بين الحرب والسلام تقف أمريكا

> السلام حلم دائم يلازم كل إنسان. العنف لا يأتي من إنسان عاقل إلا كرد فعل على استفزاز كبير. تاريخ الغرب المتمثل ببعض الدول الأوربية ودول مهاجريها في أمريكا بدرجة أساسية لديها فلسفة غريبة قائمة على ذاكرة تاريخ " أمبراطورية الرومان" وفتوحات " الإسكندر المقدوني فلسفة إخضاع العالم بالقوة فقط، دون ترك أي مجال للحديث عن التعاون والسلام بين البشر.

مرت قرون وأوروبا تحارب وتحارب تحت هذه العقيدة أولًا فيما بينها، كل يدعي بأنه خليفة الرومان وسيف حروبها في كل بقاع الأرض، لأجل السيطرة عليها واستغلال مواردها وتسببت هذه الفلسفة بحروب مدمرة بين الدول الأوربية نفسها على سبيل المثال حروب ألمانيا وفرنسا وإعلان الوحدة الألمانية، من قصر فرساي وحروب روسيا وسويسرا والسويد، وحروب نابليون وأوروبا، ثم حروب تركيا وأمبراطورية المجر والسويد، والانتهاء بالحرب العالمية الأولى والثانية التي دمرت العالم، وقتلت وشردت الملايين. نتج عن هذه الحروب رؤية عنصرية أوربية وهي السماح للتعاون الاقتصادي السلمي فقط في حدود أوربا وما دونها يؤخذ بالحروب.

إلى اليوم ترفض بعض الدول الأوربية ودولة مستوطنيها في أمريكا، أي أفكار للعيش العالمي بسلام وما زالت فلسفة الحرب ثم الحرب والتوسع والسيطرة بالحرب هي المسيطرة على عقول ساستها.. العجيب حتى اليوم ترى أمريكا وحلفاؤها في أي تقارب سلام وتعاون اقتصادي بين الدول، تعتبره أمريكا تهديدًا لمصالحها هي وحلفاؤها وهي تقصد بهذا الدول الأوربية وأولها بريطانيا وإسرائيل. الإفصاح عن مثل هذه الفلسفة بالوقوف ضد دول العالم التي تنشد التعاون الاقتصادي السلمي. إنما يكشف عن مكنون التفكير القائم على الحرب والقوة والغطرسة لدى أمريكا والغرب ضد العالم، الذي قد ينتهي بحرب عالمية تفنى فيها البشرية جمعاء.

إنهم يدعون التحضر وينسون بأن مبادئ الحرب تتناقض مع كل ما يتحدثون عنه من مبادئ إنسانية وسلام. لأن مجرد تفكيرهم بالحرب بدلًا عن السلام يحولهم إلى وحوش كاسرة وهي صفة ملازمة للحيوان.

فمتى يتخلون عن فلسفتهم الدموية ويتحولون إلى بشر يقفون في صف السلام وتجسيد مبدأ التعاون الاقتصادي، الذي بدأ يظهر في العالم مثل تفكير دول " بريكس".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى