> «الأيام» غرفة الأخبار:

وصل الخميس وفد من جماعة الحوثي برئاسة القيادي محمد عبدالسلام إلى السعودية قادمًا من صنعاء، بمرافقة وفد الوساطة العُمانية، وذلك ضمن الجهود الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية وإحلال السلام.

وجاءت هذه الزيارة بعد أيام قليلة من اللقاء الذي جمع في مسقط السلطان هيثم بن طارق سلطان عًمان بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. واعتبر مراقبون أن اللقاء يحمل إشارة سعودية على دعم جهود عُمان في تحريك مسار التسوية في اليمن.

وقال مسؤول في الحكومة اليمنية مطّلع على فحوى المحادثات بين السعودية والحوثيين أنّ الغاية من الزيارة «عقد جولة مفاوضات مع السعودية والتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تفاصيل الملفين الإنساني والاقتصادي».

وتابع أنّ المحادثات تتركّز على مسألة تسديد رواتب موظفي حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا عن طريق السلطة، وهي نقطة شائكة، وتدشين وجهات جديدة من مطار صنعاء الذي ظل مغلقًا لسنوات قبل أن يسمح التحالف العام الماضي بفتح أجوائه للطائرات إلى الأردن ومصر.
ويقول مراقبون إن السعودية لا تخفي لمختلف الوسطاء الإقليميين والدوليين رغبتها في التوصل إلى تسوية نهائية، وأنها لا تهتم بالتفاصيل، مشيرين إلى أن قضية الرواتب والمطار مسائل إجرائية صغيرة من السهل تجاوزها. وحتى لو اعترضت على ذلك الحكومة المدعومة من السعودية فإن الرياض تعمل على إقناع حلفائها بأن الحل يجب أن يكون عاجلًا وعلى الجميع تقديم التنازلات.

وزارة الخارجية السعودية أكدت أن زيارة وفد الجماعة الحوثية تأتي امتدادًا للمبادرة السعودية التي أعلنت في مارس 2021، لإحلال السلام في اليمن.

ونشرت الوزارة بيانًا مقتضبًا أوضحت فيه أن المملكة وجهت دعوة لوفد صنعاء لزيارتها لاستكمال اللقاءات والنقاشات التي أجراها الفريق السعودي برئاسة سفير خادم الحرمين لدى اليمن محمد آل جابر وبمشاركة من الأشقاء في سلطنة عُمان في صنعاء خلال الفترة من 17 إلى 22 رمضان 1444هـ الموافق 8 إلى 13 أبريل 2023م.

وأوضحت الوزارة أن هذه التحركات تأتي امتدادًا للمبادرة السعودية التي أعلنت في مارس 2021م، واستمرارًا لجهود المملكة وعُمان للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية.
وكانت الجماعة الحوثية استبقت زيارة وفدها إلى السعودية بوضع اشتراطات جديدة من أجل عرقلة أية جهود تقودها سلطنة عُمان والسعودية لإحلال السلام في اليمن وإنهاء الحرب الدائرة منذ سنوات.

وخرج كبير مفاوضي الجماعة وناطقهم الرسمي محمد عبدالسلام بتصريحات لقناة اليمن الخاضعة لسيطرتهم في صنعاء، وضع فيها شروط جماعته لاستئناف جهود الوساطة السعودية والعمانية لإنهاء الأزمة اليمنية.
ويضع الحوثيون شروطًا بصرف مرتبات الموظفين من إيرادات النفط بالمحافظات المحررة، وأيضًا فتح المطارات والموانئ في مناطق سيطرتها، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، وإعادة إعمار اليمن.

واعتبر عبدالسلام، أن النقاشات في الملف الإنساني مهمة أساسية لوفد جماعته، متجاهلًا أي التزامات من جماعته بشأن فتح الطرقات وإنهاء حصار تعز، وكذا إيقاف الحرب الاقتصادية واستهداف الموانئ النفطية وإنهاء القيود التي تفرضها عن حركة البضائع وغيرها من الإجراءات التي تصب في صميم الملف الإنساني وترفع معاناة الشعب اليمني.