دعم عسكري أمريكي وسعودي قدم للشمال ضد الجنوب أصبح تركة للحوثيين

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> سلطت منصة دولية متخصصة في الدراسات والتحليلات العسكرية، الضوء على طائرات (إف - 5 إي تايجر) التي ظهرت في اليمن واستعرضت بها جماعة الحوثي مؤخرًا في أحد مناسباتها بالعاصمة صنعاء.


وقالت منصة "ذا ور زون" في تحليل نشرته اليوم وأعده الباحث "أوليفر باركين" إن "ظهور مقاتلات (إف - 5 إي تايجر 2) لدى الحوثيين في صنعاء يعتبر بمثابة أحجية جيوسياسية لقصة شملت السعودية وتايوان".

وقال باركين: "خلال الحرب الباردة، كانت القوات الجوية لليمن الشمالي - الجمهورية العربية اليمنية - معروفة أكثر بتحليق مقاتلات ميج 17 وميج 21 السوفيتية".

وأضاف: "مع ذلك، قام اليمن الشمالي كذلك بتشغيل مقاتلات من طراز إف - 5 إي تايجر 2 التابعة لشركة نورثروب منذ عام 1979، وهو النوع الذي حلق لأول مرة في العام 1972. إن كيفية حصول اليمن على أسطوله الصغير من طائرات إف - 5 إي الأمريكية هي قصة غريبة في حقيقة الأمر".

وذكر أن اقتناء البلاد لهذه الطائرات كان مرتبطا على نحو وثيق بالحرب اليمنية الثانية في مارس 1979. لقد كانت أوائل السبعينيات هي الفترة التي شهدت اضطرابات كبيرة وعدم استقرار سياسي بين الشمال والجنوب، مما أدى إلى الحرب اليمنية الأولى عام 1972. واستمر الصراع مدة ثلاثة أسابيع بين سبتمبر وأكتوبر، حيث تعهدت الدول بتوحيد البلاد كجزء من اتفاق القاهرة. لكن الاستقرار لم يدم، مع اندلاع الحرب اليمنية الثانية في أواخر فبراير 1979.

وطبقا للتحليل فإنه في عهد الرئيس جيمي كارتر، قررت الولايات المتحدة مساعدة الجمهورية العربية اليمنية من خلال توفير مجموعة من المعدات العسكرية في أوائل مارس 1979، بتمويل من السعودية، حيث قدمت المملكة مساعدات عسكرية للجمهورية العربية اليمنية خلال الحرب اليمنية الأولى.

وأكد أن المساعدات بقيمة 390 مليون دولار شملت 12 طائرة من طراز إف - 5 إي، ثماني منها تم تصنيعها في الأصل لإثيوبيا ولكن تم حظرها بعد ذلك، وأربع منها كانت جديدة. وتضمنت الحزمة كذلك طائرتي نقل من طراز سي 130، و60 دبابة من طراز إم 60، و50 ناقلة جنود مدرعة من طراز إم 113، و302 صاروخ جو - جو من طراز أيم 9 - سايد وايندر، بالإضافة إلى مدافع هاوتزر وقاذفات قنابل يدوية وذخائر أخرى. فضلا عن ذلك، سمحت إدارة كارتر للسعودية بإرسال أربعة من مقاتلاتها ذات المقعدين من طراز "إف - 5 بي فريدم فايترز" إلى الجمهورية العربية اليمنية.

وأشار إلى أن قرار الرئيس كارتر كان بتزويد الجمهورية العربية اليمنية بالمعدات العسكرية توضيحا لسياسة الولايات المتحدة المتغيرة تجاه الشرق الأوسط، وهو نتاج لواقع جيوسياسي معقد داخل المنطقة. وبطبيعة الحال، كانت الإدارات السابقة قد قدمت المعدات إلى الجمهورية العربية اليمنية. ففي عام 1976، على سبيل المثال، زودت إدارة فورد الجمهورية العربية اليمنية بمعدات زودتها بها الولايات المتحدة بقيمة 140 مليون دولار، والتي تتكون في المقام الأول من أسلحة وعتاد للقوات البرية بما في ذلك مدافع الهاوتزر، وأنظمة صواريخ أرض جو، والشاحنات.

يواصل باركين تحليله بالقول: "مع اندلاع الحرب مجددًا بين جنوب وشمال اليمن في 28 فبراير 1979، وامتلاك القوات الجوية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية طائرات ميج -21 وسو-22 . تزايدت الضغوط، وبدأت إدارة كارتر تنظر بشكل متزايد إلى الوضع في اليمن باعتباره تهديدًا خطيرًا لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، يغذيه دعم السوفييت. وفي 7 مارس 1979، قيم كارتر أن القتال يشكل حالة طوارئ تهدد الأمن القومي الأمريكي واستلزم تطبيق المادة 36 (ب) من قانون مراقبة تصدير الأسلحة لعام 1976 لأول مرة. ويسمح استخدام البند المذكور للرئيس بتجاوز الحصول على موافقة الكونجرس على تصدير الأسلحة عندما يكون الأمن القومي الأمريكي مهددًا. وعلى هذا النحو، تم تسريع المساعدات التي تبلغ قيمتها 390 مليون دولار للجمهورية العربية اليمنية، بما في ذلك 12 طائرة من طراز إف - 5 إي".

واستدرك قائلا: "عندما وصلت أولى طائرات إف - 5 إي قبل ستة أسابيع من الموعد المحدد، لم يكن لدى القوات الجوية اليمنية الشمالية الطيارين ولا الموارد اللازمة لتشغيلها. وأدى هذا التسليم المتسارع إلى تدافع السعوديين لتجنيد طيارين أجانب لتدريب طياري الجيش العربي اليمني على هذه الطائرات. وفي نهاية المطاف، تم التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة والسعودية مع تايوان لإرسال عدد من الطيارين التايوانيين لتشغيل وصيانة طائرات إف - 5 إي في شمال اليمن. وتتمتع القوات الجوية لجمهورية الصين بخبرة سنوات عديدة في العمل مع طائرات إف-5 إي على وجه التحديد، والتي استلمتها لأول مرة في مايو 1975، بينما تم تسليم أول طائرات إف5 من الولايات المتحدة في عام 1965".

وأضاف: "حتى عام 1985، كان الطيارون التايوانيون والطاقم الأرضي يشكلون غالبية السرب 112، وفي ذلك الوقت تم تدريب عدد كافٍ من طياري الجمهورية العربية اليمنية على طائرات إف-5 إي للبدء في تولي المسؤولية. ومع ذلك، فإن الطيارين الذين لم يكن لديهم سوى الحد الأدنى من فرص التدريب، ناضلوا للتكيف مع الطائرات الأمريكية وغيرها من المعدات الجديدة، بما في ذلك طائرات ميج 21 المسلمة من الاتحاد السوفيتي. وبحلول نهاية عام 1985، فقدت القوات الجوية اليمنية 25 طائرة في حوادث مختلفة، بما في ذلك أربع طائرات من طراز ميج 21 وطائرة جديدة من طراز إف-5 إي، والتي انتهى بها الأمر إلى تحطمها عندما كان طيار سعودي يقودها إلى المملكة لإجراء إصلاحات خفيفة".

ونوه إلى أن "الطيارين التايوانيين بقوا في البلاد لعدة سنوات بعد عام 1985. وتشير الوثائق التي رفعت عنها السرية مؤخرا إلى أنه تم نشر أكثر من 1000 طيار تايواني وطاقم أرضي في الجمهورية العربية اليمنية في الفترة من 1979 إلى 1990 كجزء مما كان يُعرف باسم برنامج الصحراء الكبرى، والذي انتهى في عام 1990 عندما اتحد اليمنان ليصبحا الجمهورية اليمنية".

واختتم باركين تحليله بالقول "في الآونة الأخيرة، انتشرت عبر الإنترنت صور لقوات الحوثيين وهم يقودون طائرة واحدة على الأقل من طراز إف-5. وشوهدت تلك الطائرة وهي تظهر بشكل مفاجئ في عرض عسكري في سبتمبر الماضي".

ووفقا لدليل القوات الجوية العالمية لعام 2023، لدى سلاح الجو اليمني حاليا 11 طائرة إف-5 إي نشطة وطائرتين تدريبيتين من طراز إف-5 ب .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى