> تقرير/ محمد فضل مرشد:
- قرارات في صنعاء تلغي بنود الوحدة بين الشمال والجنوب
- دولة جديدة دون إعلان..الحوثيون يغيرون نظام الحكم
- إنهاء التعددية
ومنذ مطلع الأسبوع الجاري تشهد صنعاء حملة تهديدات متصاعدة من قبل جماعة الحوثي وقياداتها موجهة ضد قيادات وأعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام بصنعاء، وبلغت مؤخرًا حد إصدار الجماعة أوامر إلى محافظي المحافظات ومدراء المديريات بمحافظات الشمال الخاضع لسيطرة الحوثيين بتنفيذ عملية حصر لكافة ممتلكات قيادات وأعضاء المؤتمر تمهيدًا لمصادرتها وبيعها وتحويل ما سيجمع من أموال من جراء بيعها إلى خزينة البنك المركزي بصنعاء، بحسب تصريحات قيادات حوثية في المجلس السياسي بصنعاء.
ووجّه محمد علي الحوثي، عضو المجلس السياسي بصنعاء، بمصادرة ممتلكات المعارضين لجماعة الحوثي وفي مقدمتهم قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام، وأصدر يوم أمس الأول توجيهًا جديدًا ألزم بموجبه مديري المديريات وأقسام الشرطة والمشرفين الاجتماعيين التابعين للجماعة، بإعداد قوائم بالبيوت التي تتبع من وصفهم بـ«المتآمرين على الوطن» تمهيدًا لبيعها في مزاد علني لمصلحة صندوق دعم المعلمين، وفق زعمه.
- تغيير نظام الحكم
كما ستشمل التغييرات بحسب منشورات كتبها عضو المجلس السياسي بصنعاء محمد علي الحوثي بصفحته على موقع "إكس" خلال اليومين الفائتين، ظهور منصب جديد في أعلى هرم نظام الحكم، وهو منصب "المرشد" والذي سيشغله زعيم حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي، وذلك على غرار النظام الرئاسي في إيران.
والنظام المركزي أو ما يسمى بـ"الدولة المركزية" هو نظام يجمع كافة مفاصل وصلاحيات الحكم بيد سلطة مركزية يعود إليها البت بشؤون جميع الوحدات الفرعية للتقسيم الإداري في البلد ويمنح "صلاحيات واسعة للرئيس" ويجعله المخول بشؤون الرئاسة والحكومة على حدٍّ سواء، وإلغاء صلاحيات البرلمان لمحاسبة الحكومة أو سحب الثقة منها.
وتتجمع السلطة التنفيذية في النظام المركزي الذي بدأ الحوثيون بخطواته بيد واحدة، وهي يد رئيس الدولة وحده، الذي يجمع بين صفتي رئيس الدولة ورئيس الحكومة، ويملك اختصاصات وصلاحيات الصفتين.
بدوره، أكد المؤتمر الشعبي العام في صنعاء بدء "أنصار الله" تنفيذ خطوات وإجراءات عملية لـ"تغيير شكل مؤسسات الحكم بصنعاء، وتحويلها نسخة مطابقة للنموذج الإيراني"، موضحين أن "دولة جديدة يتم حاليًا الانتهاء من اللمسات الأخيرة لقيامها في صنعاء وستكون السلطة العليا فيها بيد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي من خلال استحداث منصب «المرشد»، وتطبيق نظام حكم مركزي يجمع كافة سلطات وصلاحيات الحكومة والرئاسة بيد رئيس المجلس السياسي بصنعاء مهدي المشاط".
- دولة جديدة بدون إعلان
وسبق لجماعة الحوثي ومجلسها السياسي الحاكم في صنعاء منذ تسع سنوات، تنفيذ خطوات وإجراءات في الأعوام الماضية أسست لانفصالهم بشمال اليمن عن الجنوب، وكان من أهم تلك الإجراءات فصل النظام المالي والاقتصادي لصنعاء عن عدن.
وبحسب مراقبون للشأن اليمني يرجأ الحوثيون خطوة الإعلان رسميًا عن إنهاء الوحدة اليمنية وانفرادهم بحكم ما كانت تعرف بـ"الجمهورية العربية اليمنية"، والتي يسيطرون عليها منذ العام 2014 وحتى اليوم على كافة نطاقها ومساحتها الجغرافية عدا أجزاء من محافظات الحديدة وتعز ومأرب الشمالية، مؤكدين أن عدم إعلان الحوثيين حتى اللحظة عن إقامتهم دولة جديدة يرجع إلى أجندات متداخلة ما بين أهداف الحوثيين في الداخل اليمني واستفادتهم من استمرار حالة الصراع مع الجنوب لفرض اشتراطاتهم على السعودية من جانب، والأهداف المشتركة ما بين الحوثيين وإيران على المستوى الإقليمي.
- ماذا تبقى من الوحدة؟!
وعلى الرغم من خوض الجنوب منذ العام 2007م حراكًا ثوريًا امتد لسنوات طويلة لاستعادة دولة الجنوب وفك الارتباط مع الشمال، وصولًا إلى حرب العام 2015م وما تلاها من تحرير عدن والمحافظات الجنوبية وتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، إلا أن استعادة الدولة الجنوبية لايزال حتى اللحظة قضية مفتوحة في انتظار الحسم.. ليبقى السؤال الذي تفرضه المستجدات الراهنة في كل من صنعاء وعدن: الجنوب والشمال.. من سينفصل بدولته قبل الآخر؟.