سحق عدن والجنوب بكمّاشة التردي الاقتصادي والخدماتي

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
  • جروندبرج: حرب معيشية تستهدف المواطنين في الجنوب
> وصلت الأوضاع الاقتصادية والخدمية في عدن والمحافظات الجنوبية، الواقعة تحت سيطرة التحالف السعودي إلى طريق مسدود، دفع المواطنين الجنوبيين إلى الشارع في احتجاجات شعبية غاضبة، رفضا لاستمرار انهيار أوضاعهم، على امتداد السنوات الثمان الأخيرة، وبلوغها حاليا مستوى كارثي غير مسبوق.

وبحسب وصف المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج، خلال إحاطته الأخيرة المقدمة مطلع الشهر إلى مجلس الأمن، فإنه فلا يُستغرب ما يجري الآن في المحافظات الجنوبية من تحويل الملفّ الاقتصادي والخدمي إلى ملف سياسي، دائما ما استُخدم كواحدة من أدوات الحرب في اليمن، منوها بأنه أصبح حاليا الجبهة الوحيدة المشتعلة، في ظلّ توقّف الجبهات العسكرية،

وأكد مراقبون أن كلّ ذلك مجتمعا دفع المواطنين في عدن والجنوب إلى الخروج إلى الشوارع، وقطع الطرقات احتجاجا على ما آلت إليه الأوضاع المعيشية والخدمية من جانب، وفي الجانب الأخر الغياب التام لأي معالجات حقيقية من قبل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والتحالف بقيادة السعودية، تنهي المعاناة الطاحنة التي يكابدها الجنوبيون.

وبرأي محلّلين لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، فإن بقاء الوضع على ما هو عليه، من دون تدخّل من قِبل «التحالف»، قد يؤدي إلى خروجه عن السيطرة، حيث لن تكون بوصلة التظاهرات عندها موجّهةً ضدّ طرف محلّي بعينه، بل قد تتّجه نحو «التحالف» نفسه عبر المطالبة برحيله، وخصوصا أن سيناريو تغيير الحكومات لا يفتأ يتكرّر، من دون أن يحدث أيّ تغيير جذري في السياسات، ولم يحقق أي تحسن في الواقع المعيشي والاقتصادي للمواطنين في عدن والجنوب، منذ ثمان سنوات خلت.

وفي السياق ذاته، أكد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي، سالم ثابت العولقي، أن الحرب الاقتصادية والخدماتية التي تشن على المواطنين في الجنوب حاليا ومنذ سنوات، هدفها تقويض القضية الجنوبية وحرفها عن مسارها.

وقال العولقي: "‏ما يتعرض له الجنوب اليوم من حصار اقتصادي وخدمي ومعيشي، لاستهداف القضية وشعبها وروافعها الوطنية، ليست سوى استمرار لمحاولات الاستهداف التي ستفشل أيضا أمام قوة الواقع الجنوبي، وما الإصرار على فعلها سوى إهدار للمقدرات والطاقات والوقت، على حساب المعركة الحقيقية والمصلحة المشتركة للأطراف المحلية والإقليمية على الأرض".

وأوضح القيادي الانتقالي أن مشروع وقضية الجنوب أنتجها الانقلاب على الوحدة واجتياح الجنوب، وهذه القضية وعدالتها وقوتها مستمدة من الشعب ولن تسقطها أي حسابات محلية أو خارجية.

جاء ذلك في تعليق نشره عبر حسابه على فيسبوك، شدد فيه على أن قضية الجنوب ستبقى مفتاحا للسلام والحرب، وأن الانتقالي سوف يعمل على التصدي للحرب الاقتصادية والخدماتية، التي يتعرض لها الجنوبيون، وتعزيز جهود الاصطفاف الجنوبي.

وقال العولقي: "للجنوب مشروع سياسي وقضية وطنية انتجها الانقلاب على اتفاقية الوحدة بالحرب والاجتياح العسكري صيف94.. هذا المشروع وهذه القضية حملتهما وعبرت عنهما الإرادة الجنوبية الحرة، وليس الإقليم أو الخارج".

‏وأكد: "عدالة قضية الجنوب وقوتها مستمدة من الواقع الشعبي والاجتماعي على الأرض، ولن تضعفها أو تلغيها أي حسابات ومعادلات ووقائع محلية أو خارجية، ومن الحكمة التعامل بواقعية سياسية مع هذا الملف".

ولفت العولقي: "‏لقد تعددت على مر عقود ومراحل، أشكال الاستهداف والإنكار لهذا الواقع، وفشلت كل المحاولات في عهد نظام صالح، ومرحلة 2011م، وما سمي بالحوار اليمني، كما فشلت عند محاولتي الاجتياح العسكري الثاني والثالث للجنوب في 2015م وما بعدها".

‏وأردف العولقي: "ستبقى قضية الجنوب وحقوق شعبه مفتاحا لخيارات السلام والحرب.. ومرتكزا لصمود أو انهيار أي عملية سياسية".

‏ وقال: "من جهته سيمضي المجلس الانتقالي في جهود الاصطفاف الوطني الجنوبي، وتعزيز الجبهة الداخلية، وحفظ الأمن والاستقرار، وتحقيق تطلعات أبناء الجنوب على أرضهم، وكل ذلك لا يمثل عدوانا على أحد، أو استفزازا لأحد".

‏ وختم بالقول: "لا عدوان سوى تسليم رقاب الشعوب للجماعات الطائفية والإجرامية والإرهابية، بالحرب أو بالسلام، أو بالإفقار والتجويع، وخلق حالة من الإحباط لمصلحة تلك الجماعات فقط".

وكان مسؤول في المجلس الرئاسي قد حذر من استمرار العبث الممنهج في العاصمة عدن، مؤكدا تسبب الفساد بتدهور الخدمات، وانهيار العملة.

وأكد المستشار ياسين مكاوي، أن تغول الفساد الرسمي في عدن قد نتج عنه المزيد من المعاناة، التي يتعرض لها المواطن، مناشدا السعودية التدخل لإنقاذ الشعب من هول الكارثة، وعدم ترك المدينة وأبنائها يصارعون العوز والموت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى