رسالة إلى توكل كرمان

> السيدة توكل كرمان، لدي سؤال ليس بصفتي سياسية أوصحافية أومستشارة لحقوق الإنسان، وانما بصفتي مواطنة يمنية من أبناء محافظةعدن الجنوبية.

أنا لا أعرفك شخصيا، ولم ألتقِ بك في يوم من الأيام، ولكني مثل غيري أعرف بأنك كنت في مقدمة الصفوف في ثورة فبراير، للإطاحة بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وسؤالي هو:

لماذا لاتنظمين اليوم لصفوف أبناء الشعب اليمني في شمال الوطن، بكونك إحدى أبناء تعز، للقيام بثورة ضد مليشيات الحوثي، وأنتِ لديك من الدعم والتأييد والشعبية الكبيرة، ليس داخل اليمن فحسب، و إنما في معظم الدول العربية والأجنبية، عوضا عن الحديث الذي لايقدم ولايؤخر، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات والمؤتمرات العربية والدولية؟

نصيحة

أليس لبلادك حق عليك في الوقوف الى جانب شعبها ضد نظام الحوثي مثلما كنتِ قائدة لثورة ضد نظام عفاش؟

وأظن الثورة ضد الحوثي ستكون مشرفة لك، أفضل من مهاجمتك شعب الجنوب والعاصمةعدن، بمطالبتهم بالانفصال وفك الارتباط عن مليشيات الحوثي الخارجة عن القانون والمسيطرة على مسقط رأسك، داخل محافظة تعز، وأهلك وأقاربك في المناطق الشمالية من الوطن والعاصمة صنعاء.

فلا تلومي أنت وغيرك من أنصارك وقيادات حزب الإصلاح الشعب الجنوبي، عندما يصر على فك الارتباط مع نظام صنعاء المسيطر عليه من قبل الحوثي، لأن عدن منذ الأزل مدينة وعاصمة للسلام والحب والتعايش مع جميع الأديان، من غير ما يسأل أحد الآخر، أنت من أي مذهب؟ وأي دين تعتنق؟ لأننا نتعامل منذ الازل بأن اكرمنا عند الله اتقانا ولكل إنسان الحرية الكاملة بتوجهاته طالما لايؤذي الآخرين .

وربنا سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم:

((لكم دينكم ولي دين)) صدق الله العظيم.

فمن المستحيل أن نتعايش مع الحوثي، وهو يتعامل بوحشية ضد المواطنين في المناطق المسيطر عليها بقوة السلاح، ومن المستحيل أيضا أن نتقبل من يفرض علينا وحدة بالقوة، لأننا لسنا عبيدا عند أحد، ولسنا قاصرين عن إدارة شؤوننا داخل اليمن والعاصمة عدن، ضمن نظام فدرالي يعطي الحق لكل إقليم أن يحكم نفسه بنفسه من غير ضرر ولا ضرار.

فقبل أن تتعاملوا معنا بأننا قاصرون، حرروا أولا أرضكم في تعز والمناطق الوسطى من شمال اليمن والعاصمة صنعاء من مليشيات الحوثي، مثلما أعلنتم ثورة فبراير ضد نظام عفاش، وبعد ذلك غادرتم البلد كالطيور عندما تطير بأرزاقها وتركتم الشعب خلفكم يعاني الويل من بطش الحوثي وأنصاره.

مجرد نصيحة من ابنة اليمن والعاصمة عدن إلى ابنة اليمن والعاصمة تعز.

لاتعطوا أنفسكم الوصاية على اتخاذ القرار فيما يتعلق بأبناء الجنوب، وتحلموا بأن الوحدة باقية وستبقى لأن ذلك وهم، أنتم تعيشون فيه ..!

الوحدة انتهت والعالم بشكل عام يدفع لعملية السلام داخل اليمن، ضمن نظام الأقاليم حتى نظل أخوة نحترم بعضنا البعض، عوضا عن وحدة تجعلنا نتقاتل فيما بيننا.

تحياتي...

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى