لحج تستعيد موروثها الشعبي.. مبادرة أهلية تمنع اندثار مهرجان محف الجمال والبيارق

> تبن «الأيام» هشام عطيري:

> تعتبر لحج من المحافظات التي تكتنز موروثًا ثقافيًا وشعبيًا غزيرًا، منذ زمن السلطنة العبدلية، وأيام الأمير القمندان باني النهضة الفنية، والثقافية، والسياسية، والزراعية.


هذا الموروث الشعبي والفلكلور الذي كانت تزخر به لحج، تعرض للانقراض وخاصة محف الجمال والبيارق، التي كانت تعد أحد الفعاليات الشعبية، التي تقام في المناسبات الفرائحية، حفلات الزواج، والدينية، إلا أنها خلال العقود الماضية لم يعد لها ذكر، ولم تعد تمارس في مثل هذه المناسبات.

دفع انقراض هذا الموروث الشعبي محف الجمال والبيارق، إلى قيام الشخصية الاجتماعية والقبلية الشيخ جلال الظبي البان، وبمجهود خاص بإحياء هذا التراث المنقرض، من خلال مشاركة عدد من الجمال التي يقودها عدد من الجمالة في المحف، وتقديم الاستعراضات برفقة الطبول والبيارق وبحضور العشرات من المواطنين.

يقول جلال البان صاحب فكرة إحياء هذا الموروث، إنه حاول بهذا العمل وبحهود خاصة بإحياء موروث الآباء والأجداد الذي انتهى، وتعرض للنسيان من قبل شباب الجيل الحالي، مشيرا إلى أنه من الفخر أن نعيد أحياء هذا المحف، الذي يتشارك فيه العديد من الجمال، وتقديم الاستعراضات في ملعب قرية الحمراء برفقة البيارق والميول.


وأوضح أن المحف والبيارق تعد موروثًا قديمًا، كان يقام في حفلات الأعراس، وهي تقاليد لحجية تراثية، حيث قام بإحضار الجمال والبيارق، ليتحول عرس ولده إلى فلكلور شعبي استمتع به الجميع.

وقال جلال البان هذا الموروث يعد شيئًا جميلًا، وهي من الأعراف والتقاليد. وأكد البان على ضرورة اهتمام الجهات المختصة بهذا الموروث، وأحياء مثل هذه التقاليد الشعبية بشكل أفضل ومقومات اكبر، وتمنى البان أن يستمر هذا الموروث الشعبي، الذي بادر إلى إقامته، وهو تراث لحجي أصيل، وله أثر عميق في نفوس الناس.

الشاب أحمد جامع عبر عن سعادته لمشاهدة هذا الموروث الشعبي، مشيرا إلى أنه لأول مرة يشاهد الجمال يقدمون استعراضات تحت مسمى المحف والبيارق.

وقال أحمد إنه يتمنى أن تعاد مثل هذه الفعاليات، وتعريف الشباب بهذا الموروث والفلكلور الشعبي، التي تزخر بها لحج، شاكرا لجهود الشخصية الاجتماعية جلال البان، على إحياء هذا التراث الذي انقرض منذ عقود.


بلال غازي أحد الجمالة يشيرإلى أن المحف عبارة عن استعراض وسباق، في معلب ذي مساحة واسعة، يقدم فيها الجمالة تلك الاستعراضات و السباقات بشكل متناسق وجميل. والمحف كان سائدًا أيام الأعراس والمناسبات الدينية.

عوض مسيمن رئيس منتدى الحسيني الثقافي أشار إلى أن تلك المراسم البسيطة، افتقدناها من حياتنا كانت سائدة قبل فترة طويلة، وهي المحف والبيارق، كانت سائدة في الأفراح والمناسبات الدينية. حتى أشار إليها رحالة أوروبي باستضافة سلطان لحج، وشاهد هذه المراسم، وسعد بها كثيرا، لم يتوقع أن يراها في هذه المنطقة، وعبر مسيمن عن تفاؤله بما حدث، مشيرا إلى أن ثقافة لحج تتجسد ببساطتها، وكما قال شاعرنا وحكيمنا القمندان (خلها حالية وسكب على المر روحك عيش بالمر نشوان) موضحا أن ثقافة لحج تتجسد ببساطتها.

يقول الكاتب محمود المداوي كاتب وباحث ومؤسس بيت الإبداع اللحجي الثقافي، إن المحف معروف في لحج، يقام تاريخيا من فترات زمنية.


منذ القدم اشتهر فيها مثل هذا النوع من التراث الشعبي، وهو جزء من الفلكلور البعيد جدا، أعيد مؤخرا بإحياء هذا الموروث من خلال حفل شعبي و هو المحف.

والمحف هو دخول الخيل إلى ساحة الميدان، والقيام ببعض العروض، وفي بعض المناطق يسمى سباق الهجن.

الرحالة الألماني هانز هولفرت في كتابة اليمن من الباب الخلفي، تطرق إلى هذا التراث في ثلاثينيات القرن الماضي، وإعجابه الفائق بما شاهده في هذه العروض.


يوضح المداوي أن سباق الهجن الجمال، وإدخاله ضمن العروض، شيء نعتز ونفتخر به.

وعبر الكاتب المداوي عن شكره للمواطن اللحجي، لإعادة إحياء هذا الموروث، داعيا المواطنين إلى إحياء هذا الموروث الشعبي، وعدم الخجل منه. كاشفا أنه سبق إحياء هذا الموروث في ثمانينيات القرن الماضي، في مهرجان القمندان الأول، وكان العنوان الأبرز، وظهور البيارق برقصاتها الشعبية وخاصة في لحج. نتمنى أن تقوم الدوائر الثقافية كسلطة محلية ومؤسسات وهيئات، بإحياء هذا الموروث، لجعله جزءًا من نشاط الناس.


وأوضح أنه قد يحدث نوع من المزايدة، من قبل بعض الأشخاص بقولهم، إن المرحلة ليست مرحلة رقص وأغانٍ، نقول إن كثيرًا من شعوب العالم اعتنت بموروثها الشعبي، ابتداء بالزي العشبي والحرف، وانتهاءً برقصاتها، ولم تتخلَ عنها أبدا، وسارت في ركب التقدم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى