لكل مبتدأ خبر سيظهر كل مستتر !!

> الكثير من الناس لم يتنبهوا إلى علاقة تنظيم الإخوان الدولي فرع اليمن (حزب الإصلاح) بجماعة أنصار الله (الحوثيين) والتي ابتدأت بساحة الستين حينما استجلبوهم للساحة في 2011م ونصبوا لهم الخيام وفتحوا لهم المنصات للخطابة، أيام ما عرف بثورة الشباب. ومن ثم عمدوا تلك العلاقة باتفاقيات سرية بعد توقيع المبادرة (مبادرة نقل السلطة 2012م ) وذلك في صعدة عندما ذهبوا للاتفاق مع عبدالملك الحوثي، في اتفاقية بينهم لاتزال بنودها طي الكتمان .

ولكن وضحت الكثير من الأمور، فبمجرد ما تحركت مليشيات الحوثيين نحو صنعاء لم يحرك الإخوان (حزب الإصلاح اليمني) قواتهم العسكرية وخاصة الألوية التابعة للفرقة الأولى مدرع. وهي تتجاوز 23 لواء مدرعا، إضافة إلى الحشود العسكرية القبلية التابعة لهم بالولاء التنظيمي، وتركوهم يسيطرون على صنعاء دون مقاومة تذكر أبدا.

ثم الخروج إلى المملكة بعد عشرة أيام من انطلاق عاصفة الحزم. وذلك لكي يعرقلوا نجاحها من خلال استثمارها وإطالة أمدها لكي يحصل الحوثيون على مشروعية بعد الصمود الطويل، كما خطط الإخوان بالاتفاق مع الحوثيين.

ومنذ التحاقهم بالعاصفة من خلال علي محسن الأحمر، سيطروا على قرار الشرعية في كل مساراتها، وتوهوا التحالف، ونتذكر أن الرئيس حيدر العطاس قال في مقابلة ستتحرر عدن إذا تم استبعاد علي محسن ومن يواليه في غرفة العمليات المشتركة. وهذا بالفعل ماحصل.

اليوم يتحدث الإعلاميون عن انشقاقات للقادة من الإخوان وعودتهم لصفوف الحوثة. وحقيقة الأمر أن ذلك ليس انشقاقا، وإنما ظهور المستور للسطح عندما حان الأوان فقط. وإلا فهم أصلا متواجدون في الشرعية وصفوف التحالف، لغرض إفشال العاصفة ومنعها من التقدم وتحرير صنعاء، وهذا قد تحقق ولم يتبق بعد وصول المرحلة لنهايتها إلا الظهور للعلن بالعودة، بعد أن أنهوا وأتموا مهمتهم التي كانوا مكلفين بها من خلال الانضمام لصفوف الشرعية.

الحركات والأحزاب العقائدية الدينية هي في الأصل وجهان لعملة واحدة. وهاهي الأيام قد أظهرت المستور، وستخرج القيادات المدنية بعد العسكرية لإتمام الصفقة، والتي كانت مكشوفة لدى المتابعين بعمق للحركات الأصولية.

فعلا ظهر المستتر، لأن ذلك شيء طبيعي لمثل تلك السياسات المؤدلجة والمترابطة عصبويا وقبليا ومذهبيا.

فعلا لكل مبتدأ خبر، وسواء كان ظاهرا أم مستترا، فهو لابد أن يعبر عن نفسه ولكن في أوانه. وقد حان أوان أن تعود أسراب البوم المغتربة إلى كهوفها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى