مقرها الخليج.. طموح إيراني في "قوة عسكرية مشتركة" يواجه تحديات

> كامل جميل:

> ​الحديث عن قوة عسكرية مشتركة على وشك أن تولد قريباً في المنطقة مكونة من دول خليجية وإيران وقوى من آسيا، تتكفل بتوفير الأمن البحري في الممر المائي الخليجي الأكثر أهمية على مستوى العالم، تزيد من تأكيد وجود هفوة في العلاقات الخليجية الأمريكية، في مقابل تقارب كبير بالعلاقات الخليجية الإيرانية.

مياه الخليج التي لم تشهد الاستقرار منذ وقت طويل، خاصة منذ 2015، حيث شهد اليمن حرباً أطرافها الحكومة الشرعية المدعومة من السعودية، ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران، ظلت تشهد حماية دولية، لكنها رغم ذلك لم تنجُ من استهداف السفن المبحرة فيها، وتقف إيران وراء أغلب هذه الهجمات.

وفي فبراير الماضي، قال قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده في لقاء تلفزيوني بمناسبة يوم الحرس الثوري، إن بلاده قادرة على استهداف السفن الأمريكية على بعد 2000 كيلومتر، مؤكداً أن "الأسطول الأمريكي في المحيط الهندي والبحرين الأحمر والمتوسط في مرمى صواريخنا".

وقال: إن "مصالح أمريكا تكمن في زعزعة الأمن في غرب آسيا وحتى العالم"، مشدداً بالقول: "إذا لم نكن أقوياء، فإن هذه الحوادث نفسها ستمتد إلى داخل إيران".

وبدأت أخيراً تتسرب معلومات تفيد بأن تحالفاً عسكرياً بحرياً سيعلن قريباً يضم عدداً من الدول بينها إيران وبلدان خليجية.

وكشف موقع "إيران برس" عن وجود مباحثات بين إيران وكل من السعودية والإمارات وسلطنة عُمان؛ لتشكيل قوة بحرية مشتركة هدفها العمل لضمان أمن الخليج.

وحسب ما ذكر الموقع الإيراني (1 يونيو 2023)، فإن المشاورات بين إيران والسعودية والإمارات وعُمان بدأت بالتنسيق مع الصين، وبهدف ضمان سلامة الملاحة في الخليج.

الموقع قال: إن "منطقة الخليج تنتج ما يقرب من ثلث نفط العالم، وتحتوي على أكثر من نصف احتياطيات النفط الخام في العالم، إضافة إلى جزء كبير من احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم".

ويرى الخبير السياسي د. فراس إلياس، الذي تحدث لـ"الخليج أونلاين"، أن الجهود الإيرانية لتشكيل قوة بحرية مشتركة مع دول خليجية، منها السعودية والإمارات، تمثل "مدخلاً آخر من مداخل تطبيع العلاقات مع الدول الخليجية، والأهم فرصة لتحول إيران إلى جزء رئيس من الترتيبات الأمنية في منطقة الخليج".

ويشير إلياس إلى أن "هذه الجهود تأتي استمراراً لجهود إيرانية سابقة للاندماج مع المنظومة الأمنية في منطقة الخليج؛ أبرزها مبادرة السلام في الخليج التي قدمها الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، لكنها فشلت بالنهاية".

يقول فراس إلياس: إنه "لا يختلف أحد على أن إيران تمثل أحد أبرز الأسباب في حالة عدم الاستقرار الأمني في مياه الخليج، سواء على مستوى استهداف الناقلات النفطية أو احتجاز السفن".

ويلفت إلياس إلى أن "هذه السلوكيات الإيرانية أفرغت من جهة أخرى المبادرات الإيرانية من محتواها الحقيقي، في إمكانية أن تتحول من دولة تؤدي دوراً في حالة عدم الاستقرار إلى دولة طامحة للاستقرار، رغم أنه يمكنها ذلك دون الحاجة لمبادرات".

ويعتقد المحلل السياسي فراس إلياس أن فرص نجاح جهود تشكيل قوة بحرية مشتركة مثلما أعلنت طهران، "تبدو حتى الآن صعبة".

أسباب عديدة تجعلها صعبة، وفق إلياس؛ منها "عدم ثقة دول الخليج بالمبادرة الإيرانية، وكذلك الدور المعرقل الذي يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة".

ويضيف أن أهم أسباب صعوبة تحقيق المبادرة الإيرانية "عدم وضوح الآليات التي يمكن أن تقوم عليها فكرة تشكيل قوة بحرية مشتركة، سواء عن موقع هذه القوة، أو طرق إدارة القيادة والسيطرة وتبادل المعلومات، وهي آليات تتداخل بشكل أو آخر مع المنظومة الأمنية والعسكرية التي وظفتها الولايات المتحدة في مياه الخليج، ومدى انعكاسها عليها".

الخليج أونلاين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى