​استهداف الحوثيين لإسرائيل.. تحليل لاحتمالات الرد والتأثير على الأزمة اليمنية

> عدن "الأيام" القدس العربي:

> يرى مراقبون أن دخول الحوثيين الحرب على إسرائيل مهما كان هدفه، إلا أن آثاره السياسية داخليًا ستكون سلبية على صعيد تعقيد مسار المفاوضات مع السعودية، وبالتالي تأخير حلحلة الأزمة اليمنية لسنوات، فمع تصاعد المخاوف من جماعة الحوثيين فإن شروط عودة المفاوضات سترتفع بما يُفضي لاستئناف الحرب للقضاء على قوة الجماعة، وهو ما قد جرّبه التحالف العربي بدعم كبير من واشنطن، ووصلوا إلى نتيجة أكدتها الرياض أكثر من مرة، ومفادها أن حل الصراع في اليمن لن يكون إلا سياسيًا، وهو موقف لقي توافقًا إقليميًا ودوليًا، لا سيما في ظل بروز موقف تصالحي سعودي لردم فجوات الخلاف في المنطقة، بدءًا من إنهاء الخلاف مع طهران، وحرص الرياض، في ذات الوقت، على عدم استئناف الحوثيين لضرباتهم على أراضيها.

ماذا لو ردت واشنطن بهجمات انتقامية؟ بالتأكيد أن الحوثيين سيستأنفون هجماتهم لدولتي التحالف، وسيستهدفون القواعد الأمريكية في البلدين، لا سيما وأن الخطاب الإعلامي للجماعة لا يفرق بين أمريكا والتحالف السعودي- الإماراتي.
وبينما يرى البعض أن ذلك لن يمنع قوات واشنطن من تنفيذ ضربات ضدهم، إلا أن المخاوف من اتساع دائرة الصراع في المنطقة، وفق آخرين، سيجعلها تُعيد النظر في خطوة تصعيدية كهذه.

وهذا ما يفهمه المراقبون مما سموه التجاهل الإسرائيلي الرسمي في الحديث (المقلق) عن الصواريخ والمسيّرات الحوثية وتقليلهم من شأنها، إلا أن استمرار هجمات الحوثيين، وبخاصة في حال تجاوزت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ونجم عنها قتلى ودمار كبير، قد يدفع إلى ظهور ردود فعل مختلفة.

على صعيد رد الفعل الشعبي في اليمن، فالموقف لا يختلف عنه في معظم البلدان العربية والإسلامية، وهو التأييد لدى الكثير من الناس استجابة لعواطف الألم والحزن والقهر والعجز، جراء ما يشاهدونه يوميًا على شاشات التلفزيون من جرائم ومجازر إسرائيلية بحق المدنيين الفلسطينيين بما فيهم الأطفال والنساء، في ظل موقف رسمي عربي وإسلامي متخاذل، علاوة أن 8 سنوات حرب عاشها اليمنيون قد جعلتهم لا يخافون استئناف الحرب تحت تأثير مشاركة الحوثيين في الحرب على إسرائيل، كما يعتقد أحدهم.

على صعيد مواقف الناشطين في منصات التواصل الاجتماعي، فثمة اختلاف يفرزه الاختلاف السياسي بين طرفي الصراع، لكن في ذات الوقت برز مؤيدون من خارج نسق الانقسامات التقليدية، وتحديدًا ممن يتخذون موقفًا وسطًا من الصراع إن جاز الوصف.

وقالت الصحافية، منى صفوان، في تدوينة على منصة إكس إن "بيان الحوثي داس على التهديدات الأمريكية بحذائه، وخاصة التي تلمح بعرقلة التسوية السياسية، وأعلن رسميًا تبنيه للعمليات ضد إسرائيل وتوعد بالمزيد، هذا يعني إعلان دخول الحرب، أما التسوية فشأن يمني، وهذا وقت الوحدة اليمنية وتنسيق الأطراف، ووقف الصراع الداخلي، وتوجيه كل الأسلحة في اتجاه عدو واحد".

وكان رئيس مجلس الحكم في مناطق سيطرة الجماعة، مهدي المشاط، قد تحدث، متهمًا أمريكا بعودة الحرب في اليمن "لمنع الشعب اليمني من القيام بمسؤولياته تجاه شعب فلسطين".

إلى ذلك، كتب مختار الرحبي، مستشار وزير الإعلام اليمني، ورئيس مجلس إدارة فضائية المهرية، أن "الكيان الصهيوني يدرس الرد على الصواريخ التي أُطلقت من اليمن، وبهذا سيكون على كل أبناء اليمن أن يخوضوا هذه الحرب ضد الكيان الصهيوني الإرهابي، وستكون أطهر حرب، وسيكون بنك الأهداف كبيرًا للصهاينة والصهاينة العرب، وحينها سيكون 30 مليون يمني في الجبهات يقاتل ويدافع عن مقدسات الأمة".

ومن الرافضين لذلك كتبت ماجدة الحداد، وهي يمنية مقيمة في الولايات المتحدة أن "الحوثي قتل وشرد نصف الشعب اليمني، والآن يريد أن يخلص على من تبقى منهم في حرب عبثية مع إسرائيل. لم يتعلّم للآن من الكارثة التي قامت بها حماس ودفع ثمنها فقط أهل غزة!".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى