معاريف: “أنتم شرقي النهر وهم غربيه”.. حين تفسر إسرائيل العبارة للزعماء العرب

> «الأيام» القدس العربي:

> التأييد غير المتحفظ من بلينكن وبايدن لإقامة دولة فلسطينية يعبر عن موقف وزارة الخارجية الأمريكية، التي تبدي فشلاً منهاجياً في الساحة الشرق أوسطية منذ العام 1948 وحتى اليوم. لم يكن الملك حسين شريكاً في هذا الموقف. عندما علم بالخطوات نحو اتفاق أوسلو، قال لرئيس الموساد في حينه، شبتاي شفيت، إن إقامة دولة فلسطينية سيشكل حكم إعدام للنظام الهاشمي. ونقلت قيادة الجيش الأردني لقيادة الجيش الإسرائيلي رسالة مشابهة عند التوقيع على اتفاق السلام في أكتوبر 1994.

يمكن أن نتعرف على موقف العرب تجاه الفلسطينيين من مؤتمر الجامعة العربية و”منظمة التعاون الإسلامي” في 11 تشرين الثاني 2023 حين منعت السعودية والإمارات والبحرين والمغرب ودول أخرى، مشروعاً إيرانياً – فلسطينياً لتعليق العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية والسياحية مع إسرائيل. كما أن الدول العربية لم تحرك عضلة عسكرية أو اقتصادية من أجل الفلسطينيين في الحرب الحالية، كما حال حروب إسرائيل كلها ضد إرهاب م.ت.ف وحماس. فالدول العربية تغدق على الفلسطينيين هذراً معانقاً، لكن بفعل غير مبالٍ حتى معادٍ، وتمتنع عن خطوات جوهرية لإقامة دولة فلسطينية.

لماذا لا يشارك الزعماء العرب في تطلع وزارة الخارجية الأمريكية لدولة فلسطينية. بخلاف وزارة الخارجية الأمريكية، لا يتعاطى الزعماء العرب مع الفلسطينيين على أساس سيناريوهات مستقبلة وتخمينية، بل على أساس سلوك موثق، بما في ذلك عض اليد التي تمد المساعدة. فمثلاً، في الخمسينيات تعاونت القيادة الفلسطينية (عرفات ومحمود عباس) مع “الإخوان المسلمين” في أعمال الإرهاب ضد المضيفة المصرية. وفي الستينيات اتخذت أعمال إرهاب ضد المضيفة السورية، وفي 1968 – 1970 أشعلت حرباً أهلية في الأردن لإسقاط الحكم. وفي 1970 – 1982 تسببت بعدة حروب أهلية في لبنان وحاولت السيطرة على بيروت. وفي 1990 ساعدت غزو صدام حسين للكويت، رغم أنها كانت المضيفة العربية الأكثر سخاء لـ 400 ألف فلسطيني.

يمنح الزعماء العرب وزناً كبيراً لتعاون القيادة الفلسطينية المنهاجي مع جهات خارقة للقانون، متطرفة ومحرضة كألمانيا النازية والكتلة السوفياتية ونظام آيات الله وصدام حسين و”الإخوان المسلمين” وكوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا ومنظمات إرهاب في أرجاء العالم. وعليه، فإنهم يرون في الفلسطينيين نموذجاً للتآمر والإرهاب ونكران الجميل والخيانة العربية. هم على وعي بتداعيات الدولة الفلسطينية غربي نهر الأردن؛ التي ستؤدي إلى إسقاط الحكم الهاشمي شرقي النهر؛ وستحول الأردن إلى دولة لا حكم فيها، ومنصة أخرى للإرهاب الإسلامي. وستكون ذخراً استراتيجياً لنظام آية الله “الإخوان المسلمين” و”داعش” ممن سيعملون على إسقاط النظام في السعودية وباقي دول النفط العربية؛ وستشكل تهديداً على توريد النفط وأسعاره وتشويشاً للتجارة العالمية؛ وستكون دمية لإيران و”الإخوان المسلمين”، والصين وروسيا، وضرراً جسيماً لاقتصاد وأمن الولايات المتحدة.

بخلاف وزارة الخارجية الأمريكية التي تعتقد بأن الإرهاب الفلسطيني يوجهه اليأس، يفهم الزعماء العرب بأنه توجهه رؤيا يكون تحققها مشروطاً باقتلاع “الكيان الصهيوني” غربي النهر والنظام الهاشمي شرقه. وزارة الخارجية الأمريكية مقتنعة بأن الفلسطينيين قد يضحوا برؤياهم على مذبح رفع هام لمستوى المعيشة والتعايش بسلام، بينما الزعماء العرب واعون بمركزية رؤيا القيادة الفلسطينية.

وختاماً، إن إقامة دولة فلسطينية من جهة، وقيام مصالح الولايات المتحدة من جهة أخرى، هما الأمر ونقيضه.

يورام أتينغر

 معاريف

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى