سواحل الجنوب في مقدمة الاهتمامات الأمريكية في المنطقة

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
  • تركز دولي على الجنوب.. وهذه الأسباب
  • خبير عسكري: الجنوب يملك أهمية استراتيجية بمنطقة الخليج
> تضع الولايات المتحدة الأمريكية جنوب اليمن ضمن أولوياتها لاعتبارات مختلفة، أهمها امتلاكه أحد أهم المنافذ المائية في العالم، والذي تمر عبره آلاف السفن والناقلات سنويا، ومحاذاته لدول الخليج الحليف الرئيس لواشنطن في الشرق الأوسط، فهل تبذل حكومة اليمن جهودا مع نظيرتها الأمريكية في سبيل تطوير الشراكة الأمنية؟.
  • تعزيز التعاون الأمني
بالتزامن مع حالة اللاحرب واللاسلم التي يعيشها اليمن منذ أكتوبر من العام الماضي، عقدت في مدينة عدن، مباحثات يمنية أمريكية، بهدف تقوية الشراكة الأمنية بين الجانبين، في وقتٍ تمر فيه البلاد بتدهورٍ أمني بسبب الحرب المستمرة منذ مارس 2016.

في تغريدة لها على صفحتها في "تويتر"، قالت السفارة الأمريكية لدى اليمن، إن السفير ستيفن فاجن بحث في 5 يونيو 2023، مع وزير الدفاع اليمني محسن الداعري، سبل تقوية الشراكة الأمنية بين الجانبين.
وأفادت السفارة بأن "السفير فاجن أثنى على الجهود التي يبذلها الجيش اليمني لمكافحة تهريب المواد غير المشروعة ذات المنشأ الإيراني إلى ‎اليمن"، دون تفاصيل.

فيما ذكرت مصادر إعلامية أن "وزير الدفاع التقى في العاصمة المؤقتة عدن بالسفير الأمريكي ستيفن فاجن، والملحق العسكري مارك وايتمان".
وخلال اللقاء، أشار وزير الدفاع إلى أن "التخادم بين الحوثي والتنظيمات الإرهابية الأخرى ظهر بشكل أكبر في الآونة الأخيرة".

كما ذكر الداعري قوله إنه تم القبض على عدد من عناصر "هذه التنظيمات الإرهابية، وهي في طريقها لتنفيذ عمليات في المناطق المحررة وبتخطيط من قبل الحوثيين".
وحذر من "خطورة استمرار التهريب الإيراني الحوثي للمسيّرات والصواريخ والألغام البحرية المهددة للإقليم والملاحة الدولية".
  • اهتمام أمريكي
وتركز الحكومة الأمريكية اهتمامها بقوة على جنوب اليمن، خصوصا المدن الساحلية، من خلال قيامها بعمليات عسكرية ولقاءات مكثفة مع المسؤولين.

وتعد البحرية الأمريكية أكثر الجهات الأمنية والعسكرية التي تعلن ضبط شحنات أسلحة ومخدرات كانت في طريقها إلى اليمن، كان آخرها في يناير الماضي، حينما أعلنت القيادة المركزية للجيش الأمريكي (سنتكوم)، اعتراض مركب كان يحمل أكثر من 2000 بندقية إيرانية.
وفي مارس الماضي، أعلن الأسطول الخامس الأمريكي، التابع للقيادة المركزية ومقره البحرين، ضبط شحنة مخدرات بقيمة 33 مليون دولار في خليج عُمان، كانت متجهة لليمن.

وأواخر مارس أيضا، قالت وزارة العدل الأمريكية إن واشنطن تسعى للاحتفاظ بأكثر من مليون طلقة ذخيرة ضبطتها البحرية الأمريكية في ديسمبر، وهي في طريقها من الحرس الثوري الإيراني إلى جماعات مسلحة في اليمن.

ولا يقتصر الدور الأمريكي على هذا الحد، فقد أشارت وسائل إعلام إلى إشراف وفدٍ عسكري أمريكي بتدريب مقاتلي المنطقة العسكرية الثانية بساحل حضرموت، لكن مصادر أخرى قالت إن التدريب يتعلق باللغة الإنجليزية تمهيدا لنقلهم إلى واشنطن لتدريبهم عسكريا.
وقبل الحرب كانت الولايات المتحدة تقدم برنامج تدريب للجيش اليمني لمحاربة تنظيم "القاعدة"، لكن بعد سيطرة الحوثي على صنعاء أوقفت واشنطن تلك التدريبات، واكتفت بالتعاون المحدود مع المخابرات اليمنية لمساعدتها في رصد عناصر القاعدة واستهدافهم عبر طائرات مسيَّرة، وفق ما نقلت صحيفة "التايمز" البريطانية.
  • الحد من الهجمات
يؤكد الخبير العسكري اليمني ربيع الصلاحي، أن الجنوب تملك أهمية استراتيجية كبيرة على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية في منطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية خاصة، لإشرافه على باب المندب الذي يربط المحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس.
ويرى أن الاهتمام الأمريكي باليمن يرجع إلى هذه الأهمية، إضافة إلى مساحته الجغرافية وكتلته البشرية، واعتبار اليمن "عمقا وامتدادا أمنيّا وسياسيّا لدول الخليج".

ولفت، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن "أي توتر أمني وعدم استقرار في اليمن يؤثر بالضرورة في أمن واستقرار دول الخليج حليفة واشنطن، ويمكّن التنظيمات الإرهابية من استغلال سواحلها الشاسعة لتنفيذ هجمات إرهابية ضد القوات الأمريكية في بحر العرب والمحيط الهندي".

وأوضح أن الشراكة اليمنية الأمريكية "ستكون مقتصرة على تدريب فريق عسكري من الجيش والأمن فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، والتعاون في المخابرات لملاحقة ومكافحة عناصر التنظيمات التي تراها واشنطن متطرفة"، مستبعدا أن تصل إلى مد القوات اليمنية بالأسلحة لتنفيذ عملياتٍ على الأرض.
كما يرى أن الشراكة "ستتواصل في التعاون الأمني والاستخباراتي بمحاصرة المنافذ التي كان الحوثيون يتمكنون عبرها من تهريب الأسلحة والمخدرات، خصوصا من محافظة المهرة".
  • اهتمام لافت
والاهتمام الأمريكي بسواحل جنوب اليمن، بدأ منذ نحو 3 أعوام، حيث كان لافتا مؤخرا زيارة السفير الأمريكي، والأدميرال براد كوبر قائد القيادة المركزية للقوات البحرية والأسطول الخامس الأمريكي والقوات البحرية المشتركة (CMF)، في مارس الماضي، إلى المهرة، والتقوا بقائد خفر السواحل اليمني وممثلي الحكومة.

وهدفت اللقاءات لـ"مناقشة جهود الأمن البحري الإقليمي والفرص المستقبلية لتعميق التعاون البحري الثنائي والمتعدد الأطراف"، وفق بيانٍ صدر حينها من الجانبين.
وفي نوفمبر الماضي، كانت حضرموت شرقي البلاد والحدودية مع المهرة على موعد مع زيارة سفير واشنطن، وهي ثاني زيارة له منذ تسلمه المنصب منتصف العام ذاته 2022.

بالشهر ذاته، التقى محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي، وفد فريق الشؤون المدنية بالولايات المتحدة برئاسة الفريق الرائد كيفن، وكان هدف اللقاء وفق تصريح حكومي يمني "بحث استهداف جماعة الحوثي للمنشآت النفطية في ميناء الضبّة وتداعيات تأثير الهجمات الاقتصادية وحركة الملاحة في البحر العربي".

وفي أغسطس الماضي، زار وفد عسكري ضم ضباطًا أمريكيين مديرية "بروم ميفع"، الواقعة على سحل بحر العرب بحضرموت، وبحث مع مسؤولين محليين التعاون في الجانبين الأمني والعسكري.
كما زار وفد أمريكي رفيع، في 3 مارس الماضي، حضرموت وضم  المبعوث الخاص لليمن تيموثي ليندر كينج، والقائمة بأعمال السفارة الأمريكية لدى اليمن كاثي ويستلي، وعددًا من المستشارين الأمريكيين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى