رياح حضرموت

> يحاول البعض من الداخل والخارج إثارة العواصف والرياح في حضرموت لإعاقة سير قطار المشروع الجنوبي لوصوله إلى بغيته، لكن هذه الرياح كما أتوقع سوف ترتد على هؤلاء البعض، وستقتلع مشاريعهم القائمة على المصالح الذاتية غير الوطنية التي تتقاطع مع مصالح حضرموت الآنية والمستقبلية.

لا يمكن أن تكون حضرموت إلا في القطار الجنوبي، هذا ما يؤكده التاريخ ويتطلبه الحاضر والمستقبل، لاسيما وأن جنوب اليوم لن يكون كجنوب الأمس؛ إذ ستحتل حضرموت مكانتها التي تستحقها، ويتطلع إليه إخواننا وأهلنا الحضارم ضمن مشروع الدولة الجنوبية الفيدرالية.

مشاريع الشمال انكشفت في حضرموت وتبين للناس أنها لم تكن سوى مشاريع نهبوية ولصوصية قائمة على سرقة خيرات حضرموت، بينما أهلها يعانون العوز والفقر والإقصاء، لذا فإن تجريب المجرب خطأ كما يقال، ومن هنا تسعى القوى الشمالية لاسيما حزب الإصلاح إلى محاولة خلط الأوراق ووضع العقبات أمام تحرير حضرموت بالكامل وتسليمها لأبنائها، وكذا التشويش على المشروع الجنوبي وإحباطه دون جدوى، لأن الحضارم يدركون أهداف هذه القوى ومدى حقدها على الجنوب وانزعاجها الشديد من فقدان مصالحها.

أما القوى الإقليمية التي نراها تشتغل في كل الاتجاهات على ملف حضرموت، فهي لا تفعل ذلك حبًا في الوحدة الميتة كما يتوهم البعض، وإنما في حماية مصالحها في ظل السباق المحموم من قبل دول إقليمية وأجنبية، كل منها يسعى لإيجاد موطئ قدم له في هذه المنطقة المهمة من الجنوب، والغنية بالثروات والواعدة بالخيرات.

إن الرياح المثارة في حضرموت ستؤدي في الأخير إلى تمهيد الطريق أمام المشروع الجنوبي وليس غيره، بينما سترتد مخلفاتها في وجوه أعداء هذا المشروع، وسوف تأخذهم بعيدًا عن الجنوب الذي حسم خياره ومصيره بتأييد السواد الأعظم من أبناء حضرموت وباقي المحافظات الجنوبية الأخرى.

أما بعض القوى الحضرمية التي تعمل ضد المشروع الجنوبي، إنما هي جزء من مخططات القوى الطامعة المذكورة التي تستخدمها كأوراق لتحقيق مصالحها في منع حضرموت من الاستقرار وعودتها وعودة خيراتها لصالح أبنائها، وسوف تستغني عنها حينما تتحقق لها هذه المصالح ولنا في التاريخ عبرة.

ما الذي يمنع أن تكون حضرموت إقليما مستقلا في إطار الجنوب يتمتع بحكم ذاتي أو كامل الصلاحيات، هذا المشروع أصبح مثبت اليوم في أدبيات ووثائق المجلس الانتقالي، وفي الميثاق الوطني الجنوبي، فلا خوف من ذلك إطلاقا، فعدن وحضرموت هما الجناحان الذي حلق بهما الجنوب في الماضي وسيطير بهما اليوم وفي المستقبل.

لا خوف من كيد الأعداء والطامعين وأصحاب المصالح، فالجنوب أرض الخيرين والطيبين، لن يتركها الله بمفردها، بل سيؤيدها الله بجنود من عنده، وبالخيِّرين لتعود لأهلها، ولتنهض من جديد في خدمة الخير والصلاح في سبيل الأمة والإنسانية جمعاء.

وإن غدا ستهب الرياح على الطامعين فتقتلعهم، وإن غدا لناظره لقريب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى