كيف تبدو المدينة الناجحة؟

> عدن المستعمرة البريطانية السابقة منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا وهي "محلك سر"، لكن ما الذي يجعل المدينة مزدهرة وحية وتملأها الراحة والرفاهية؟ ما هي العلامات التي يمكننا من خلالها استنتاج ما إذا كانت المدينة تعيش وتتطور أو تموت؟ وماذا يستطيع الإنسان أن يفعل لمدينته؟

أعتقد أنه ليس من الصعب أن يحترم المرؤ نفسه والناس والمدينة، من خلال عدم رمي القمامة وأعقاب السجائر وأوراق القات وزجاجات الماء والأكياس في شوارع المدينة، وعلى ضفاف الشواطئ والجبال، فالأمر ليس صعبًا للغاية، ولكن سيكون من العوامل اللطيفة التي تساعد على عيش الجميع في مدينة نظيفة وحضارية.

من المستحيل جعل مدينة عدن مريحة ونظيفة وآمنة، دون مكافحة الفساد وسيطرة ورقابة الدولة على الموارد المالية والاتصال المباشر مع السكان، والسؤال هو لماذا لا توجد اليوم في عدن منصات رسمية تفاعلية، حيث يمكن للجميع ترك مقترحاتهم وتفاعلاتهم وملاحظاتهم وشكاويهم عبر الإنترنت في أمور المدينة، أو مثلًا المشاركة في تصويت إليكتروني لتنفيذ مشاريع معينة، ما يخلق صورة إيجابية للمدينة وطنيًا ودوليًا.

إن جميع المدن الصغرى والكبرى في العالم تعتبر رأس المال البشري موردًا رئيسيًا للتنمية، فلا شيء يؤثر على تكوين الشخصية أكثر من البيئة التي يعيش فيها الإنسان، لذلك لابد لقيادات المدينة أن تعطي اهتمامًا خاصًا بالمجال الاجتماعي والرعاية الصحية والتعليم والتوعية الإعلامية، وكذلك فتح "مدرسة عدن الإلكترونية"، وهو مشروع يجمع بين أساليب المدرسة التقليدية والتقنيات الرقمية الحديثة، حيث أصبح هذا الأسلوب أكثر شعبية في بلدان وعواصم أخرى حول العالم.

لماذا لا يتم إيلاء اهتمام خاص لقضايا جذب الاستثمار والسياحة، وتفعيل دور الميناء والمطار وأمن الطاقة، من أجل تزويد المدينة بالتطورات الجديدة، وكذلك بإمدادات طاقة موثوقة وثابتة، من خلال مخطط بناء محطات كهربائية جديدة، كذلك بناء محطة معالجة الصرف الصحي، والتي ستجعل من الممكن تغطية المدينة وضواحيها ومناطق التطوير الجديدة بنظام صرف صحي مركزي.

أين هي الأفكار حول كيفية تحسين البيئة الحضرية من محطات الحافلات، وإعادة ترميم المعالم الأثرية والقلاع والفنادق والمتاحف والمطاعم السياحية المدمرة، أين نحن من ثقافة فن الشارع، من رسم اللوحات الجميلة بأنواعها والنحت والمصنوعات التقليدية، فالثقافة الفنية تساهم في حل النزاعات وراحة النفس.

كل مدينة لديها مركز عصري وتاريخي، وهناك إجماع عام في عدن على الرغبة في إنشاء هذه المناطق وخاصة التاريخية منها، فالمدينة لديها شواهد على ذلك في شوارع المشاة والمباني التاريخية ومقاهي الشوارع والأزقة والمعالم الأثرية، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون للجزء التاريخي بنية تحتية خاصة به، ومتجانسة مع متطلبات العصر على شكل مبانٍ مرممة، حيث بالعادة يصبح الجزء القديم من أي مدينة موضوعًا للتحول والجذب والاستثمار، فهذه الأماكن مهمة جدًا لأنها المناطق التي يتدفق إليها السياح أولًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى