أعضاء في الكونغرس يحملون البرهان مسؤولية الحرب في السودان

> الخرطوم "الأيام" العرب:

> ​قالت أوساط سياسية سودانية إن دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة تدرك جيدا أن الجيش وراء التصعيد الذي تشهده البلاد منذ منتصف أبريل الماضي.

ولفتت المصادر إلى أن إصرار الجيش خلال الأيام الماضية على تحقيق انتصار على الأرض ولو على حساب أمن المدنيين، حيث لم تسلم أي جهة من القصف الجوي، يعكس مسؤوليته عن التصعيد المستمر.

ونقلت وسائل إعلام سودانية عن أعضاء بارزين في الكونغرس الأميركي، من بينهم النائب جيمس ماكغفرن من الحزب الديمقراطي ورئيس اللجنة البرلمانية المشتركة توم لانتوس من الحزب الجمهوري، تصريحات تحمّل قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان مسؤولية العنف والصراعات الداخلية وتلاعبه بالزمن والجماهير، واستمرار الحرب بهدف تدمير أي محاولة لتشكيل حكومة مدنية في المستقبل القريب تقود إلى تحول ديمقراطي حقيقي.

وصف ماكغفرن البرهان بأنه محتال يلجأ إلى تمديد الوقت ويمارس سلطات غير مشروعة، مثل إرسال مندوبين لتمثيله في المؤتمرات الإقليمية وإصدار التشريعات والقوانين، بهدف تثبيت حكمه غير الشرعي عن طريق سياسة الواقع المفروض.

وأكد أعضاء الكونغرس أن السودان بحاجة إلى جهود كبيرة لإعادة الإعمار ومساعدات اقتصادية ضخمة من المجتمع الدولي، وأن هذا لن يتم إلا بعد تشكيل حكومة انتقالية مدنية حقيقية، وهو ما يدعو إليه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).

والاثنين ظهر نائب رئيس مجلس السيادة السوداني المعين حديثا خلفا لحميدتي، مالك عقار في هيئة الوسيط في محاولة لإيهام الرأي العام بأن مجلس السيادة الجديد ليس تحت سيطرة البرهان.

ودعا عقار إلى “إنهاء الصراع في البلاد والتوصل إلى حلول منطقية من خلال الحوار”. جاء ذلك في تصريحات لعقار خلال لقائه رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت في العاصمة جوبا.

وحسب بيان صادر عن إعلام حكومة جنوب السودان، دعا عقار الذي وصل جوبا في وقت سابق الاثنين، في زيارة رسمية غير محددة المدة، مبعوثا لرئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، إلى “إنهاء الصراع المستمر بالسودان”.

ووصف المسؤول السوداني الصراع الحالي في بلاده بأنه “حرب لا معنى لها”. وأكد دعمه لجهود الرئيس سلفا كير في إقناع الأطراف المتحاربة بتسوية خلافاتها من خلال الحوار.

واعتبر أن “جوبا لا تزال مدينة مثالية لمحادثات السلام السودانية”. وقال عقار “من واجبنا وقف الحرب في السودان والتوصل إلى حلول منطقية من خلال الحوار”.

وأفاد مستشار رئيس جنوب السودان للشؤون الأمنية توت قلواك بأن “الرئيس سلفا كير يتخذ جميع الخطوات اللازمة لضمان انتهاء الصراع في السودان بشكل كامل”، حسب البيان ذاته.

وفي التاسع عشر من مايو الجاري، أصدر البرهان مرسوما دستوريا بإعفاء نائبه محمد حمدان دقلو “حميدتي” من منصبه، وتكليف مالك عقار بمنصب نائب الرئيس.

ومنذ الخامس عشر من أبريل الماضي، تشهد عدة ولايات بالسودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة البرهان، والدعم السريع بقيادة حميدتي، يتبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن اندلاعها عقب توجه قوات لكل منهما إلى السيطرة على مراكز تابعة للآخر.

وليل السبت – الأحد، أعلنت السعودية والولايات المتحدة دخول هدنة جديدة في السودان حيز التنفيذ مساء الاثنين، على أن تستمر لمدة أسبوع، فضلا عن استمرار محادثات طرفي النزاع في جدة في محاولة للتوصل إلى وقف دائم للقتال وحل النزاع بالحوار.

وهزّت غارات جوية وانفجارات جديدة الخرطوم الاثنين، قبل ساعات على دخول مفترض لوقف إطلاق النار في السودان حيز التنفيذ بين الطرفين المتنازعين على السلطة، اللذين يواصلان القتال حتى اللحظة رغم تأكيد نيتهما احترام الهدنة. وتجدر الإشارة إلى أن القوات المسلحة السودانية تحتكر سلاح الجو والطائرات المسيرة، ما يؤكد مسؤوليتها عن الضربات الجوية.

ولليوم السابع والثلاثين على التوالي، لازم سكان العاصمة السودانية البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة تقريبا منازلهم، وسط اقتتال وحرّ شديد ومعظمهم محرومون من الماء والكهرباء والاتصالات. وقال محمود صلاح الدين، المقيم في الخرطوم، “الطائرات المقاتلة تقصف منطقتنا”.

وأكد شهود عيان وقوع “اشتباكات في منطقة الكدرو شمال الخرطوم بحري”، وكذلك يدور قتال بين الطرفين في شارع الغابة بوسط الخرطوم. وأفاد آخرون بوقوع “اشتباكات في منطقة بيت المال قرب مقر الإذاعة والتلفزيون بأم درمان” غرب العاصمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى