بريطانيا تغلق أكثر من 100 مدرسة بسبب خرسانة متهالكة

> «الأيام» إليانور نويس:

> طلب من أهالي التلامذة في مدارس بريطانية ألا يقلقوا مع اضطرار مؤسسات تعليمية في مختلف أنحاء البلاد إلى إقفال أبوابها بسبب الخطر الذي تمثله خرسانة متهالكة على مبانيها.

وقد دعيت أكثر من 100 مدرسة في جميع أنحاء إنجلترا إلى إغلاق الصفوف الدراسية والمباني على الفور، بسبب مخاوف تتعلق بالصحة والسلامة، مع تعرض آلاف التلاميذ لخطر انطلاق عامهم الدراسي الجديد بصورة مضطربة.

وفي أوقات سابقة استخدمت مادة خفيفة الوزن تعرف باسم "الخرسانة الخلوية المسلحة المعقمة" Reinforced Autoclaved Aerated Concrete  [تكون مملؤة بفقاعات من الهواء ويبلغ وزنها نحو ربع وزن الخرسانة المسلحة العادية] في المدارس والكليات والمباني الأخرى، بين خمسينيات القرن الماضي ومنتصف تسعينياته، لكن تبين منذ ذلك الحين أنها معرضة لخطر الانهيار.

وقد أصرت وزيرة التعليم البريطانية جيليان كيغان على وجوب أن تعمل الحكومة على "التقليل من هذا الخطر إلى أدنى حد ممكن"، وحينما سئلت عن رسالتها إلى أهالي الطلاب أجابت، "أقول لهم لا تقلقوا فلقد عملنا على هذه المسألة كثيراً وبالتفاصيل الدقيقة وسنحدد المدارس المهددة، وستكون لدينا فرق من الأشخاص تعمل على التصليحات، وسنتأكد من تقليص المدة ما أمكن، وستبقى إدارات المدارس على اتصال بكم".

وأضافت وزيرة التعليم، "إننا نتحدث هنا عن 156 مدرسة من أصل 22 ألف مؤسسة تعليمية لدينا، لذا لن تحدث انعكاسات على معظم الناس".

وفي المقابل قد يرتفع عدد المدراس المتضررة بعدما حددت التوجيهات الحكومية الصادرة حديثاً خططاً تتضمن إجراء مسح في غضون أسابيع يشمل جميع المؤسسات التعليمية المشتبه في أنها تواجه مشكلة مماثلة، وأوضحت وزارة التعليم البريطانية أنها اتصلت بالمدارس في أعقاب تحليل الحالات الجديدة بعدما اتخذت 52 مؤسسة تعليمية من أصل 156 لديها أبنية تحوي هذا النوع من الخرسانة، خطوات وقائية حتى الآن هذا العام، وكذلك صدرت تعليمات إلى 104 مؤسسات أخرى بوجوب إغلاق مبانيها المتضررة هذا الأسبوع.

في غضون ذلك انتقد "الاتحاد الوطني للتعليم" National Education Union  [نقابة في المملكة المتحدة لمعلمي المدارس ومحاضري التعليم الإضافي وموظفي دعم التعليم] الحكومة بسبب توقعها أن تعمل المدارس بنفسها على دفع أكلاف السكن الموقت في حالات الطوارئ، بعد "إهمالها الصادم للمباني المدرسية".

وفي ذلك الصدد ذكر الأمين العام للاتحاد دانييل كيبيدي، "إنه لأمر مخز للغاية ومؤشر على عدم كفاءة فادحة من جانب الحكومة التي اكتشفت وجود 104 مدارس متضررة قبل أيام قليلة من بداية العام الدراسي، وأن بعض مبانيها أو جميعها غير آمنة ولا يمكن استخدامها".

وأضاف، "ما زاد الطين بلة أن الحكومة ذكرت في توجيهاتها أنها لن تغطي كلف الإقامة الموقتة في حالات الطوارئ أو كلفة وسائل النقل الإضافية".

وفي سياق متصل وصف اتحاد موظفي الخدمات العامة "يونيون يونيسون" Union Unison [جسم نقابي في المملكة المتحدة يتبع "مؤتمر اتحاد العمال"]، ذلك الوضع بأنه "ليس أقل من فضيحة"، مشيراً إلى أن قرار "اللحظة الأخيرة" هذا من شأنه أن "يتسبب باضطرابات".

وأضاف أن "الانتظار حتى اللحظات الأخيرة في الوقت الذي تستعد المدراس للعام الدراسي الجديد سيوجد حالاً من الفوضى لدى آلاف الأسر"، وكذلك أعرب مايك شورت من اتحاد "يونيسون" عن قناعته بأن "ما نراه الآن قد لا يزيد على كونه مجرد قمة جبل الجليد".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى