> «الأيام» القدس العربي :

الشعب وحده مقتنع بأنها مسألة وقت إلى أن يخرج لنا بايدن ببطاقة حمراء. مساء أول أمس، حين اقتبس الرئيس الأمريكي كمن يقول إن إسرائيل “تفقد تأييد العالم بسبب القصف العشوائي”، وأضاف أن “على نتنياهو اتخاذ قرارات صعبة”، كان يبدو أن لحظة الحقيقة حانت.

غير أن فحصاً دقيقاً لأقوال الرئيس أظهر أنها أخرجت تماماً عن سياقها. عملياً، نقل بايدن الرسالة المعاكسة لتلك التي نسبت له. والذنب بالمناسبة هو ذنب واحد من مراسلي البيت الأبيض.

فعلى الرغم من انتقاده لتركيبة الحكومة اليمينية، لم يكن في أقواله أي جديد. فهذه ذات الأقوال التي أطلقها منذ فوز نتنياهو قبل سنة. من هذه الناحية، لم تقدم الحرب ولم تؤخر شيئاً. وبالنسبة للتأييد الدولي لإسرائيل، قال بايدن إنه بدأ ينخفض وليس كما اقتبس. هكذا تأتي الأقوال في المحضر الكامل من البيت الأبيض.

الأهم – سياق هذه الجملة كان العكس بالضبط، إذ شدد الرئيس على أن “الولايات المتحدة ليست وحدها من تؤيد إسرائيل، بل والاتحاد الأوروبي، ومعظم دول العالم. لكنهم يدعون بفقدان التأييد للقصف العشوائي الجاري”. هذه كانت الجملة الأصلية، وتبدو مختلفة تماماً عما نشر في البداية.

فضلاً عن كل شيء، فإن محور تصريحات بايدن كلها بينت أن تأييد الولايات المتحدة لإسرائيل ولهدف الحرب غير متحفظ.

في حديث مع المتبرعين وفي كل احتفالات “الحانوكا” أيضاً، شدد بايدن على أن “هذه (الحرب) تهديد وجودي على إسرائيل. أمام إسرائيل قرار صعب تتخذه. ولبيبي قرار صعب. لا جدال في الحاجة للتصدي لحماس. لا جدال في هذا. لا جدال. لا شيء. لهم كل الحق… لكننا اليوم لا نعتزم عمل شيء غير الدفاع عن إسرائيل في العملية. لا شيء آخر”.

وقول آخر لهذه الروح: “يوجد الكثير مما يجب عمله. أولاً وقبل كل شيء، عمل كل ما في وسعنا لنلقي المسؤولية على حماس. كل ما يمكن أن نفعله. هم حيوانات. حيوانات. هم خرجوا عن كل ما فعلته كل مجموعة إرهابية أخرى في الزمن الأخير الذي أتذكره. لا أحد، لا أحد في الكرة الأرضية الخضراء يمكنه أن يبرر ما فعلته حماس. هم شعب متوحش، بشع، غير إنساني، ويجب تصفيتهم”.

ومن هذه الناحية، بايدن معنا. وليس بالكلام فقط، بل في قطار جوي من الذخيرة لا يتوقف، بما في ذلك التفافات بيروقراطية وغيرها، كي تواصل الطائرات المحملة الهبوط هنا.

الفجوة، إذن، ليست في الجانب العسكري بل الإنساني. هنا بايدن يشدد جداً على طلب إدخال المؤن، وبالأساس الضغط في موضوع الوقود. هذه الوسائل تساعد أيضاً الجهد العسكري لحماس وتبين للجمهور بأنها لا تزال هي رب البيت على الموارد التي تدخل إلى القطاع؛ بمعنى أنها لم تنهر بعد. إذا وجدت مشكلة مع بايدن فإنها محصورة في هذا التضارب.

أرئيل كهانا
إسرائيل اليوم