​أولويات شعب الجنوب السياسية

>
​إن إعادة  ترتيب أولويات شعب الجنوب اليوم هي حاجة ملحة وضرورة تفرضها الطبيعة السياسية الراهنة  والسياسات المرحلية،  التي يجب أن تقوم ويعاد ترتيبها لحسب أولويتها، والذي يأتي في مقدمتها إنجاز الإطار التفاوضي الخاص بحل قضية شعب الجنوب، في إطار عملية السلام الشاملة، التي ترعاها الأمم المتحدة، هذا الإطار الذي ينبغي أن ينجز خلال مفاوضات وقف الحرب، بموجب البيان الختامي المشاورات اليمنية، التي عقدت في مقر مجلس تعاون دول الخليج العربي في الرياض، في مطلع شهر أبريل من العام الماضي، ووضع ذلك في مقدمة قضايا الحل السياسي، وقبل البحث في أي شكل لدولة يخطط له أن يبحث في العملية السياسية، التي تأتي في إطار عملية السلام الشامل، هذا الأمر يتطلب من شعب الجنوب التماسك وتعزيز اللحمة الجنوبية، والالتفاف حول مجلس القيادة وقيادته السياسية، في ظل شراكة وطنية حقيقية، تبنى على أساس  الولاء الوطني الجنوبي والهوية الوطنية الجنوبية و وحدة الهدف والمصير.

إن الالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم هي ضرورة ملحة باعتباره الأداة السياسية لتحقيق تطلعات شعبنا، وإطار واسع لكل الجنوبيين والذي اختط طريق السلام  كخيار أول، وخارطة طريق مرحلية للوصول إلى العملية السياسية، وعلى هذا الأساس دخل في تحالف في إطار حكومة المناصفة المعترف بها دوليًا، لخوض المفاوضات  السياسية من داخل هذا التحالف وفي إطاره، من خلال الوفد التفاوضي المشترك، وفق اتفاق ومشاورات الرياض. فلا ينبغي دفع المجلس وقيادته السياسية إلى منزلقات غير محسوبة النتائج، وقد تؤدي إلى خسارة ما تحقق حتى الآن.

إن الحملة الإعلامية المعادية التي تظهر بمظهر الحريص على قضية شعب الجنوب، التي شنت ضد زيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي لأمريكا، وحضور الدورة 78 للجمعية العامة  للأمم المتحدة، والحملة ضد رئيس الدائرة السياسية، ورئيس وحدة المفاوضات د. ناصر الخبجي، على تصريحاته الأخيرة، بشأن مشاركتنا في عملية السلام الشامل.  كل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك على صواب نهج الانتقالي، وأن هذه الحملات تستهدف نهج المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل عام، في الانخراط في عملية السلام الشامل (نهج الواقعية السياسية). حاملًا على كتفيه استقلال الجنوب واستعادة دولته.

إن المجلس الانتقالي الجنوبي ما فتئ يؤكد على إخراج قوات الاحتلال العسكرية اليمنية من وادي حضرموت، والمهرة،  ومكيراس، لأنها الداعم للإرهاب. فالمجلس الانتقالي يخوض حربًا ضروسًا ضد الإرهاب، وقد قدم الكثير من التضحيات الجسام، نيابة عن المجتمع الدولي والإقليمي في ظل عدم توفر الدعم الكافي والذي لا يرتقي الى مستوى التحديات والتضحيات.

إن فرصة الدخول في حكومة المناصفة يجب أن تستغل في سبيل تحقيق إعادة بناء مؤسسات الدولة في الجنوب، ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات. ومن خلالها الوصول إلى المجتمع الدولي والإقليمي للوصول بقضيتنا إلى مواقع صناعة القرار، ووضعه في أولويات أجندات المجتمع الدولي والإقليمي في المنطقة، وتعتبر هذه الشراكة فرصة ضائعة بل ومضرة  إذا لم تحقق ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى