دومًا يكون الرد حضرميًا جنوبيًا

> محاولات سلخ حضرموت الأبية عن جنوبيتها وهويتها الأصيلة لم تكن وليدة اليوم بل ظلت سياسات الهضبة الجهوية القبلية والمذهبية الزيدية مستمرة ومتسترة تحت يافطات وشعارات مختلفة وفي أوقات مختلفة ولم تكن حضرموت وحدها بل كانت هذه السياسة وما تزال تستهدف الجنوب كافة ولكن على طريقة أكل العنب حبة حبة، كما حصل في غزو الصفي القاسم لدولة حسين عبدالقادر اليافعي في لحج، عدن، أبين ليتبعها غزو حضرموت بذريعة إسناد السلطان عمر الكثيري في منتصف القرن التاسع الهجري وما تلاه، وهكذا كان نفس السيناريو في غزو صيف 1994م حتى إن حضرموت كانت هدفا أوليًا قبل عدن لكن الأمور دوما تقاس بالنهايات فكل هذه المحاولات والسياسات والغزوات والاحتلالات لم تصمد ولم تستمر مطلقًا وإطلاقا بل اجتثت اجتثاثا من الجذور وبرهن الجنوبيون في كل المحطات التاريخية على وحدتهم أمام كل الغزوات الزيدية القاسمية والتركية والبرتغالية والبريطانية وصولا إلى غزو تحالف الحرب على الجنوب 1994م تحت شعارهم القاتل(الوحدة أو الموت) بزعامة مؤتمر عفاش وأخوانج الزنداني والقاعدة.

لكن كل هذا لم يدم ولم يصمد ويعرف هؤلاء قبل غيرهم أن الذاكرة المجتمعية من إقصاء الجنوب إلى أقصاه ترفض رفضا أزليا كل محاولات الغزو والاستهداف والسياسات المفضوحة والمكشوفة للنيل من الجنوب وشعبه ككل لا يتجزأ.

كان شعب الجنوب قد وجه رسائله العلنية إلى العالم من خلال نضاله المستمر السلمي بمليونياته الكبرى منذ 7/7/2007 وحتى نضاله التحرري بتحرير الأرض منذ 2015م وفي زمن قياسي قصير جدا.

ورغم كل ما يحاك من مشاريع سياسية قذرة تستهدف احتلال الجنوب بالقوة أو تجزئته لكن ما يجري اليوم وبالأمس القريب والبعيد في حضرموت من حشود بشرية هائلة تمثل الرد العملي الفاعل على مجمل تلك المؤامرات الدنيئة، وهكذا أثبتت وتثبت حضرموت العز بالأمس واليوم وغدا إنها أي حضرموت القلب النابض للجنوب أرضًا وإنسانًا وهويةً وتاريخًا، حضرموت تاج الجنوب المرصع بالجواهر الثمينة الذي إذا اشتكى منه عضو واحد تداعى له سائر أعضاء الجسد الجنوبي بالسهر والحمى. وهكذا هو العهد عهدا أزليا من عهود دولة حضرموت ويمنات وحمير والغزو القاسمي الزيدي إلى هذه اللحظة التي يحتشد فيها أبناء حضرموت قاطبة في الميادين السلمية والتحررية رفضا لما يحاك بليل أسود حقود.

فلم ولن تكن حضرموت الأبية فزاعة تحاول إشهارها تلك القوى الظلامية المنفلتة لتخويف وإخافة الجنوب عندما ينشد استعادة دولته المستقلة بكامل حدها وحدودها.

أهلنا أبناء حضرموت خاصة وأبناء الجنوب عامة

أيقنوا جميعا أن هؤلاء يعلمون علم اليقين كون الجنوب جسدًا واحدًا وروحًا واحدةً إلى أبد الأبدين وكل هذه الفقاعات والألعاب الكرتونية لمجرد محاولات بائسة لابتزاز الجنوب وشعب الجنوب ليس كمحاولات الغريق الذي يتمسك بالقشة لكن هيهات هيهات فلم يمروا ولن يمروا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى