قمة جدة للسلام في أوكرانيا تجمع 30 دولة دون روسيا والصين

> جدة "الأيام" العرب:

> ​تستعد السعودية، وفقا لتصريحات مصادر دبلوماسية غربية، لاستضافة قمة سلام لوقف الحرب في أوكرانيا، تشارك فيها أوكرانيا إلى جانب نحو 30 دولة بينها الهند والبرازيل وعدد من دول الاتحاد الأفريقي، ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الصين ستشترك في القمة.

وأبرز غائب عن القمة هو روسيا، التي وإن أعربت عن اهتمامها بالعديد من مبادرات السلام إلا أنها أظهرت اهتماما خاصا بالمبادرتين الصينية التي طرحت في فبراير الماضي والأفريقية التي طرحت خلال انعقاد القمة الروسية – الأفريقية الأسبوع الماضي في بطرسبورغ.

ويقول مراقبون إن السعودية تسعى إلى جمع العناصر الأساسية في العديد من صيغ المبادرات، بما فيها الصينية والأفريقية، في مبادرة واحدة، تحمل توقيع الدول المشاركة في القمة مجتمعة، مما يضفي عليها وزنا دوليا. إلا أن امتناع الصين عن المشاركة، إذا وقع بالفعل، فإنه سيشكل مصدر إحراج كبير للرياض، لاسيما وأن السعودية تحتفظ بعلاقات وطيدة مع الصين. أما إذ تحققت مشاركة الصين، فإنها ستكون مكسبا لأنها ستضفي على المبادرة المشتركة زخما كبيرا.

وتقول بعض المصادر الدبلوماسية إن احتضان السعودية لهذه القمة يراهن في الأصل على كسب بكين لصالحها.

وكان الممثل الخاص الصيني للشؤون الأوراسية، لي هوي، قام في نهاية شهر مايو الماضي بجولة أوروبية زار خلالها أوكرانيا وبولندا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وروسيا، حيث ناقش مبادرة السلام الصينية للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، نقلا عن دبلوماسيين مشاركين في المناقشات الراهنة، إن الاجتماع سينعقد في مدينة جدة يومي 5 و6 أغسطس وإن الجهود تبذل من أجل ضمان أوسع مشاركة ممكنة؛ حيث أصبح من المؤكد أن تشارك دول من بينها بريطانيا وجنوب أفريقيا والاتحاد الأوروبي ومصر وإندونيسيا والمكسيك وتشيلي وزامبيا، وذلك إلى جانب الهند والبرازيل. كما يتوقع أن يحضر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان.

ويبدو أن المباحثات التي أجراها سوليفان في الرياض الأسبوع الماضي لم تقتصر على شروط السعودية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وإنما شملت أيضا التخطيط لهذه القمة.

ويقول مراقبون إن التصورات الأولية لمبادرة السلام من المرجح أن تشمل احترام سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا وفقا لميثاق الأمم المتحدة، وهو ما يعني قبول روسيا مبدأ انسحاب قواتها من الأراضي الأوكرانية، وتسوية الوضع الخاص بشبه جزيرة القرم، ورفع العقوبات عن روسيا، وإنشاء صندوق دولي لإعادة بناء أوكرانيا، ووقف إطلاق النار، والبدء بمفاوضات على مستويين بين روسيا وأوكرانيا من جهة وبين روسيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) من جهة أخرى، وذلك للنظر في المطالب الأمنية الإستراتيجية الروسية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في أعقاب القمة التي جمعته مع قادة عدد من الدول الأفريقية “إن مبادرتي الصين وأفريقيا يمكن أن تشكلا أساسا للسلام في أوكرانيا”. لكنه حذر في الوقت نفسه من أن هناك “أشياء يستحيل تنفيذها”، كأن توافق روسيا على وقف إطلاق نار بينما تتعرض هي للهجوم.

وشدد على أن بلاده لم ترفض أي محادثات سلام بخصوص الحرب في أوكرانيا.

وكشفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسيّة ماريا زاخاروفا في ختام القمة الروسية – الأفريقية عن أن بلادها تلقت قرابة 30 مبادرة لوقف الحرب في أوكرانيا، عبر قنوات رسمية وأخرى غير رسمية.

وأضافت أن روسيا لم ترفض أبدا المفاوضات مع أوكرانيا لإنهاء الصراع، وألقت بالمسؤولية على كييف، مشيرة إلى المفاوضات التي جرت في أبريل 2022 وانسحبت منها أوكرانيا ولم ترد على الوثائق والطلبات التي أرسلتها موسكو.

وتحاول السعودية أن تستثمر علاقاتها الوطيدة مع روسيا والصين إلى جانب علاقاتها مع أوكرانيا، كي تمنح المبادرة التي يتم تجميع عناصرها في قمة جدة زخما لا يمكن أن تتجاهله روسيا، لاسيما وأن هذه العناصر تنطوي على مكاسب رئيسية للطرفين مقارنة بالوضع الراهن حيث تمضي المقاربة الأوكرانية إلى مديات قصوى قائمة على فكرة هزْم روسيا، وهو أمر لا يبدو مرجحا في ظل الوضع الميداني القائم.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استقبل في 27 فبراير الماضي وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مقر الرئاسة بالعاصمة كييف، وقدم الشكر لدعم السعودية وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا.

وجدد الأمير فيصل بن فرحان خلال ذلك الاستقبال التأكيد على حرص المملكة ودعمها لكافة الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل للأزمة سياسياً، ومواصلتها جهودها للإسهام في التخفيف من حدة الآثار الإنسانية الناجمة عنها.

ويقول مراقبون إن قمة جدة ستحرص على الاستجابة للمطالب الأساسية لكلا المتنازعيْن، باستثناء التفاوض على الأرض، أو ما تعتبره روسيا “الواقع الجديد”، الذي يعني انضمام الأقاليم الأوكرانية الأربعة (دونيتسك ولوجانسك وزابوروجيا وخيرسون) إليها.

ومما يساعد على المضي قدما في عقد القمة أن الواقع الميداني للحرب يشير إلى تكبد الطرفين خسائر بشرية فادحة، في ظل الوضع الذي لم يؤد فيه الهجوم الأوكراني المضاد إلى تغيير جذري في موازين القوى بين المتحاربيْن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى