صحيفة عبرية: “عُذّبنا ما لم يعذَّبه أحد في العالم”.. شهادات مدنيين غزيين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي

> «الأيام» القدس العربي:

> سكان غزة الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي خلال حربه في القطاع ثم أحضرهم إلى إسرائيل، تحدثوا لقناة “الجزيرة” عن ظروف اعتقال قاسية جداً. فقد تحدثوا عن عنف شديد استخدم ضدهم، وأضاف بعضهم بأنهم رأوا أشخاصاً ماتوا أثناء الاعتقال. حسب الشهادات، كان هؤلاء الغزيون في فترة الاعتقال مكبلين، وعيونهم معصوبة طوال اليوم، وقال عدد منهم إنهم بقوا في هذا الوضع مدة أربعين يوماً – شهادات تتطابق مع ما نشرته “هآرتس” أول أمس عن ظروف اعتقال الغزيين في قاعدة “سديه تيمان” قرب بئر السبع. وقالوا أيضاً إن كثيرين منهم أطلق سراحهم وهم حفاة وبدون إعادة بطاقات الهوية والأموال التي كانت في حوزتهم عند اعتقالهم.

المقابلات التي نشرت في “يوتيوب” تحدث فيها الغزيون الذين أعيدوا إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم. عدد ممن أجريت معهم المقابلات أظهروا جروحاً على مرافق الأيدي نتيجة التكبيل المستمر. “لم يهتموا بنا. عصبوا عيوننا 40 يوماً. مارسوا علينا ساديتهم كل لحظة. هذه العلامات بسبب الأصفاد الحديدية. قاموا بتعليقنا وكهربتنا”، قال أحد المعتقلين. وقال هذا الشخص إن الجنود صوروهم. “وصل جنود كبار في الجيش وتصوروا معنا، وقالوا إن هؤلاء أسرى حماس. وفي المرة الثانية، جاءوا وصوروا وقالوا: “هؤلاء أسرى، ونحن نطعمهم ونسقيهم”، لكنهم لم يطعمونا أو يسقونا. نجلس على ركبنا من الخامسة صباحاً حتى 12 ليلاً”. حسب قوله، “أثناء الاعتقال تم أخذهم إلى عدة مواقع عسكرية، وهناك ضربونا وبصقوا علينا وبالوا علينا أيضاً”.

قال أحد المحررين إنه اعتقل أثناء مكوثه في بيته بحيّ الزيتون في مدينة غزة. وسلم نفسه للجيش بناء على طلب الجنود. “خرجنا وسلمنا بطاقات هوياتنا. ربطونا وأخذونا، رمَونا على الأرض 3 أيام في البرد الشديد ليلاً”، قال في المقابلة. ثم تابع: “نقلونا إلى منشأة اعتقال. قاموا بتعذيبنا وقالوا لنا: أنتم حماس؟ فأجبنا لسنا حماس. عندما قلتم لنا أن نحضر بطاقات الهوية أحضرناها وسلمنا أنفسنا. لو كنا حماس لهربنا”. “لقد عذبونا بشكل لم يره أحد في العالم. كانوا لا يسمحون لنا بالنوم إلا في الثانية فجراً ثم يقظوننا في الخامسة فجراً. حينها كانوا يطلبون منا الجلوس على ركبنا مدة 24 ساعة. وكانوا يدوسون علينا ويكسرون العصي على أجسادنا”. شخص آخر قال أيضاً إنهم كانوا يجلسوهم على ركبهم لساعات. وقال آخر إنهم “ضربونا بعصي من الحديد، وشتمونا. “قالوا لنا: أنتم حماس، ومخربون، وأنت ابن زانية”، قال معتقل آخر وقال الشتيمة باللغة العبرية.

الذين أجريت معهم المقابلات تحدثوا عن إهمال طبي. “كان هناك أشخاص مرضى قلب وسكري، ولم يعالجوهم”، قال أحد المعتقلين. وقال إنه يعرف شخصاً توفي أثناء الاعتقال. وقال معتقل آخر إنه كان معه اثنان توفيا -حسب قوله- بسبب البرد والإهمال الطبي.

رداً على ذلك، جاء من المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي: “بخصوص الادعاءات حول المس الجسدي بالمعتقلين، يجب التأكيد بأنه يجري في المعتقل الأمني يومياً فحص طبي للمعتقلين الذين يحتاجون إلى ذلك، ويمكن للمعتقلين الحصول على العلاج في المعتقل، وعند الحاجة يتم نقلهم إلى العلاج في مستشفى المعتقل. يحصل جميع المعتقلين على ثلاث وجبات في اليوم، ويمكنهم الوصول إلى الماء. وتعطى لجميع المعتقلين بطانية وفرشة وملابس. أما بخصوص الادعاءات حول الكدمات نتيجة التكبيل، فيجب التوضيح بأنه يتم تكبيلهم حسب مستوى خطرهم ووضعهم الصحي، وحسب تقدير الوضع الذي يقوم به قائد المعتقل. لا يُعلَّقون من أيديهم بأي شكل من الأشكال في المعتقل.

“الجيش الإسرائيلي يعمل وسيواصل العمل حسب القانون الدولي. نقوم بفحص ادعاءات حول خرق قوانين الحرب. ويجب التأكيد أيضاً بأن القانون الإسرائيلي يتضمن تعليمات تنظم ظروف حبس المعتقلين في منشآت الاعتقال، والجيش الإسرائيلي يعمل طبقاً لذلك”.

هاجر شيزاف

 هآرتس

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى