​هناك أنين هل يُسمع...! هل وصل الأنين إليكم يا عرب؟

>
انقشع غبار الانهيار للمباني بعد قصف الطيران الإسرائيلي للمدينة، وتعالت الصيحات وساد الهرج في كل مكان، والكل يبحث عن قريب له، بعد كل قصف يتبعه هدوء، وكأنها هدنة  للاطمئنان على ما تبقى من البشر.. فهرع رجال الإنقاذ وسيارات الإسعاف، وكان رجال الإنقاذ يصمتون بكل إصغاء لأي صدى أوأنين يأتي من تحت الأنقاض.

لم تستطع سيارات الإسعاف إنقاذ وإسعاف كل المصابين لكثرتهم، كان الضحايا كُثر والدمار كبير والقتلى  أكثر مما نتصور (رضع، أطفال.

نساء، مسنين، ومرضى في المستشفيات) حجم الكارثة كبير.. وهناك في المستشفيات لا يوجد سرير شاغر، كل الأسرة ممتلئة بالمصابين، وحتى الممرات وفي كل زاوية من المستشفى تجد مصابًا وجريحًا وقد افترشوا الأرض لعدم وجود أسرة فاضية.
الكل في المستشفى خلية نحل لإسعاف ومداواة ومعالجة المصابين. ننحني إجلالًا لجهودهم الكبيرة التي ستسجل في صفحات التاريخ البطولي لشعب فلسطين، وكان الجميع بحق عنوان مقاومة واستبسال.

سارعت بعض الدول التي تُسمى دول عربية بإرسال المساعدات.. التي يقال إنها طبية وبعد أن سمح لها بالدخول عبر معبر رفح (والتي تسمى مساعدات) وكانت المفاجأة بأنها عبارة عن أكفان وبعض البسكويت ومجموعة كراتين من الأدوية، والتي لم ترتقِ إلى مستوى المساعدات الطبية والغذائية والإيوائية.. يا لهذا الخذلان العربي والعار الأبديّ! الذي سيظل يلاحقكم يا قادة العرب.. رحل عنا أحبة وأهل لنا في غزة وتركوا لنا الحسرات، والأنين عند المصابين والمشردين، 10000 قتيل من الأطفال والنساء والمسنين، و4022 جريحًا، فهل انتهى الأنين؟ ما زال هناك أنين يُسمع ويرجع صداه.

سمع الأنين ووصل إلى كل المعمورة من شدة القصف وهول الكارثة وكثرة الضحايا والمصابين والقتلى، ونحتسبهم شهداء عند الله، وتركوا لنا في النفس غُصة، وقادتنا العرب، منهم من ندد، ومنهم من استنكر، ومنهم من اعترض، ومنهم من طالب بوقف الحرب، ومنهم من التزم الصمت، وبعضهم ألقى خطابًا باهتًا، لكون لسانه أنّبه وعاتبه وليس ضميره، فكان أحسنهم أن يكون أفضلهم.

سيكبر حجم الأنين ليس في غزة أو فلسطين، ولكن بعد أن نفقد كرامتنا في فلسطين، ولم نستطع وقف أنين أهلنا في غزة.. فالأنين اليوم  يستجدي الحياة من أهلنا في فلسطين الذين يقاومون العدو الصهيوني، وغدًا سيسمع الأنين من كل مكان في الوطن العربي، وساعتها لن نجد من ينقذنا.

المهمة لن تنتهي ياسادة أنصتوا جيدًا ثمة أنين يستجدي  الحياة، هل تسمعونه..؟ السؤال هنا ليس لرجال الإنقاذ.. السؤال هنا للقادة العرب، للجامعة العربية، الطفل والمرأة الفلسطينية العربية تستجدي الحياه فقط لإنقاذهم، راضين بقليل من الخبز والدواء والإيواء بعد تهدم منازلهم، لتدب الحياة فيهم، ويعودون ليقاوموا المحتل الإسرائيلي نيابة عنا نحن العرب.. فهل سُمع الأنين؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى