> تعز «الأيام» الشرق الأوسط:
كشفت دراسة ميدانية عن آثار سلوكية ونفسية واجتماعية وتعليمية للحرب على الطلاب في مدينة تعز، وتركزت تلك الآثار في عدم الاهتمام بالقراءة والاطلاع، وعدم متابعة الدروس وازدحام الغرف الدراسية بالطلاب وضعف المشاركة في الأنشطة التعليمية والغياب والتسرب من الدراسة والهروب من المدرسة.
كما بيّنت الدراسة التي أجراها المركز العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية، ظهور علامات عدم الثقة بمستقبل التعليم والقلق الدائم من القذائف وتقلب المزاج والعواطف، والشرود الذهني والكآبة والحزن، والتلعثم في الكلام والعزلة والانطواء، وسرعة الغضب والانفعال والحدة في الكلام، والمشاجرات والخصومات بين الطلاب واستخدام مفردات الحرب في العلاقات البينية.
وذكرت الدراسة، أن من آثار الحرب على الأطفال والطلاب في تعز استخدام ألفاظ نابية، وتكوين العصابات وتحطيم أثاث المدارس والاعتداء على أطقم التعليم، وفقدان التعاطف والمساندة الاجتماعية والانخراط في سوق العمالة وصعوبة التكيف مع الطلاب النازحين والانخراط في القتال وحمل الأسلحة الشخصية.
وكانت قد انطلقت حملة لحماية الأطفال وتعزيز الوعي بحقوقهم وضمانها خلال الحرب في تعز، أمس الأربعاء، فبعد شهر واحد من العودة إلى المدارس؛ يشعر غالبية أطفال المحافظة بعدم حصولهم على الترفيه الكافي خلال العطلة الصيفية، في حين لا تحقق لهم المدارس الحماية من آثار الحرب أو التحصيل العلمي.
وتستهدف الحملة التي ينظمها التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) المدارس والأسواق العامة، بالرسومات الجدارية ضمن مشروع تعزيز الوعي وضمان حقوق الأطفال أثناء الحرب في اليمن؛ وذلك للفت الانتباه إلى الانتهاكات الستة الجسيمة التي يتعرض لها الأطفال في اليمن.
والانتهاكات الستة التي يتعرض لها الأطفال في اليمن هي التجنيد، والاختطاف، واستهداف المدارس، والمرافق التعليمية، والقتل والتشويه ومنع وصول المساعدات.
وقال مطهر البذيجي، المدير التنفيذي لـ«تحالف رصد» لـ«الشرق الأوسط»، إن الرسائل ستوجه إلى ذوي الأطفال وأرباب الأسر والجهات المرتكبة للانتهاكات والجهات الرسمية الأمنية والقضائية المعنية بتوفير وتعزيز حماية الأطفال، إلى جانب مؤسسات المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أنه سيتم التركيز على توعية الآباء لممارسة أدوارهم تجاه أطفالهم وحمايتهم من التجنيد أو الزج بهم في الصراع.
يشعر نبيل حميد بالأمان لأنه بإمكان أطفاله أن يلعبوا في مساحات مفتوحة أمام منزل والده في القرية، فبعدما نزح بهم مجددًا من مدينة تعز، لم يعد يخشى عليهم نيران القناصة أو المدفعية أو المسلحين والسيارات والدراجات النارية، وبعد شهر سيعمل على إلحاقهم في مدرسة مجاورة.