كنا نلهث خلف الصحف من حيث ما كانت وهي متعتنا التي التصقت بنا ونحن تلاميذ بمدارس المكلا، وكانت الأندية الرياضية بالمدينة تمتلئ بالمجلات والصحف طوال الأسبوع، الحضرمية والعدنية والمصرية واللبنانية وكذا مكتب الاستعلامات بسكة يعقوب، وهذه كانت غنائمنا التي نفوز بها ونجلس ساعات نحن والصحف والقراءة.
لكنني فجأة تعرفت عليها، لم يكن بيننا موعد سابق و لا معرفة جرت، وإنما حين لمحتها وأمعنت النظر اليها أحسست بسقوطي الكامل في العشق، ولعمري لم أعرف الولع حينها ولم أغازل أو أعجب، كان هناك نادي الرسدنسي، ويقع في قلب المكلا بجانب مستشفى المكلا، ويفتح في العطل والأمسيات، وهو تابع للمستشارية البريطانية بالمكلا، ولكنه مخصص للمثقفين وملئ بالصحف والمجلات، وحين دلفت إليه صعقت من حجم ما به من مجلات وصحافة، وكانت هي بينهم بشكلها الرشيق وعنوانها اللافت، هي صحيفة "الأيام" التي تصدر في عدن وتأتي إلى المكلا في فترة الستينيات، وأتذكر بأنني طالب في المدرسة الوسطى، وكانت هناك صحيفة عدنية تأتي معها أيضا هي "فتاة الجزيرة".
فور أن عرفتها والتقطتها يداي فتحت على الصفحة الرياضية وغصت وسطها لأننا نرى في عدن وكل ما بها من عالم الأساطير وكثير من الأمور لا تفسير لها –عندنا- إلا أنها عدنية، ومن أول معرفتي بصحيفة "الأيام" ورويدا رويدا تابعت ما يكتب وتفسر لي ما يدور من أخبار الراديو، وكان كل هذا يضيف لي بعدا معرفيا، وربما لعب اسم المحرر المسؤول، أو رئيس التحرير الاستاذ الشيخ محـمد علي باشراحيل، وبعض الأسماء القريبة مني دورا في نفسي بنكهتهم الحضرمية وإحساسي بأننا نتعارف، وأن هذه الصحيفة لها علاقة بي مباشرة، وربما عزز هذا قول الأديب الشهير باكثير (لوثقفت بوما حضرميا الخ) وخلق الكثير من التجاذب بيننا البين أنا وصحيفة "الأيام" ونادي الرسدنسي بالمكلا في منتصف الستينات تماما.
هكذا كان اللقاء بها وعرفتها وأتقنتها وشغفت بها ووقفت أمام مانشيتاتها وكلمة رئيس التحرير وكأنماهو من جنبي أوأعرفه من إحدى حوارينا المكلاوية، نمت عاطفة كبيرة بيننا وسارت ولم أتركها إلا لأسباب وظروف مرت بحياتي وبها أيضا.
هذه الذكريات من زمن بعيد عشته مع "الأيام" قبل خمسين عاما، ولم أدرك أن الأقدار كانت تخبئ لي لقاءً أجمل، بعد كل هذه السنين وألتقيها كاتبا بها وتضعني بين جانبيها، بل في حضنها، وليس كذلك فحسب، بل كانت خط المواجهة الأول لنا وجبهة نشطة في النضال للجنوب وعدن وحضرموت، يومها وكأنما أنا وكل من معي على ميعاد لنصرة "الأيام" وأهلنا وصوتنا الحر ونضالنا، وهاهي تجمعنا شامخة أبية وما زالت.
لكنني فجأة تعرفت عليها، لم يكن بيننا موعد سابق و لا معرفة جرت، وإنما حين لمحتها وأمعنت النظر اليها أحسست بسقوطي الكامل في العشق، ولعمري لم أعرف الولع حينها ولم أغازل أو أعجب، كان هناك نادي الرسدنسي، ويقع في قلب المكلا بجانب مستشفى المكلا، ويفتح في العطل والأمسيات، وهو تابع للمستشارية البريطانية بالمكلا، ولكنه مخصص للمثقفين وملئ بالصحف والمجلات، وحين دلفت إليه صعقت من حجم ما به من مجلات وصحافة، وكانت هي بينهم بشكلها الرشيق وعنوانها اللافت، هي صحيفة "الأيام" التي تصدر في عدن وتأتي إلى المكلا في فترة الستينيات، وأتذكر بأنني طالب في المدرسة الوسطى، وكانت هناك صحيفة عدنية تأتي معها أيضا هي "فتاة الجزيرة".
فور أن عرفتها والتقطتها يداي فتحت على الصفحة الرياضية وغصت وسطها لأننا نرى في عدن وكل ما بها من عالم الأساطير وكثير من الأمور لا تفسير لها –عندنا- إلا أنها عدنية، ومن أول معرفتي بصحيفة "الأيام" ورويدا رويدا تابعت ما يكتب وتفسر لي ما يدور من أخبار الراديو، وكان كل هذا يضيف لي بعدا معرفيا، وربما لعب اسم المحرر المسؤول، أو رئيس التحرير الاستاذ الشيخ محـمد علي باشراحيل، وبعض الأسماء القريبة مني دورا في نفسي بنكهتهم الحضرمية وإحساسي بأننا نتعارف، وأن هذه الصحيفة لها علاقة بي مباشرة، وربما عزز هذا قول الأديب الشهير باكثير (لوثقفت بوما حضرميا الخ) وخلق الكثير من التجاذب بيننا البين أنا وصحيفة "الأيام" ونادي الرسدنسي بالمكلا في منتصف الستينات تماما.
هكذا كان اللقاء بها وعرفتها وأتقنتها وشغفت بها ووقفت أمام مانشيتاتها وكلمة رئيس التحرير وكأنماهو من جنبي أوأعرفه من إحدى حوارينا المكلاوية، نمت عاطفة كبيرة بيننا وسارت ولم أتركها إلا لأسباب وظروف مرت بحياتي وبها أيضا.
هذه الذكريات من زمن بعيد عشته مع "الأيام" قبل خمسين عاما، ولم أدرك أن الأقدار كانت تخبئ لي لقاءً أجمل، بعد كل هذه السنين وألتقيها كاتبا بها وتضعني بين جانبيها، بل في حضنها، وليس كذلك فحسب، بل كانت خط المواجهة الأول لنا وجبهة نشطة في النضال للجنوب وعدن وحضرموت، يومها وكأنما أنا وكل من معي على ميعاد لنصرة "الأيام" وأهلنا وصوتنا الحر ونضالنا، وهاهي تجمعنا شامخة أبية وما زالت.