البنتاجون انخرط في الحرب على غزة بمستويات غير ملحوظة

> لندن "الأيام" «القدس العربي»:

> ​ انخرطت الولايات المتحدة في تقديم الدعم العسكري  لإسرائيل في حرب الإبادة التي تنفذها ضد الفلسطينيين بعد أحداث 7 أكتوبر 2023. ويتخذ الدعم العسكري أشكالا ومستويات من توفير الذخيرة الحربية إلى المساهمة في مواجهة حركات مثل الحوثيين أو الردع ضد حزب الله. ويعد هذا الدعم أساسيا لرفع المعنويات المنهارة لجيش الكيان.

وتوفر واشنطن الدعم السياسي اللامشروط لإسرائيل في حرب الإبادة التي تشنها على الفلسطينيين، ولعل أبرز هذا الدعم هو عرقلة أي قرار أممي يدين إسرائيل في مجلس الأمن، ومعارضة أي قرار أممي يطالب بوقف إطلاق النار، ثم تبرير حرب الإبادة من خلال القول بأن لإسرائيل الحق في الرد على عمليات 7 أكتوبر،  لكنها لا تتطرق بشكل واضح إلى موضوع قتل المدنيين.

وكان الاعتقاد السائد هو المستوى العالي لقوة جيش الكيان الذي كان يدعي أنه لا يعتمد على المساعدة العسكرية لأي دولة أخرى بما فيها الولايات المتحدة. غير أن الأحداث  أبرزت مدى هشاشة جيش الكيان، والحاجة الملحة إلى المساعدة العسكرية العاجلة ليست فقط الذخيرة بل كذلك التخطيط والمشاركة المباشرة أحيانا.

وهرعت دول غربية على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا لتقديم الدعم العسكري لجيش الاحتلال رغم أنه يواجه حركة مسلحة تتوفر على تسلح محدود ولا يواجه جيشا نظاميا قويا. وإذا كانت واشنطن تعلن عن الدعم العسكري دون تقديم معلومات دقيقة عن كل أنواع العتاد، فالدول الأوروبية تلتزم الصمت حول المساعدة العسكرية تجنبا لاعتراض من الرأي العام الأوروبي خاصة في ظل ارتفاع قتل إسرائيل للمدنيين.
ويمكن رصد أربعة أنواع من الدعم الأمريكي العسكري المباشر اللوجيستي والحربي الميداني لجيش الكيان الإسرائيلي، وهذه الأنواع هي:

الردع العسكري:

تتخوف الولايات المتحدة والغرب برمته على مصير ومستقبل إسرائيل، وأصبح الاعتقاد السائد هو ضعف الكيان في مواجهة «الأعداء» المحيطين به في المنطقة. وتطبيقا للردع العسكري، أرسلت الولايات المتحدة إلى منطقة الشرق الأوسط سفنا حربية من حاملات طائرات ومدمرات.

والتوزيع الحالي للأسطول الحربي الأمريكي للردع هو على الشكل التالي: تتولى حاملة طائرات فورد مراقبة مياه شرق المتوسط بما فيها القوات الروسية بسبب حرب أوكرانيا. في الوقت ذاته، تتعزز هذه المراقبة بسفن حربية أخرى منها سفينة ميسا فيردي الحديثة USS Mesa Verde (LPD-19) المتواجدة في شرق المتوسط. بينما تتولى حاملة الطائرات أيزنهاور من البحر الأحمر رفقة ثلاث سفن حربية مراقبة منطقة الشرق الأوسط خاصة الحدود الجنوبية، حيث تتواجد مسبقا كل من سفينة باتان Bataan (LHD-5)، وسفينة Carter Hall (LSD-50) شمال البحر الأحمر.

وهذه هي السفن التي تتواجد فيها قوات المارينز المستعدة للتدخل في نزاع قطاع غزة إذا دعت الضرورة مثل اتساع رقعة الحرب. كما تتواجد في المنطقة غواصات المرافقة لحاملة الطائرات ثم غواصة استثنائية تعمل بالدفع النووي وهي من نوع أوهايو تحمل عشرات من الصواريخ المجنحة والباليستية.
  • المراقبة العسكرية:
إذا كانت السفن الحربية تتواجد للردع، فهناك مستوى آخر من المشاركة بتوفير المعلومات للجيش الإسرائيلي، أي دور الاستطلاع. في هذا الصدد، توجد عدد من الأقمار الاصطناعية الأمريكية مركزة على قطاع غزة ومنطقة الشرق الأوسط وخاصة الجنوب اللبناني لرصد كل التحركات.

وتشارك في هذه العملية طائرة «ب 8  يوسيدون» التي تجوب الأجواء بشكل مستمر. كما تقوم طائرات بدون طيار بالتحليق بشكل مستمر في أجواء قطاع غزة تحت ذريعة البحث عن الأسرى لدى الفلسطينيين. كما تراقب طائرات التجسس مناطق تهدد الكيان مثل اليمن. وقد نجحت القوات الحوثية في إسقاط طائرة الاستطلاع «إم كيو 9 ريبر»، وهي من الطائرات المسيرة الأكثر تطورا في العالم.
  • المشاركة العسكرية المباشرة:
ينخرط البنتاغون في الحرب مباشرة ولكن على مستويات غير ملحوظة. وعلى رأس هذه المشاركة هو اعتراض الصواريخ والمسيرات التي يطلقها الحوثيون على إسرائيل. وكان وهكذا، تفاجأ العالم يوم 19 أكتوبر من إعلان البنتاغون إسقاط أربعة صواريخ مجنحة وكذلك مسيرات في عرض البحر الأحمر كانت تقصد على ما يبدو إسرائيل. وتبين بالفعل أنها كانت تستهدف ضرب أهداف إسرائيلية. وتكررت عمليات القصف، وتعلن إسرائيل اعتراض بعض الصواريخ، لكن الراجح هو قيام السفن الحربية الأمريكية بهذا الدور. إذ يوجد في البحر الأحمر حاملة طائرات إيزنهاور وأكثر من خمس سفن أخرى متوزعة على مجموع هذا البحر، ولا مهمة لها الآن سوى اعتراض هذه الصواريخ.

هذه تعتبر من المعطيات العسكرية الأمريكية التي جرى رصدها، في حين أن ما لم يتم الكشف عنه فهو كثير، ولكن يظهر مع مرور السنوات. وتعلن الولايات المتحدة عن مشاركتها التي تعتبرها محدودة، في حين تقدم دول أوروبية الكثير من المساعدة وسط تكتم كبير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى