> طرابلس «الأيام» أ ف ب:

أعلنت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا اليوم الحداد، لمدة ثلاثة أيام، على ضحايا فيضانات المنطقة الشرقية.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قوات الجيش المصري، ووزارة الصحة، لتقديم المساعدة الفورية للسلطات الليبية.

وأعلنت دولة الإمارات تضامنها مع الشعب الليبي، وتوجهت بخالص التعازي لجميع الأهالي في ضحايا الفيضانات والعواصف بالمنطقة الشرقية.

ودعا الرئيس التونسي قيس سعيّد إلى التنسيق العاجل مع ليبيا، لتقديم يد العون وتسخير كافة الإمكانيات البشرية والمادية المناسبة، لمواجهة المنخفض الجوي.
ووجه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بإرسال مساعدات عاجلة، للمناطق المتأثرة بالفيضانات والسيول شرق ليبيا.

وأطلقت هيئة السلامة الوطنية في ليبيا قافلة بها أكثر من 250 عضو إنقاذ، ومسعفين وفنيين إلى الأماكن المتضررة بالمنطقة الشرقية.

وقال المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في الشرق الليبي محمد مسعود لوكالة "فرانس برس": "قتل أكثر من 150 شخصا على الأقل، جراء الفيضانات والسيول التي خلفها الإعصار دانيال، في درنة ومناطق الجبل الأخضر وضواحي المرج، غير الأضرار المادية الضخمة التي أصابت الممتلكات العامة والخاصة".

وأظهرت صور التقطها سكان في المنطقة المنكوبة سيولا وحلية عارمة، ومبانٍ منهارة، وأحياء بأكملها غارقة تحت المياه.
إلى ذلك، قال أحد القادة الليبيين أمس، إن هناك مخاوف من مقتل ما يصل إلى 2.000 شخص في ليبيا، بعد أن تسببت العاصفة دانيال في فيضانات مدمرة، اجتاحت أحياء بأكملها، ودمرت منازل في عدة بلدات ساحلية في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.

وكانت السلطات الصحية ذكرت أن العدد المؤكد للقتلى جراء فيضانات نهاية الأسبوع وصل إلى 38 شخصًا. لكن هذه الحصيلة لم تشمل مدينة درنة، المدينة الأكثر تضررًا، والتي أصبح من الصعب الوصول إليها. وأظهر مقطع فيديو نشره سكان درنة على الإنترنت دمارًا كبيرًا.
ومُحيت مناطق سكنية بأكملها على طول وادي درنة، وهو النهر الذي ينحدر من الجبال وسط المدينة، حيث انهارت المباني السكنية متعددة الطوابق، التي كانت في السابق بعيدة عن النهر.

وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن رئيس الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد، من حكومة شرق ليبيا، قال إن هناك مخاوف من مقتل 2000 شخص في درنة وحدها، ويُعتقد أن الآلاف في عداد المفقودين.

وأضاف حمد أنه تم إعلان درنة منطقة كوارث، مطالبًا العناصر الطبية والطبية المساعدة، التوجه إلى درنة فورا لتقديم المساعدة.
من جانبه، وجه رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة عدة شركات خدمية وهيئات أمنية، بنقل فرقها إلى المنطقة الشرقية لتقديم الدعم اللازم، والتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص. جاء ذلك في خطاب عاجل وجهه الدبيبة إلى عدة شركات وهيئات خدمية في البلاد.

وتوقع خبراء الأرصاد أن يصل إعصار "دانيال" القادم من البحر المتوسط إلى غرب مصر الإثنين، مع انخفاض في مستوى الرؤية الأفقية. وقالت هيئة الأرصاد الجوية المصرية عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك إن آخر صور للأقمار الاصطناعية، تشير إلى الرمال المثارة على مناطق من غرب مصر والسواحل الشمالية الغربية في سيوة ومطروح والعلمين والاسكندرية.

وأضافت أن العاصفة فقدت معظم قوتها، متوقعة تقدم الرمال المثارة لتؤثر على مناطق من شمال الصعيد والوجه البحري والقاهرة الكبرى.
كما تتكون السحب المنخفضة والمتوسطة الممطرة على مناطق من أقصى غرب البلاد، يصاحبها سقوط أمطار متفاوتة الشدة تكون رعدية أحيانا.

وكانت العاصفة "دانيال" قد ضربت اليونان وتركيا وبلغاريا الأسبوع الماضي، وأعلنت فرق الإنقاذ اليونانية أمس الأحد انتشال جثث أربعة أفراد وسط اليونان، ليرتفع عدد القتلى إلى 15 جراء أشد عاصفة ممطرة تشهدها البلاد منذ بدء تسجيلها في عام 1930.
وقد أدت أيضا إلى انهيار المنازل والجسور في اليونان، كما دُمرت المدارس والطرق وأعمدة الكهرباء، وغرقت الحيوانات، وماتت المحاصيل في سهل ثيساليا الخصب.

وقالت السلطات اليونانية إنها أجلت أكثر من 4250 شخصا حتى الآن، حيث تركزت الجهود على القرى القريبة من مدينة لاريسا وبالقرب من نهر بينيوس، الذي فاضت أجزاء منه على القرى بشكل أكبر.
وحذر خبراء المناخ من أن ظاهرة الاحتباس الحراري تعني تبخر المزيد من المياه خلال فصل الصيف، ما يؤدي إلى عواصف أشد.

وشهدت أنحاء العالم في الأسابيع الأخيرة ظواهر مناخية متطرفة، مع حدوث فيضانات في الدول الاسكندنافية وجنوب شرق أوروبا وهونج كونج. كما كان أغسطس أكثر الشهور المسجلة جفافا في الهند منذ أكثر من قرن.