ملعب الغريم إسبانيول أمس الأول الأحد بسبب تدخل جماهير الفريق صاحب الأرض ، إذ فور إطلاق حكم المباراة صافرة النهاية ، بدأ لاعبو برشلونة احتفالاتهم باللقب ، والتي توقفت سريعاً بسبب نزول عدد كبير من مشجعي اسبانيول إلى أرض الملعب.

  الخسارة أمام برشلونة وضعت اسبانيول على أعتاب الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية ، حيث يحتل حاليا المركز الـ 19 (قبل الأخير) في جدول الترتيب برصيد 31 نقطة، بفارق 4 نقاط عن منطقة الأمان ، غير أن الاقتراب من الهبوط ، ليس السبب الوحيد وراء غضب جماهير إسبانيول ونزولهم إلى أرض الملعب، في ظل (وجود عداء تاريخي مع برشلونة)، يمتد عمره لما يزيد عن 100 عام.

  نادي برشلونة ظهر إلى النور في عام 1899م على يد رجل الأعمال السويسري (هانز جامبر) ، وهو ما يجعله واحداً من أقدم الأندية في إسبانيا ، وفي العام التالي تأسس نادي اسبانيول في مدينة برشلونة عاصمة إقليم كتالونيا ، على يد الطالب الجامعي(أنخيل رودريجيز رويز) ، ليصبح أول ناد اسباني يتم تأسيسه على يد مشجعين محليين دون تدخل أجنبي.

  وكما يظهر في إسمه، كان اسبانيول مرتبطاً بالهوية القومية الإسبانية ، واستمد ألوان شعاره وقميصه في سنواته الأولى من علم إسبانيا ذي اللونين الأصفر والأحمر، قبل تغييرها إلى الألوان الحالية (الأزرق والأبيض) في عام 1910.

  وقد تزامن مع تأسيس كلا الناديين في السنوات الأولى من القرن العشرين ، ظهور الأصوات المطالبة بانفصال إقليم كتالونيا عن اسبانيا وحينها انضم برشلونة لصوت أغلبية سكان الإقليم المطالبين بالإستقلال، فيما اتخذ اسبانيول الجانب المضاد.

  ومنذ ذلك الحين ينظر إلى برشلونة داخل كتالونيا كداعم رئيسي لقضية الانفصال ، وممثل حقيقي للإقليم وسكانه، فيما يُعامل اسبانيول بين الغالبية ، كدخيل مدعوم من السلطة المركزية .. وازداد هذا الشعور لدى سكان كتالونيا عامة ، وبرشلونة ومشجعيه بشكل خاص ، بعد منح اسبانيول لقب "ريال" الذي يتم إطلاقه على الأندية الملكية ، من قبل الملك ألفونسو الثالث عشر في عام 1912، قبل 8 سنوات من تمييز ريال مدريد بهذا اللقب.