> تلخيص محمد عقيل شهاب - ترجمة م. خالد عبد الواحد محمد نعمان:

"لماذا تفشل الأمم: أصول القوة والرخاء والفقر" هو كتاب من تأليف دارون عاصم أوجلو وجيمس روبنسون. ويستكشف العوامل التي تؤدي إلى نجاح أو فشل الأمم. فيما يلي بعض الأفكار والأفكار والدروس والاستنتاجات الرئيسية من الكتاب:

1 - المؤسسات مهمة:

يرى المؤلفون أن مفتاح نجاح أو فشل أي أمة يكمن في مؤسساتها. فالمؤسسات الشاملة التي توفر فرصًا متكافئة لكل المواطنين تؤدي إلى الرخاء، في حين تؤدي المؤسسات الاستخراجية التي تركز السلطة والثروة في أيدي قِلة من الناس إلى الفقر.

2 - المؤسسات الاستخراجية مقابل المؤسسات الشاملة: يميز الكتاب بين المؤسسات الاستخراجية، التي تستخرج الثروة من الكثيرين لصالح القلة، والمؤسسات الشاملة، التي تخلق توزيعًا أكثر إنصافًا للموارد والفرص.

3 - المنظور التاريخي:

يتعمق عاصم أوجلو وروبنسون في التاريخ لإظهار كيف يمكن لإرث المؤسسات التي تأسست في الماضي أن يكون له تأثير عميق على حاضر الأمة ومستقبلها.

4 - دور المركزية السياسية:

يسلطون الضوء على دور المركزية السياسية في تشكيل المؤسسات ويجادلون بأن الدول المركزية ذات الضوابط والتوازنات تميل إلى تعزيز المؤسسات الشاملة.

5 - النخب الاقتصادية والسياسية:

يناقش الكتاب كيف تعمل النخب الاقتصادية والسياسية معًا للحفاظ على المؤسسات الاستخراجية، الأمر الذي يمكن أن يعيق تنمية الأمة.

6 - التدمير الخلاق: يؤكد المؤلفون على أهمية "التدمير الخلاق"، حيث يتم استبدال المؤسسات القديمة وغير الفعالة بمؤسسات جديدة وأكثر شمولًا، ما يدفع عجلة التقدم الاقتصادي.

7 - الاعتماد على المسار:

يشير مفهوم الاعتماد على المسار إلى أنه بمجرد إنشاء المؤسسات الاستخراجية، قد يكون من الصعب تغييرها، ما يؤدي إلى إيقاع الدول في دائرة من الفقر.

8 - دراسات الحالة: يقدم الكتاب العديد من دراسات الحالة من بلدان ومناطق مختلفة لتوضيح حججه، بما في ذلك أمثلة من التاريخ ويومنا هذا.

9 - الآثار السياسية: خلص عاصم أوجلو وروبنسون إلى أن جهود السياسة يجب أن تركز على تعزيز المؤسسات الشاملة وكسر دائرة المؤسسات الاستخراجية، على الرغم من أن هذه العملية قد تكون صعبة ومعقدة.

10 - النقاش والجدل:

أثار الكتاب جدلًا ومناقشات في مجال الاقتصاد السياسي، حيث تحدى بعض العلماء أفكاره واقترحوا تفسيرات بديلة لنجاح الأمم وفشلها.

بشكل عام، يقدم كتاب "لماذا تفشل الأمم" تحليلًا شاملًا لدور المؤسسات في تشكيل مصير الأمم ويقدم رؤى قيمة حول العوامل التي تساهم في الرخاء أو الفقر. ويؤكد أهمية المؤسسات الشاملة والمركزية السياسية والموروثات التاريخية في فهم تطور الأمم.

إن بناء المؤسسات بطريقة أكثر شمولًا، كما دعا إليها كتاب "لماذا تفشل الأمم"، عملية معقدة ومليئة بالتحديات، ولكن من الممكن تحقيقها من خلال استراتيجيات وجهود مختلفة. فيما يلي بعض الطرق للعمل نحو مؤسسات شاملة:

1 - سيادة القانون: إرساء وتعزيز سيادة القانون، حيث يكون جميع المواطنين متساوين في نظر القانون. ويشمل ذلك ضمان حقوق الملكية، وإنفاذ العقود، ووصول الجميع إلى العدالة.

2 - المساءلة السياسية: تعزيز المساءلة السياسية من خلال إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وآليات لمحاسبة القادة، والشفافية في العمليات الحكومية. وهذا يساعد على منع تركيز السلطة في أيدي عدد قليل من الناس.

3 - اللامركزية: فكر في تطبيق لامركزية السلطة السياسية لضمان اتخاذ القرارات على المستويات المحلية، ما يسهل على المواطنين المشاركة في الحكم ويكون لهم رأي في السياسات التي تؤثر عليهم بشكل مباشر.

4 - الضوابط والتوازنات: إنشاء ضوابط وتوازنات داخل المؤسسات الحكومية لمنع إساءة استخدام السلطة والتأكد من عدم تمكن أي كيان أو فرد من السيطرة على النظام.

5 - حماية الحريات المدنية: حماية الحريات المدنية، مثل حرية التعبير والتجمع والصحافة. هذه الحقوق ضرورية لتعزيز مجتمع يمكن فيه سماع الأصوات المتنوعة.

6 - التثقيف والتوعية: الاستثمار في برامج التثقيف والتوعية لتعريف المواطنين بحقوقهم ومسؤولياتهم. فالمواطنون المطلعون والمتعلمون مجهزون بشكل أفضل للمطالبة بمؤسسات شاملة.

7 - الإصلاحات الاقتصادية: تنفيذ السياسات الاقتصادية التي تعزز المنافسة وريادة الأعمال والحراك الاقتصادي. ويشمل ذلك تقليل الحواجز أمام دخول الشركات وضمان الوصول العادل إلى الفرص الاقتصادية.

8 - حقوق الأراضي والموارد: ضمان الوصول العادل إلى الأراضي والموارد الطبيعية، حيث أن التوزيع غير العادل يمكن أن يؤدي إلى إنشاء مؤسسات استخراجية. ويمكن أن تكون إصلاحات الأراضي مفيدة في تحقيق ذلك.

9 - الدعم الدولي: يمكن للمنظمات الدولية والمساعدات الخارجية أن تلعب دورًا في تشجيع ودعم البلدان على تبني مؤسسات أكثر شمولًا من خلال ربط المساعدة بمعايير الحكم والمساءلة.

10 - مشاركة المجتمع المدني: تشجيع نمو وتمكين منظمات المجتمع المدني، التي يمكن أن تعمل كجهات رقابة وداعمة للحكم الشامل.

11 - الالتزام طويل الأمد: إدراك أن بناء مؤسسات شاملة هو مسعى طويل الأمد يتطلب جهدًا متواصلًا والتزامًا وقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة.

12 - التعلم من التاريخ: دراسة الأمثلة التاريخية للتحولات المؤسسية الناجحة والتعلم من أخطاء الدول التي فشلت في محاولاتها للإصلاح.

ومن المهم أن نلاحظ أن الطريق إلى المؤسسات الشاملة قد يختلف من بلد إلى آخر، ولا يوجد حل واحد يناسب الجميع. وقد تكون العملية صعبة، وقد تكون هناك مقاومة من أصحاب المصالح الخاصة. ومع ذلك، فمن خلال التركيز على مبادئ الشفافية والمساءلة والعدالة، يمكن للدول أن تعمل على إنشاء مؤسسات تعمل على تعزيز الرخاء الاقتصادي والاستقرار السياسي لجميع المواطنين.

إن اللامركزية والمركزية السياسية ليسا بالضرورة متناقضين، بل يمثلان نهجين مختلفين للحكم. والمفتاح هنا هو تحقيق التوازن بينهما، اعتمادًا على السياق والأهداف المحددة للأمة. اسمحوا لي أن أوضح كيف يمكنهم التعايش:

1 - اللامركزية: يتضمن هذا النهج تفويض السلطة وسلطة اتخاذ القرار إلى الحكومات المحلية أو الإقليمية. ويمكن أن يكون مفيدًا في تعزيز الشمولية من خلال منح المواطنين المزيد من السيطرة المباشرة على الشؤون والسياسات المحلية. يمكن أن تعزز اللامركزية المشاركة والاستجابة للاحتياجات والتفضيلات المحلية.

2 - المركزية السياسية: من ناحية أخرى، تتضمن المركزية السياسية تركيز السلطة على المستوى الوطني. ويمكن أن يكون مفيدًا لإنشاء إطار قانوني موحد ومستقر، وضمان الأمن القومي، ومعالجة القضايا واسعة النطاق التي تتطلب استجابة مركزية منسقة.

وإليك كيف يمكنهم التعايش بفعالية:

- مبدأ التبعية: تتبع العديد من أنظمة الحوكمة الناجحة مبدأ التبعية، وهو ما يعني أنه يجب اتخاذ القرارات على أدنى مستوى ممكن من الحكومة، طالما كان ذلك منطقيًا. وهذا يسمح بالاستقلال المحلي وصنع القرار مع الاحتفاظ بسلطة مركزية للقضايا الأوسع.

- الأنظمة الفيدرالية: تعتمد بعض الدول أنظمة فيدرالية حيث يتم تقاسم السلطة بين الحكومة المركزية ومختلف الحكومات الإقليمية أو حكومات الولايات. وهذا يسمح بالتعايش بين المركزية واللامركزية داخل نفس البلد.

- الضوابط والتوازنات: حتى في الأنظمة المركزية، من الضروري وجود ضوابط وتوازنات لمنع إساءة استخدام السلطة. ومن الممكن أن يلعب القضاء المستقل، والصحافة الحرة، والمجتمع المدني القوي دورًا بالغ الأهمية في ضمان أن المركزية لا تؤدي إلى الاستبداد.

- المرونة: يمكن أن يختلف التوازن بين المركزية واللامركزية حسب احتياجات البلد وظروفه. وتسمح المرونة في هياكل الإدارة بإجراء التعديلات مع مرور الوقت.

في سياق "لماذا تفشل الأمم"، غالبًا ما تتم مناقشة المركزية السياسية من حيث منع المؤسسات الاستخراجية وتعزيز المؤسسات الشاملة. يمكن للدول المركزية التي تتمتع بالضوابط والتوازنات أن تكون في بعض الأحيان أكثر فعالية في إنشاء وإنفاذ مؤسسات شاملة. ومع ذلك، هذا لا يعني أن اللامركزية ضارة دائمًا. يعتمد الأمر على كيفية تنفيذ اللامركزية وما إذا كانت تكمّل استراتيجية أوسع لبناء مؤسسات شاملة.

باختصار، إن تحقيق التوازن الصحيح بين المركزية السياسية واللامركزية يعتمد على إيجاد هيكل الحكم الأكثر ملاءمة لظروف دولة معينة، مع الأخذ في الاعتبار تاريخها وثقافتها وتحدياتها المحددة. يمكن أن تكون كل من المركزية واللامركزية أدوات لتعزيز المؤسسات الشاملة عند استخدامها بشكل مدروس.

موقع "رواد التنمية اليمنية"