إذا عرف السبب بطل العجب

>
حدثان يعكسان تحول العالم أولهما احداث 11سبتمبر 2001 والآخر طوفان الأقصى 7 اكتوبر 2023 ورغم قساوة ردة الفعل في الحالتين إلا أن النتيجه للأولى اهتزاز نظام القطب الأوحد والتهئيه لاستبداله بنظام عالمي جديد متعدد الأقطاب والثانيه اهتزاز الكيان الصهيوني وارساء عهد جديد لمنطقه الشرق الأوسط.

ورغم تسخير اللوبي الصهيوني كل إمكانياته لتشويه الحقائق وربط الإرهاب بالإسلام بعد أحداث سبتمبر الا أنه فشل فشلا ذريعا وكذلك فشل في تشويه الحقائق لأكثر من سبعه عقود لاغتصابه ارض فلسطين العربيه واتضج للجميع لاسيما شعوب الدول الغربيه أن الصهيونيه حركه سياسيه مغتصبه لا تمثل الدين اليهودي المنزل على سيدنا موسى عليه السلام وخير مثال على ذلك تجارب اوربا بصفه عامه وألمانيا على وجه الخصوص التى أحرقت اليهود دون تمييز نتيجه ممارسة نخبها الشاذه الساعيين لتدمير كل شي من أجل سيطرتهم على السلطات في الدول التى ينتمون إليها وما هو جاري حتى اليوم في أمريكا ودول اوربيه يوكد منهجهم السادي للسيطره على آلعالم .

إسرائيل لأكثر من شهر تقتل وتدمر وتبيد، إضافة لحصارها سنوات طويلة وقطع مقومات الحياة، ناهيك عن سجن مواطنيها كل ذلك لإبادة شعب مواطني غزة وتهجيرهم لدول الجوار وللشتات كما حدث 1948، والعالم يدرك ذلك منها داعمة أو راضية ومن خائفة، وانعكس ذلك على شعوبها رغم أن فيها أصوات حرة وقفت مع الحق وتجاوزت تزييف الحقائق.

لهذا إذا حاولنا الإجابة عن سبب مواقف هذه الدول، سنعرف الحقيقة. فالدول الداعمة وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا ودول غربية عديدة لها مع اليهود تجارب، مرة جعلتها تدعم نشوء وطن لليهود لإبعادهم عنهم، وتحقق ذلك بوعد بلفور، لهذا تدعم إسرائيل لخوفهم من عودتهم وتكرار دسائسهم المدمرة لاقتصادياتها، كما حدث سابقًا، ولمعرفتهم بمكرهم باستخدام المال والإعلام بدرجة رئيسة لاحتكار قرارهم.

كذلك هناك دول راضية لتقاطع مصالح محددة مع الأقوى بغض النظر عن الحق، وتتعذر بأسباب يمكن تجاوزها خاصة حينما تنتهك القيم الإنسانية، بمثل ما نشاهده من مذابح كل دقيقة في غزة.

وهناك أيضًا دول خائفة من غضب الممولين لبقائهم في السلطة بفتات مهين، رغم أن خيرات دولهم تغنيهم عن الشحت لو قضوا على الفساد.

هذه الدول بمواقفها الداعمة والراضية والخائفة تعلم أن الحق يعود لأصحابه مهما كان الثمن ومهما طال الوقت. كل الدول الاستعمارية انتهت رغم أن بعضها دام أكثر من قرن ولم يبقَ في هذا القرن إلا استعمار الصهاينة لفلسطين.

كلما يمر يوم تتضح الصورة أكثر فأكثر، حيث ترى ارتجاجات داخليه حفز عقليه المغتصب للهروب إلى جنسيتهم الأولى، التي مازالوا يحتفظون بها لمثل هذا اليوم، بحثًا عن الأمان والحياة المستقرة، إضافة إلى اهتزازات اقتصادها المدعوم غربيًا لعقود، وفي المقابل زاد من إيمان كل الأجيال الفلسطينية التي ذاقت كل أصناف الظلم، ألا طريق إلا التضحية لتحرير القدس وكل فلسطين، كمقدمة لتحرير المنطقة بكاملها كي تكون شريكة في صنع المستقبل.

انتهى زمن القوة العسكرية ورجال طوفان الأقصى أثبتت ذلك بأن الحق هو الأقوى وأنهت زمن تلفيق وتزييف الحقائق على العالم. ثمن دماء أطفال ونساء غزة، بداية لإنهاء آخر استعمار على هذه المعمورة.

دعوة للشعوب الحرة في الغرب لمواصلة ضغطها على دولها، لإعادتها إلى طريق الحق، وفقًا للمواثيق الدولية والأديان السماوية.

ودعوة خالصة للجميع باغتنام الفرصة للمشاركة في أمن واستقرار المنطقة، من خلال استخدام كل عناصر القوة المتاحة لدعم الحق الفلسطيني لتحرير أرضه.

السادس من أكتوبر 1973 كان درس لم يتعلم منه الكيان، لكن السابع من أكتوبر 2023 بداية رسم عهد جديد.

* نائب وزير الخارجية السابق

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى