لحظات رهيبة قلبت حياة المسافرين إلى جحيم

> من المعروف والشيء البديهي أن تكون هناك مواصفات خاصة عالمية للمطارات، عندما تبنى، أو عند إعادة تأهيلها لا بد أن يكون كل شيء ذا مواصفات خاصة، حتى زجاج الصالات من المهم جدا أن يكون على أعلى مستوى من الجودة. وهذا معروف في كل مطارات العالم، للحفاظ على سلامة المسافرين.

تكلفة مشروع إعادة تأهيل مطار عدن الدولي المرحلة الأولى نحو 54 مليون ريال سعودي، وتكلفة المرحلة الثانية نحو 14 مليون دولار . بهذه التكلفة كان من المفترض أن تكون إعادة تأهيل مطار عدن الدولي على أعلى مستوى من الجودة وحسب المواصفات العالمية للمطارات، ولكن للأسف هذا لم يحدث ولم يتم إعادة تأهيل المطار بالشكل الصحيح، وحسب المواصفات العالمية، وعدالة السماء كشفت المستور.

حتى وإن كانت مساعدة أو دعم أو منحة أو قرض أين مسؤولو مصلحة الطيران المدني؟ وكيف قبلوا إعادة التأهيل بهذه المواصفات الرديئة الهشة؟

وخير دليل على ذلك الفيديو المتداول في وسائل التواصل الاجتماعي، ونحن نرى هلع المسافرين من نساء وأطفال يبكون ويركضون، خوفا أنها لحظات رهيبة قلبت حياة هؤلاء المسافرين الى جحيم، وكل ذلك بسبب الفساد الأخلاقي للمسؤولين أيا كانوا كبارا أو صغارا.

كم يحز في النفس من مرارة وألم ونحن نرى مبنى مطار عدن الدولي، لم يصمد أمام عاصفة رعدية ممطرة في العاصمة عدن. هذا المطار الذي أقيم فيه أول معرض للطيران في الشرق الأوسط عام 1960م، حقا إنها مفارقات عجيبة كيف كان وكيف أصبح.

لماذا لم يستطع مطار عدن الدولي الصمود؟ لأن الفساد الأخلاقي طغى على أغلب مسؤولي الحكومة -إلا من رحم ربي-، حيث أصبحت حكومة العمولات (الكميشن) وهنا يكمن الخلل قبل إرساء أي عطاء، يلزم المسؤول الفاسد أخلاقيا أن يضمن عمولته (الكميشن)، وبعد أن يضمن المسؤولون حقهم، صاحب العطاء يلعب في الدنيا لعب في مواصفات العطاء أو المشروع الذي أرساه المسؤولون عليه، هكذا هي أغلب مشاريع حكومة العمولات (الكميشن).

وهنا نقولها مرة أخرى أن الفساد الأخلاقي هو أخطر أنواع الفساد، لذلك قبل أن يتولى كل مسؤول في منصب بسيط، أو رفيع يجب مراجعة سجله الأخلاقي، قبل سجله التعليمي، فالتربية تأتي قبل التعليم مهما كانت درجته العلمية لا يصلح أن يكون مسؤولا وهو فاسد أخلاقيا، ماذا سيقدم من منفعة من أجل الصالح العام، وهو يفتقر لأهم معايير المسؤولية.

المسؤولية أمانة في أعناقهم، ومسؤولين أمام الله عز وجل فيما أؤتمنوا عليه، وفي كل قرش اكتسبوه.

أيها المسؤولون، الأخلاق لا تشترى ولا تباع، إنما هي تكون متأصلة في الإنسان وفطرته السليمة، والبيئة الذي تربى عليها.

في الأخير العاصمة عدن تذكر كل مسؤول فاسد أخلاقيا بهذه الآية الكريمة: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 33].

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى