معسكر الشرعية ممزق عسكريًا وسياسيًا وهناك مانع من قرار الحسم

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
  • لا حرب لا سلم.. مراوحة سياسية وعسكرية تعمق أزمات اليمن
  • زيارة المبعوث الأممي لعدن ومأرب دون صنعاء تؤكد تعثر المشاورات
  • الفساد واتفاق استوكهولم منحا الحوثي رئة ثالثة للتنفس
حالة من المراوحة السياسية والعسكرية يعيشها اليمن، منذ الإعلان عن هدنة برعاية أممية في إبريل 2022، أفضت بالبلد إلى حالة من اللاسلم واللاحرب، بالتزامن مع تهديدات للحوثيين، بين الحين والآخر، بالتصعيد العسكري.

وعلى الرغم من انتهاء الهدنة من دون تمديدها مرة أخرى، إلا أن العمل بقي ساريًا بها بشكل غير رسمي، مع تسجيل خروقات، تحديدًا على الجبهات الداخلية.

ومنذ ذلك الحين، يتحرك المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج في أكثر من اتجاه، من أجل العمل على إحياء الهدنة، لكنه دائمًا ما يصطدم بعقبات عدة.

ولم تكن زيارة جروندبرج الأخيرة إلى اليمن، والتي شملت العاصمة المؤقتة عدن ومأرب من دون التوجه إلى صنعاء، إلا مؤشرًا إضافيًا على تعثر المشاورات التي يجريها، والتي تضم القوى الفاعلة في الملف اليمني، إذ سجلت له زيارات إلى الرياض وطهران ومسقط وأبوظبي.

واختتم جروندبرج، قبل أيام، زيارة إلى أبوظبي، حيث التقى بعدد من كبار المسؤولين الإماراتيين ومجموعة من الفاعلين اليمنيين، كجزء من جهوده "المبذولة لتعزيز الحوار البنّاء مع الجهات اليمنية والإقليمية الفاعلة، لاستئناف عملية سياسية جامعة، بقيادة يمنية وبرعاية الأمم المتحدة" على حد تعبير بيان صادر عن مكتبه.

وربط الحوثيون التفاوض بمعالجة الملفات الإنسانية

كما تنخرط سلطنة عُمان في جهود الوساطة لاستئناف العملية التفاوضية، والتي يربطها الحوثيون بـ"معالجة الملفات الإنسانية"، وتحديدًا ملف الرواتب للموظفين الحكوميين في مناطق خاضعة لسيطرة الجماعة، التي تمتنع عن صرفها لهم على الرغم من الإيرادات الكبيرة التي تجبيها، وتريد أن يكون صرفها من عائدات النفط والغاز، أو أن تدفعها السعودية.

ولم تسفر الزيارة الأخيرة التي قام بها وفد من السلطنة إلى صنعاء في أغسطس الماضي عن اختراق في المحادثات. كذلك ينخرط المبعوث الأميركي لليمن تيم ليندركينج في محاولات الدفع بإطلاق عملية سياسية شاملة بوساطة الأمم المتحدة.

وفي موازاة التعثر السياسي، تغيّر مسار المعارك العسكرية، على مدى السنوات الماضية، ما أدى إلى تقاسم السيطرة بين طرفي النزاع.

وقال الكاتب والمحلل السياسي خالد بقلان، لـ"العربي الجديد"، إن "الجميع يدرك أن اليمن يعيش لأكثر من عام ونصف العام حالة من اللاحرب واللاسلم، وهذا له أسباب عدة، منها أن الملف تجاوز الإقليم - أي التحالف العربي - لأن الكثير من الجهات أو المنظمات وجدت مدخلًا للتربح من المساعدات وغيرها، ناهيك عن أن تفويت الفرص أهم سبب، لأنه كان بإمكان الشرعية حسم المعركة مبكرًا، لكن الفساد وهيمنة طرف سياسي عليها، إلى جانب اتفاق استوكهولم أدى إلى منح الحوثي رئة ثالثة للتنفس".

من جهته، تطرّق المحلل العسكري العميد جمال الرباصي، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى جملة أسباب تفسر الواقع الراهن، من بينها "الخلافات بين المكونات السياسية للشرعية"، إلى جانب "فشل وزارة الدفاع ورئاسة الأركان في لملمة المكونات العسكرية المختلفة".

واعتبر الرباصي أن "الشرعية ليست جاهزة للحسم العسكري. فمن شروط الجاهزية وحدة القيادة والسيطرة للقوات، وهذا غير متوفر بسبب تبعية القوات لقادتها ومموليها، وكل طرف له أجندته الخاصة".

وأشار الرباصي إلى أن "هناك مانعًا محليًا وإقليميًا ودوليًا من اتخاذ قرار الحسم العسكري".

وأشار إلى أن "المانع الإقليمي أنه بعد ثماني سنوات من الفشل لا يرغب التحالف العربي في المزيد منه، وغير مستعد لتمويل معارك قادمة، ويسعى إلى حوار مع الآخر المنقلب لإبعاد دولته عن الأضرار، والتي وصلت إلى أراضيه ومصالحه الحيوية، والتخلص من الضغوط الدولية، بينما أطراف إقليمية أخرى سعيدة بما آل إليه الوضع في الميدان. وهناك أطراف دولية، لها أجندة واضحة في استمرار الوضع كما هو، وتسعى إلى تعليق المشهد اليمني، واستخدامه في أجندتها المحلية".

وبرأي الرباصي، فإن "معسكر الشرعية ممزق عسكريًا وأمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وقد أدى هذا إلى سخط شعبي صامت قابل للانفجار بسبب تدهور الأوضاع المعيشية للناس، والفساد والفشل في الخدمات العامة، وتدهور الأوضاع الأمنية والقضائية والصحية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى