> "الأيام" وكالات:
قال خبيران عسكريان سعوديان، إن تطبيق اتفاق "إلغاء التأشيرة السياحية" بين الرياض وطهران ممكن، في إطار تطوير العلاقات الحاصل في الوقت الراهن.
وقالت نائبة وزير التراث الثقافي والسياحة الإيرانية، مريم جلالي دهكردي، التي تواجدت في الرياض للمشاركة في فعاليات يوم السياحة العالمي، إنه "تم تبادل الأفكار مع وكيل وزير السياحة السعودي للعلاقات الدولية والسياحة الخارجية، سلطان المسلّم، حول سبل إزالة العوائق التي تعترض سبل تطوير العلاقات السياحية بين البلدين وإلغاء التأشيرة بين البلدين".
ودعت المسؤولة الإيرانية، وزير السياحة السعودي، إلى زيارة إيران، فيما عرفت العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا، منذ مارس الماضي، حين تم توقيع اتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين برعاية الصين.
في الإطار ذاته، يقول اللواء المتقاعد عيسى آل فايع، المتخصص في الشؤون الاستراتيجية والأمن الدولي، إن فصلا جديدا من العلاقات السعودية الإيرانية انطلق منذ شهر مارس الماضي، إثر توقيع الاتفاق لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والذي ترعاه الصين.
ولا يستبعد آل فايع "إمكانية تنفيذ اتفاق إلغاء التأشيرة السياحية بين البلدين في سياق استعادة العلاقات الدبلوماسية، التي تم الاتفاق عليها، ما دامت إيران تتعامل مع جيرانها بشكل إيجابي وملتزم".
يرى آل فايع أن الجوانب الإيجابية تتمثل في تحقيق عائد اقتصادي أفضل للبلدين والسماح بمزيد من التبادل التجاري، إضافة إلى التواصل الثقافي بين الشعبين، وتسهيل تعرف كل منهما على المعالم السياحية في الدولتين.
فيما يتعلق بالجوانب الأمنية، يوضح اللواء المتقاعد أن "هناك محاذير يمكن التعامل معها باتباع الإجراءات القانونية الوقائية وتطبيق الاتفاقات الأمنية بين البلدين، التي بدأت منذ عام 2001، وتطويرها لضمان نجاح تطور العلاقات الثنائية وعدم العودة للخلف، وضمان استمرار التعاون من الجانب الإيراني لتعزيز أمن المنطقة، واستثمار مواردها الطبيعية والبشرية والمالية لأغراض التنمية المستدامة بدلًا من تأجيج الصراعات الطائفية التي غلبت على سنوات مضت".
يضيف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن تصريح المسؤولة الإيرانية هو نتيجة للتعاون والجهود القائمة خلال الفترة الماضية، مع وجود رغبة وتوجيهات سياسية مشتركة في تعزيز وتنمية هذه العلاقات.
يوضح الخبير أن بحث إلغاء التأشيرة بين البلدين، يعد نتيجة للجهود المبذولة بين الدولتين، رغم أن المطالب في هذه المرحلة تخص التأشيرات السياحية، مع إمكانية تطور التعاون بحذر حتى التأكد من نوايا إيران الجادة في تحسين هذه العلاقات، من خلال احترام وتنفيذ المواثيق والمعاهدات الدولية، وفق قوله.
ويرى أن التعاون بين البلدين سيأخذ أبعادا وآفاقا أخرى في مجالات أخرى تخدم مصالح البلدين، لكنه يرتبط بنوايا إيران الصادقة في تطوير علاقاتها بالمملكة وجميع دول المنطقة، وفق قوله.
ويرى أن تطوير العلاقات يرتبط بوقف برامجها النووية السرية، وكذلك صناعة الصواريخ الباليستية البعيدة المدى، وتبنّي استراتيجية سياسية جديدة تشارك جميع دول المنطقة في تعزيز التعاون والأمن والسلام والاستقرار.
وكان الرئيس الإيراني قد أرسل، الأسبوع الماضي، رسالتين إلى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تتصلان بالعلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات.
وأعرب السفير السعودي في طهران، عبد الله بن سعود العنزي، مؤخرًا، عن سعادته لبدء فصل جديد من العلاقات مع إيران.
وقال العنزي، في تصريحات مع وكالة "إرنا"، إن "هذا الفصل من العلاقات مع إيران سيكون قويًا على جميع الأصعدة التجارية والاقتصادية والاستثمارية"، مضيفًا أن "العلاقات البناءة مع إيران ستكون مبنية على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وحسن الجوار".
وذكر العنزي أن "العاهل السعودي وجّه دعوة رسمیة إلى الرئیس الإيراني، إبراهیم رئیسي، لزيارة الرياض"، لافتًا إلى أن "هذه الزيارة ستتم حسب جدول الرئيس الإيراني في الوقت المناسب".
وأعلنت الرياض وطهران، في شهر مارس الماضي، اتفاقهما على استئناف العلاقات الدبلوماسية، بوساطة من الصين، بعد سنوات من القطيعة.