التوافق الإقليمي بين الرياض وطهران يسهم في حل الأزمة اليمنية

> توفيق المدينيفى:

> تتكثف منذ مدة مساعٍ إقليمية ودولية لإيجادِ حلٍّ سياسيٍّ شاملٍ للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفدين سعودي وعماني إلى صنعاء، وجولات خليجية للمبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج والأممي هانس جروندبرج. وتضغط واشنطن على حليفتها التقليدية، السعودية، لإنهاء الحرب وربطت بعض دعمها العسكري للمملكة بوقف تدخلها في اليمن. وتحاول عُمان، المتاخمة لليمن، منذ سنواتٍ تسوية الخلافات بين الطرفين المتحاربين، وعلى نطاق أوسع بين إيران والسعودية والولايات المتحدة.

السعودية تدعو وفدًا من الحوثيين للتفاوض في الرياض

عقب زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى مسقط، ذكرت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها، يوم الخميس 14 سبتمبر 2023، أنَّه استمرارًا لجهود المملكة وسلطنة عمان للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف اليمنية فقد وجهت المملكة دعوة لوفد من صنعاء لزيارة المملكة لاستكمال هذه اللقاءات والنقاشات.

وتُعَدُّ هذه أول زيارة رسمية يقوم بها مسؤولون من الحوثيين إلى السعودية منذ اندلاع الحرب في اليمن، عام 2014، بعد أن أطاحت الحركة المتحالفة مع إيران بالحكومة المدعومة من المملكة في صنعاء.

وحسب رأي الخبراء وبعد سنوات الحرب الضروس في اليمن، تريد المملكة السعودية أن تطوي صفحة الحرب اليمنية بشكل تام، من خلال التوصل إلى صيغة مقبولة لدى كل الأطراف اليمنية، ويبدو أن الحوثيين أصبحوا بنظر القيادة السعودية، طرفاً لا يمكن إقصاؤه. لذا شهدت العاصمة السعودية الرياض جولة جديدة من المفاوضات بين جماعة أنصار الله الحوثيين ومسؤولين سعوديين بحضور وفد عماني.

وتتكثف منذ مدة مساعٍ إقليمية ودولية لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفدين سعودي وعماني إلى صنعاء، وجولات خليجية للمبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج والأممي هانس جروندبرج.

وفي الأشهر الماضية كانت الولايات المتحدة تحث السعودية والإمارات وعمان وغيرهم، على البحث عن تسوية سياسية في اليمن، من خلال فتح حوار مباشر بين المملكة السعودية وجماعة الحوثي، وهذه المباحثات مستمرة وقوية ونشطة، وهي تحدث أيضا في نيويورك. وتلعب سلطنة عمان دورًا مهمًا في تسهيل الزيارات بين السعودية والحوثيين، وأصبح التموضع الإقليمي لسلطنة عمان أساسي في التوصل إلى نتيجة إيجابية في جهود حل الأزمة اليمنية.

كما يُعد التوافق الإقليمي بين المملكة السعودية وإيران حجر الزاوية في إيجاد مخرج حقيقي مرضي للأزمة اليمنية، فقد استأنفت المملكة العلاقات الدبلوماسية مع إيران في وقت سابق من هذا العام، وبدأت محادثات مباشرة مع الحوثيين، وأنشأت مجلس قيادة رئاسيا جديدا في اليمن، بقيادة رشاد العليمي، وذلك بهدف التوفيق بين الفصائل المتحاربة في اليمن وتحقيق الاستقرار في دولة تعتبرها أساسية لأمنها القومي.

تريد المملكة السعودية تحقيق تسوية سياسية للمسألة اليمنية تقوم على المحافظة على الدولة اليمنية موحدة، باعتبار اليمن يمثل جزءًا أساسيًا من المجال الاستراتيجي الحيوي وأمنها القومي، وبعد التواصل الذي حصل برعاية الصين بين الرياض وطهران يُمكن السعودية من الحصول على بعض الضمانات الأمنية، خاصة ما يتعلق بعبور ناقلات النفط من باب المندب، وباتت احتمالات التوصل إلى حلٍّ نهائيٍّ للصراع أكثر مع حاجة الرياض لذلك، خاصة أنه لم يحدث أي انتصار للجهات المؤيدة لها في الحرب، ولم يظهر أن الحرب كانت تتجه نحو ذلك.

وتكتسب مبادرات السلام في اليمن قوة دفع منذ أن اتفقت السعودية وإيران، بوساطة الصين، على إعادة العلاقات بينهما. وسيشكل الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في اليمن علامة فارقة في تحقيق استقرار منطقة الشرق الأوسط.

* محلل سياسي مصري
صحفية "المجد" المصرية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى