"الأيام" مدرسة حقيقية

> فعلًا أخذت صحيفة "الأيام" الجنوبية العدنية من اسمها واقعًا معاشا، وأصبحت هي المدرسة، مثلما أن الزمان (الأيام وتعاقبها) أكبر معلم للإنسان، فكذلك كانت وستظل صحيفة "الأيام" فخرًا ومجدًا جنوبيًا لا ينتهي.

و هاهي "الأيام" تحتفل بعيد ميلادها الخامس والستين، وهي لاتزال شابة في أبهى رونق وحيوية ليس لها نظير.

ورغم ما كابدته الصحيفة وناشروها محمد علي باشراحيل، وأنجاله وأحفاده إلا أنها مضت شامخة، وانكسرت سيوف الظلام والظلم التي ذات يوم تسلطت على حرية الكلمة والرأي، بل وصلت لحد المهاجمة المسلحة والمحاكمة بتلفيق التهم، وذلك لخنق الصوت الحر والذي صدح بالحق والصدق.

دارت "الأيام" وذهب المتفرعنون إلى مزبلة التاريخ، وبقيت "الأيام" الصحيفة كما هي صوت الحق والحقيقة، فاتحة صفحاتها لتنوير الناس وفضح الفساد والمفسدين. صحيفة "الأيام" هي مدرسة بكل ما تعنيه الكلمة .فلقد نشرت وفضحت وبصدق كثيرًا من قضايا الفساد، ولكن بوجود وثائق دامغة. وعجز الفاسدون عن الرد أو المواجهة، مقرين بعجزهم، وبصدق ما تناولته الصحيفة. كما أن صحيفة "الأيام" فتحت صفحاتها لذوي المواهب في الكتابة، وأخذت بأيديهم نحو امتلاك ناصية الكتابة والإبداع. إلى جانب أنها خير من نقل الأخبار الحقيقية وبشفافية، وكذلك التقارير الصحفية في كل الجوانب، وكان قسمها السياسي والاقتصادي، من أهم ما ميز هذه الصحيفة عن غيرها، لنوعية ما يتم طرحه للجمهور من تنوير وتسليط الضوء على أكثر القضايا أهمية.

لقد حملت صحيفة "الأيام" مشعل النضال السلمي، وكانت بمثابة الحامل الذي احتضن النضال السلمي الجنوبي، وتجشمت العناء في سبيل الدفاع عن قضية الشعب الجنوبي وحراكه السلمي.

لم تخضع "الأيام" للترهيب ولم تنسق للترغيب، ما جعل السلطات الغاشمة تلفق قضية جنائية ضدها، حتى وصلت لتوقيفها عن الصدور .

نهنئ صحيفة "الأيام" بعيدها الخامس والستين، ونتمنى لناشريها الكرام مزيدًا من النجاحات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى