​حكايتي مع عائلة الحاج علي نموذج للعائلة المصرية الأصيلة

> لم يكذب من قال إن مصر أم الدنيا، يصعب علينا وصف سحرها ونهرها الخالد (النيل)، حقا انها الشقيقة الكبرى لجميع الدول العربية وهذا ما لا يستطيع أحد إنكاره،انها مصر العروبة القلب النابض للوطن العربي .
ومصر بكلّ ما فيها من بساطة وعفوية تمنح القلب البهجة بمُجرّد أن يكون الإنسان على أرضها ويتنفس هواءها.

عائلة الحاج علي المصرية
ليس هناك أجمل من علاقة الدفء التي تجمع الوالدين بأولادهما وعلاقات التعاون والمحبّة والبر التي تتجلى في طاعة الأبناء لآبائهم، ففي العائلة يحرص الآباء على تربية أبنائهم تربيةً سليمةً؛
وكان لي الشرف أن اتعرف على هذه العائلة المصرية الأصيلة، فهي عائلة بسيطة وجدت فيها الشهامة وكرم (حاتم الطائي)، اول ما دخلت البيت وجدت لوحة في أحدى جدران المنزل كتب عليها بخط اليد (لقد بني هذا البيت بالحب أدخل مسالما واخرج بدعوة جميلة، كم اثرت فيني هذه العبارة، وفعلا وجدت الحب في بيت الحاج علي والحاجة عائشة -حفظهما الله- حب ما بعده حب، المكون من ابنته الكبيرة نجلاء وأحمد ومصطفى وماجد، حقا انها عائلة مصرية يضرب بها المثل في الكرم والشهامة والاخلاق .

رحلة المنوفية
وكان كرم الحاج علي أنه قدم لي دعوة رحلة إلى المنوفية مسقط رأس حرمه المصون الحاجة عائشة، فكانت من اجمل الأمور التي رأيتها في الريف المصري واجمل الاوقات التي قضيتها على مدى يومين مع عائلة الحاج علي، واجمل شيء اني فطرت في الصباح الفطير المشلتت والجبنة الرومي وشربت حليب البقرة الطازج ، ولطالما حلمت طول حياتي ان تذوق هذه الأكلة، ولكن لم أكن اتصور ولم يخطر على البال ان اكلها في الريف المصري في المنوفية، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء، وهو العزيز القائل:  (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)
 رأيت فيها بساطة الفلاح المصري، وبعد صلاة العصر، فقد لعبت في الغيث مع احفاد الحاج علي آسر 7 سنوات وإياد سنتان ربنا يحفظهم ويطول في عمرهم .

حي ترعة الخشاب
ليس هناك أجمل من اللحظات التي قضيتها  مع هذه  العائلة في منزلهم الكائن في حي ترعة الخشاب في حدائق حلوان، وقد أحسست أنني بين  عائلتي لصدق مشاعرهم نحوي فالكل عاملني كأني واحد من الأسرة، لم أشعر اني غريب بينهم.
فقد تعلمت من عائلة الحاج علي المعنى الحقيقي في الترابط الأسري، فقد لا حظت الحاجة عائشة وهي تمسك سماعة التلفون لكي تطمئن مابين الحين والآخر على اولادها واحدا واحدا وكأنهم لسة صغار، ولكن هذا هو قلب الام يضل اولادها في نظرها صغار مهما كبروا .

مواقف إنسانية للرائعة نجلاء
هناك مواقف إنسانية لا استطيع نسيانها مع ابنة الحاج علي الاخت العزيزة نجلاء -أم جنا وآسر-  في مساعدة الآخرين والوقوف إلى جانبهم، وقد كانت مواقفها كلها مشرفة نحوي نابعة من إيمانها الصادق لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :  "من مشى في حاجة أخيه حتى يقضيها له أظله الله عز وجل بخمسة وسبعين ألف ملك يصلون عليه ويدعون له إن كان صباحا حتى يمسى وإن كان مساء حتى يصبح ولا يرفع قدما إلا حط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة". فهنيئا لابنة الحاج علي الكبرى الرائعة نجلاء في قضاء حوائج الناس.

ختاما
وجدت في عائلة الحاج علي نموذجا للأسرة المصرية الصالحة مبنية على أسس وضعها الحاج علي والحاجة عائشة لأولادهم وهي الاحترام المتبادل فيما بينهما وان يعطفون على بعضهم البعض ويساعدون بعضهم البعض ويدعم كل منهم الآخر وينصح الكبير الصغير دون أن يجرح شعوره، تلك الأسس وضعها الحاج علي والحاجة عائشة لأفراد الأسرة والتي رأيتها بأم عيني، تلك كانت حكايتي مع عائلة الحاج علي، العائلة المصرية الأصيلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى