هل ماتت ضمائرهم؟ عن الفاسدين أتحدث

> تتعرض الأمم للأزمات بأسباب عديده قد تكون خارجة عن إرادة الحكومة كالكوارث الطبيعية والحروب، فتجد بعض أبنائها الأوفياء المخلصين من يسارع في تجاوز هذه الكوارث ويحد من الخسائر وخاصة الخسائر البشرية ويتحلون بالإنسانية وحب الوطن، أما في بلدنا المتعب المبتلى بالمنافقين (والأفاقين) والحرامية واللصوصية والفساد، فكل ظاهرة تأخذ نصيبها من (الفساد والإفساد).

ففي بلدي فقط يحدث أن يستحم المسؤول بالمياه المعدنية، ويحدث أن ينام هو وأولاده على برودة المكيف، وتضاء فلته كاملة، ابتداء من سور الفلة وحتى سطوحها، ولا يهمه إن مات أطفال أو عجزه دون وازع من ضمير.

أكانت الكهرباء والعة أو طافية، لأن لديه مولدًا ويظل مولده شغال 24 ساعة، مادامت الدولة دائمًا هي من تدفع ثمن راحته وحماقاته وعلاقاته.. ابتلينا في بلدنا بمسؤولين عديمي الضمير، وبتنا نواجه فجورًا من ساستها ووقاحة من مسؤولين لا يعرفون المسؤولية، وليس عندهم استعداد للقيام بواجباتهم، ينامون على أثير فرشهم، ويظهرون على الشاشات ضاحكين، ماتت ضمائرهم وتبلدت أحاسيسهم.

أتساءل .. هل هذه الحياة التي نرغب فيها؟ وكنا جميعًا نحلم بها، بعد التضحية بأفضل شبابنا وخيرة رجالنا، ابتلينا برجال ماتت ضمائرهم، رحل الوفاء والإخلاص والأمانة. حياة تلوثت بضمائر انتهت إنسانيتها، تغيروا وتبدلت جلودهم، وظهروا بلباس غير لباسهم، وكما لو أن الحياة غيرتهم، كنا نتوقع أن يكونوا شموعًا تحترق من أجل الحق والإنسانية والوطن، وكنا نرى فيهم الخير للوطن..

إلى متى سنبقى على هؤلاء؟ أما حان الوقت لتغييرهم، كفاهم نهبًا واستحواذًا، لماذا لم تتركوا بصمة خير يتذكركم الناس بها.. وتبثون في الأنفس الأمان والسعادة، وتقومون بواجباتكم بأمانة، أطلتم المعاناة لأهلكم وناسكم،

أهلكتموهم في كل شيء، تقتلون عندهم الأمل والحياة البسيطة وراحة البال والعقل.. وجعلتم من الشخص محبطًا سلبيًا عديم التفكير عصبيًا لأتفه الأسباب، حاد الطباع، نحن نمتلك قلوبًا إن أحبت أخلصت ودعت، وإذا غضبت ثارت، فلا تستفزوا الناس بزيادة معاناتهم في الكهرباء وهبوط العملة، ووصل سعر الريال إلى أدنى مستوى له (1525) ريال/ للدولار، وبالتالي أدى إلى ارتفاع الأسعار.. فأنتم ضربتم رقمًا قياسيًا في المعاناة 16 ساعة انقطاع للتيار الكهربائي، وهي

أكبر فترة انقطاع في تاريخ عدن.. دون أن يهتز لكم ضمير.. رجاءً أطفئوا مولداتكم ساعتين فقط، وعيشوا معنا معاناة انقطاع الكهرباء، بعدها مارسوا حياتكم.. لن تستطيعوا ذلك فأنتم جبناء عن فعل ذلك.. لأنكم تعودتم على بحبوحة العيش.

عذرًا إن صاح قلمي، فهو الرفيق الوحيد الذي اعتاد أن يصرخ من أجل الحق، مطالبًا إياهم أن يكفوا عن ملاحقة ما تمليه عليهم عقولهم لجمع الأموال، فالمال ينضب والعمر يمضي ولا يبقى إلا العمل الصالح، فلا تخسروا من يرى فيكم الخير للوطن.

عيب وعار عدم الوفاء للشهداء.. فاحذروا أن تطاردكم لعناتهم.. وهل سنفقد الأمل في صلاح البلد.. فاتعضوا قبل فوات الأوان وعودوا إلى صوابكم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى