تفشي مخيف للحصبة بالضالع ومستشفى النصر يعاني في عزل المصابين

> استطلاع/ غازي النقيب:

> يستقبل مستشفى النصر العام المتواجد بقلب محافظة الضالع جميع الحالات المرضية من مديريات المحافظة المترامية الأطراف، وكذا من بعض مناطق المحافظات المجاورة، ورغم شحة الإمكانيات إلا أن المستشفى يؤدي دوره الإنساني بشكل كبير.
"الأيام" زارت المستشفى لكي تظهر ما يعانيه، وكذا الإنجاز الذي قامت به إدارة المستشفى المتمثلة بالدكتور محمد محسن الحيدري.

مستشفى النصر العام - الضالع
مستشفى النصر العام - الضالع

وخلال الزيارة وجدنا أكثر من طفل يرقد بسرير واحد بأقسام المستشفى، كقسم العناية المركزة، وقسم الأطفال، وكذلك
وجود حالات إصابة بالحصبة بين أطفال يرقدون بالمستشفى، وأمراض مختلفة أخرى. وفي قسم الطوارئ بالمستشفى وجدنا هناك إصابات كسور نتيجة حوادث الدراجات النارية المنتشرة بشكل كبير بالمحافظة. مدير عام المستشفى يعمل جاهدًا والطاقم المتواجد بالمستشفى يقدمون الخدمة الطبية على أكمل وجه.


التقينا بالدكتور محمد محسن الحيدري مدير عام المستشفى والذي تحدث قائلًا: المستشفى يعمل وفق نظام الجودة العالمية بتوفير الخدمات الطبية العلاجية خلال 24 ساعة، بكافة المجالات الصحية من جراحة عامة، وجراحة عظام، وعيون، وأنف وأذن وحنجرة، ونساء وولادة، وأطفال وتغذية، وأمراض نفسية، وعناية مركزة، بعدد 10 أسرة، وكذا حالات الباطنية والحميات، وخاصة الحصبة والتي نعاني منها بشكل وباء، حيث يتم ترقيد طفلين في سرير واحد، وهناك نقص حاد في الدعم بالأدوية والمستلزمات الطبية.

أيضًا عدم وجود منظمة تتكفل بحافز العمال واحتياجات المستشفى من أدوية، وسوائل وريدية، وأدوية التخدير، والعناية المركزة، وكذا نقص في أدوية الطوارئ من شاش ومطارش، وفراشات، ولدينا 80 % من عمال المستشفى متعاقدين، لعدم وجود توظيف حكومي منذ 2011 ما يكلفنا مبالغ كبيرة لتغطية الحافز.


ومن هنا طرحنا آراءنا للوفود ومندوبي المنظمة الزائرين للمركز، وعلى مشرفة مراكز التغذية ومنسقة التغذية بالوزارة، وبالتنسيق مع مدير مكتب منظمة الصحة العالمية، إلى جانب اهتمام الأخ مدير عام مكتب الصحة والسكان بالمحافظة،  ومتابعتهم للجهات المعنية التي استجابت  لتلك المقترحات والمتابعة، وقاموا مشكورين بالبحث عن تمويل وإنزال الفريق الهندسي والمسح الميداني لتوسعة المركز. وبالفعل تم إعادة تأهيله وترميمه وتوسعته لزيادة طاقته الاستيعابية، ومنتظرين افتتاح المركز بعد أن تم الترميم والتوسعة. وبعد استكمال تأثيثه وتجهيزه في القريب العاجل إن شاء الله. وبشكل مؤقت استمر العمل لاستقبال حالات سوء التغذية في أقسام المستشفى الأخرى أثناء الترميم والتوسعة.

وفي قسم الأطفال التقينا بالدكتور عبدالجليل رضوان أخصائي طب أطفال وحديثي الولادة رئيس قسم الأطفال بالمستشفى، والذي حدثنا عن سبب انتشار مرض لحصبة، حيث قال:
د. عبدالجليل
د. عبدالجليل

إن سبب انتشار الحصبة هو عدم تطعيم الأطفال، فهناك أكثر من 80 % من الأطفال غير مطعمين، هناك غياب للتثقيف الصحي بين الأهالي.

فنحن نعاني بالمستشفى من عدم وجود أقسام كافية لعزل مرضى الحصبة والأمراض المعدية القاتلة، فهذا يجعل من المستشفى بؤرة لانتشار العدوى، رغم مناشدتنا لمكتب السلطة المحلية، وكذا لمكتب الصحة والسكان بالمحافظة والوزارة والمنظمات الإنسانية، قبل أكثر من عام ونصف، إلا أننا لم نجد أي اهتمام أو تجاوب من قبل الجهات ذات العلاقة، فلجأنا إلى أن نرقد حالتين فوق سرير واحد، فإننا عبر هذا المنبر الإعلامي نستغيث بكل الجهات المختصة وغير المختصة بالوبائيات، أن ياتوا لزيارتنا ليروا ما نحن فيه على الواقع.


وفي قسم التغذية العلاجي التقينا د. علي مطهر علي طبيب مركز التغذية العلاجي، وتحدث عن هذا القسم الذي يعتبر أحد أقسام مستشفى النصر حيث قال:
د. علي مطهر
د. علي مطهر

في عام 2012 تم تدريب عدد محدود من عمال قسم الأطفال بالمستشفى، وخصصت 4 أسرّة في قسم الأطفال، لاستقبال حالات سوء التغذية، وبإمكانيات محدودة ومتواضعة.

وفي عام 2017 تم إضافة وإنشاء مبنى من ثلاث غرف وحمام بجانب المستشفى، كمركز (قسم) تغذية علاجي مستقل عن قسم الأطفال، بدعم من منظمة الصحة العالمية (WHO). وكان ذلك كضرورة واستجابة لما أظهرته المؤشرات الإحصائية في تزايد أعداد الأطفال المصابين بأمراض سوء التغذية، من مختلف مديريات محافظة الضالع، ليصبح إجمالي السعة السريرية عدد 10 أسرة، اشتغلت بكامل طاقتها الاستيعابية، بل أحيانًا ومع تزايد إقبال الحالات، كان يتم ترقيد المرضى الزائدين فوق الطاقة الاستيعابية، على فرشان توضع  بين الأسرّة". 


وأضاف هناك طاقم وظيفي في المركز نخبة من الكوادر الصحية المؤهلة والمدربة جيدًا، موزعين بين استشاري طب أطفال، وطبيب عام تغذية، وإداري ومشرف القسم الفني، والطاقم التمريضي وكذلك الخدمي، ويقوم الطاقم الوظيفي بالعمل بالقسم على مدار الـ24 ساعة، وهناك جدول نوبات يتم إعداده شهريًا لتنظيم العمل مع المتابعة المستمرة من قبل رئيس القسم المشرف الفني، لتقييم العمل ورفع التقارير الشهرية من واقع السجلات، والاستمارات، والوثائق الطبية، التي تنظم سير عمل القسم.
مركز (قسم) التغذية العلاجي TFC مخصص لترقيد أطفال سوء التغذية الحاد الوخيم (SAM)  بشقيه التوذم بأي درجة، والهزال الشديد المصاحب بالمضاعفات.

 إلى جانب مركز التغذية العلاجي المشار إليه أعلاه، هناك قسم خارجي أو عيادة خارجية TOP، لمتابعة علاج حالات سوء التغذية الحاد والمتوسط MAM، وحالات سوء التغذية الحاد الوخيم بدون مضاعفات، إلا أن الأخير نادرًا ما تعالج في العيادة الخارجية TOP، لأن معظمها لم تكن حالات سوء التغذية الحاد الوخيم تصل بوجود مضاعفات.

منظمة الصحة العالمية WHO هي من تقوم بتمويل القسم بالعلاجات والألبان العلاجية، وتمويل المركز بالمعدات والأثاث بشكل مستمر، وحسب ما تطلبه الحاجة والضرورة، إلى جانب التزويد بالاستمارات والملفات والسجلات الطبية المختلفة المتعلقة بعمل المركز.

هناك إشراف ومتابعة بشكل مستمر من قبل مشرفة مراكز التغذية في المحافظات، ومنسقة التغذية WHO بوزارة الصحة العامة والسكان، وكذلك مكتب منظمة الصحة العالمية، بإشراف مباشر على المركز، وإرسالهم مندوبًا أو وفدًا بشكل شهري، أو دوري، لتقييم العمل والاستماع إلى الملاحظات والصعوبات، وتقديم الحلول المناسبة لها. من المشاكل التي تواجه أطفال سوء التغذية، للأسف الشديد انتشار الإصابة بمرض الحصبة، ففي الأشهر الماضية نتيجة عزوف المواطنين، والامتناع عن أخذ اللقاح ضد فيروس الحصبة وغيرها من اللقاحات لأطفالهم، بسبب الإشاعات الكاذبة التي يروج لها بعض ضعفاء النفوس، وهذا عكس على زيادة عدد حالات الإصابة بالحصبة، وما شكلته من مضاعفات، التي أدت بعضها إلى الوفاة، فالمشكلة هنا عندما يصاب الأطفال بسوء التغذية وفيروس الحصبة يشكل إنذارًا بخطورة فقدان الحياة، فمرضى سوء التغذية بحكم تدني عمل الجهاز المناعي، وانخفاض مناعتهم تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالحصبة ومضاعفاتها، والوفاة أكثر من غيرهم.


وبهذا السياق فالحملة الطارئة خلال الثلاثة الأعوام المنصرمة، زادت أعداد الأطفال المصابين بأمراض سوء التغذية، إلى أرقام فاقت الطاقة الاستيعابية للمركز، وما شكله من ضغط على الطاقم الطبي العامل فيه، وزاد استقبال الأطفال المصابين بسوء التغذية، ليس من مديريات محافظة الضالع فحسب، بل من التجمعات السكانية في مخيمات النازحين من المحافظات الأخرى.  

الجدير بالإشارة أن منظمة الصحة العالمية إلى جانب ترميم وتوسعة قسم التغذية، قامت بترميم وتوسعة قسم الأطفال وقد تم افتتاحه قبل شهر واستئناف العمل فيه، وكذلك استحداث وتأهيل قسم العناية المركزة بجانب قسم الرجال، وسيتم تأهيل قسم العناية المركزة السابق القريب من قسم الأطفال ومركز التغذية العلاجي، ليكون خاصًا بمرضى الأطفال وسوء التغذية، الذين تتطلب حالاتهم الصحية الترقيد في العناية المركزة، وهذا ما تم تاكيده أثناء الزيارة الأخيرة لوفد المنظمة الأسبوع الماضي.

وفي قسم المختبر بالمستشفى حدثنا الدكتور أنور عبدالله صالح رئيس القسم  الذي قال: يقدم المختبر خدماته منذ افتتاح المستشفى بالإمكانيات التي كانت متاحة خلال تلك السنوات الطويلة، وظل هكذا على ما هو عليه حتى الآن بدون تطوير.
د. أنور عيدالله
د. أنور عيدالله

مازال المختبر يقدم خدماته سواء للمترددين أو المرقدين في المستشفى، أو من المرضي الذين يأتون من القطاع الخاص، وكلنا نعلم الظروف المعيشية الصعبة للناس، وغلاء الأسعار وانعكاسه على شراء المحاليل والمستلزمات المخبرية التي يتم شراؤها شهريًا.

أما أهم الفحوصات التي نعملها، فحوصات الدم العام، وفحوصات كيميائية، سكر، ووظائف الكلى، والكبد وغيرها، وكذلك الفحوصات المصلية والإلكترولايت، والفحوصات الطفيلية، وفحص السل، ونقل الدم العام.
 وهنا نشكر  د. حنان مديرة بنك الدم وأبحاثه لدعمها قسم بنك الدم بحسب إمكاناتهم.

وكذلك توجد لدينا الوحدة الجزيئية PCR الذي تم تركيبها خلال جائحة كورونا، وكانت تمدها بالمحاليل والمستلزمات منظمة الصحة العالمية، وكنا نشتغل بها حالات الاشتباه لكوفيد-19 كون محاليلها متوفرة.

ومن الصعوبات التي نواجهها: شراء المحاليل، وعدم دعم المختبر من منظمات محلية أو دولية، سواء بتوفير محاليل أو حوافز للعمال، وتوقف التوظيف حتى يتم ردف المختبر بكوادر جديدة، ووجود مرضى من المواطنين أو النازحين أواللاجئين الأفارقه لا يملكون حق الفحوصات، وأيضًا المرضى ذوي الأمراض المزمنة كفقر الدم، أيضًا وجود جهاز كيمياء حديث Full Automatic متوقف أكثر من سنهة، لم نستطع توفير محاليله، كنا اشتغلنا بالمحاليل التي كانت معه وهو من منظمة الصحة العالمية، عدم عمل دورات قصيرة أو طويلة لعمال المختبر، لتجديد معلوماتهم وتبادل خبرات، وأيضًا كحافز لهم.

وتحدثنا إلى الأخ خليل أحمد سعيد الحجيلي رئيس قسم الإحصاء والمعلومات الذي قال: إن المستشفى استقبل
خلال الأشهر السابقة  في العيادات الخارجية، وقسم الطوارئ، ما يزيد عن  715 حالة إصابة بالحصبة. حوالي 320 حالة إصابة في سوء التغذية.
خليل أحمد
خليل أحمد

استقبل المستشفى في العيادة الخارجية عدد من حالات سوء التغذية الحاد وتقدر  423 ، وكذا سوء التغذية المتوسط الحالات التي تلقت الرعاية في قسم رقود التغذية 293 حالة رقود.
خاص بـ"الأيام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى