الحفاة...

> نحن لا نقصد من ذكروا في الحديث القدسي على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم:

" أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة... إلى آخر الحديث"...

لقد أتت علينا الحرب خلال نحو تسعة أعوام بالبلاء والكوارث والمآسي والآلام، وشتى أشكال الضياع الاقتصادي والمالي والخدماتي والحياتي والمعيشي، كل سبل البقاء، انعدم الأمن والأمان، وانتشرت الجريمة بمعناها الكامل والشامل. ووصل الوضع إلى أن طبائع المعاملات الاجتماعية والإنسانية بين أغلب أفراد المجتمع قد تلوثت بعوامل سلبية، الخبث، الحسد والحقد وانتزاع الحقوق بالاستقواء بالمناطقية أو قوة الأمر الواقع. غابت المسؤولية فزاد الفساد على الأرض. اضمحلت الضمائر فزاد الظلم. استفحلت الذاتية والأنانية فبيعت المصاير والأوطان رخيصة...

وفي خضم كل هذه المحصلات المدمرة انتشرت ظواهر وعادات على كافة مستويات وطبقات المجتمع بمختلف شرائحه، الغنية والمغتنية والفقيرة والمفتقرة... وتم سحق وإبادة الطبقة المتوسطة!!!.

أصبح حمل السلاح سمة عليا وجاه، ومخالفة النظام والقانون رمز للقوة الذاتية والقاعدة السائدة، وسرقة الخدمات حق كل مواطن نهارا جهارا. كما أصبح نهب المال العام هدفًا وطنيًا... إلخ.

ولكن نتيجة عوامل عديدة منها بالدرجة الرئيسية الإنهاك الحياتي/ المعيشي أو اللهث وراء المادة، وكذا وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة من قبل فئة الشباب (ذكورًا وإناثًا)، تم إزهاق وطمس والتعدي على العادات الاجتماعية الحميدة الموروثة، برغم ما يمثله هذا التصرف من أعباء/ التزامات مالية، هم في أمس الحاجة إليها ولكن تنفق هباء منثورا. وهذا محصلة لسقوط سلطة رب الأسرة (أب أو أم) وعدم الانتباه أو الاكتراث بشؤون فلذات الأكباد (تحت مسميات الاستقلالية، والاعتماد على النفس... وخلافه) فيما يتعلق بتصرفاتهم الشخصية في أمور تسبب لهم تبعات صحية، وأضرارًا مباشرة خطيرة ومستدامة. منها على سبيل المثال وليس الحصر: مضغ القات، أو تناول الشمة، أو التنبل. التدخين بكل أنواعه، وأخرى وفي أماكن غير لائقة اجتماعيا لأعمار وادراك فئة المراهقين/ الشباب. إضافة إلى تقليد موضات وتقليعات الملبس والمظهر المستوردة الغريبة والشاذة. وفي هذا الخصوص انتشار ظاهرة "المشي حفاة" في شوارع وأزقة المدينة. ظاهرة حتما تخدش عميقا صورة عدن المدنية وسكانها والزائرين.

يمشون "حفاة" على الأسفلت والحجار والقاذورات والمخلفات بكافة أنواعها غير مدركين للأضرار الصحية والجسمانية، التي قد تصيبهم.

بناءً على دراسة فإن مثل هذه "العادة الشائنة" تؤدي إلى الإصابة بمرض "المايستوما". والذي يطلق عليه الأطباء "الموت الصامت".

ويتسبب هذا المرض "تآكلا" في لحم الإنسان. ويتسبب في إنتاج البكتيريا والفطريات الناتجة عن ذلك الوخز، ليدمر الجلد والعضلات والعظام، وقد ينتج عنه تشوهات جسدية وبتر للأطراف (AFP).

نناشد أفراد المجتمع عامة وأولياء الأمور خاصة لصحوة حقيقية لمحاربة والقضاء على هذه الظاهرة الشاذة والمؤذية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى