> أعلن التلفزيون الإيراني السبت أن رئيس البلاد إبراهيم رئيسي ناقش مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي عودة العلاقات الدبلوماسية وهو ما اثأر استغراب المراقبين، حيث تأتي هذه المحادثات في ذروة تصعيد الحوثيين المدعومين إيرانيا في البحر الأحمر والذي انعكس على حركة الملاحة في قناة السويس وتسبب في خسائر مالية للقاهرة.

وبالرغم من الخسائر الكبيرة المتوقعة للاقتصاد المصري بسبب انخفاض حاد متوقع في إيرادات قناة السويس إلا أن مصر مازالت مترددة في الانضمام إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وكذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وذكر التلفزيون الإيراني أن الرئيس إبراهيم رئيسي أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي. والتقى الرجلان في نوفمبر للمرة الأولى وذلك على هامش القمة العربية – الإسلامية المشتركة غير العادية في الرياض.

وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بأن “رئيسي قال إن إيران مستعدة لتقديم كل إمكاناتها لوقف الإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام الصهيوني وإرسال المساعدات إلى الفلسطينيين”. وكانت العلاقات بين القاهرة وطهران متوترة بوجه عام خلال العقود الماضية لكن البلدين حافظا على بعض الاتصالات الدبلوماسية. وتأتي المكالمة الهاتفية في أعقاب تحركات أخرى قامت بها دول في المنطقة لتخفيف التوتر في الأشهر القليلة الماضية.

واستأنفت السعودية وإيران العلاقات الدبلوماسية في وقت سابق من العام بينما أنهت مصر خلافها مع قطر وأعادت العلاقات مع تركيا. لكن ملف إعادة العلاقات مع طهران ظل يراوح مكانه في حين يقول مراقبون إن إيران تبدي حماسا أكبر من مصر إذ تخرج الإشارات الإيجابية عادة من طهران، انطلاقا من أنها هي من قطعت العلاقات مع مصر وليس القاهرة.

وفي مايو الماضي، وجّه الرئيس الإيراني وزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز العلاقات مع مصر. وفي الشهر ذاته نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن المرشد الإيراني علي خامنئي قوله إن طهران ترحب بتحسين العلاقات الدبلوماسية مع مصر، وذلك خلال لقائه بسلطان عُمان هيثم بن طارق آل سعيد.

وجاءت المباحثات بين السيسي ورئيسي في ظل توتر في البحر الأحمر حيث عطلت الهجمات الحوثية حركة الملاحة الدولية، وهو ما دفع الولايات المتحدة لتشكيل قوة دولية للتصدي لتلك الهجمات. لكن الغريب كان غياب الدول المطلة على البحر الأحمر عن هذه القوة في حين تعتبر البحرين البلد العربي الوحيد المشارك فيها.

وتشير تقارير صحفية إلى أن الأضرار الاقتصادية التي لحقت بإسرائيل جراء الهجمات الحوثية  تتضاءل مقارنة بخطر الأضرار التي تلحق بمصر. وقالت صحيفة “يسرائيل هايوم”، “ستتضرر مصر بشدة بسبب تعليق حركة المرور في قناة السويس، فإغلاق حركة المرور في البحر الأحمر سيضع مصر وكذلك الأردن في حصار بحري كامل”.

وأضافت “أدى تزايد تهديد الحوثيين لحركة النقل في البحر الأحمر إلى إحداث هزة في سوق النقل البحري العالمي، حيث يمر نحو 30 في المئة من تجارة العالم بالحاويات، ونحو 12 في المئة من تجارة العالم البحرية في النفط، عبر باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس”.

وتابعت “بعد إعلان كبرى شركات الشحن العالمية وشركة النفط ‘بي بي’ عن تغيير مسار سفنها عبر البحر الأحمر ومنه إلى قناة السويس، تحولت الحادثة من أزمة إسرائيلية محلية إلى أزمة مصرية وعالمية".

وأطلقت جماعة الحوثي، التي تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في اليمن بعد سنوات من الحرب، منذ الشهر الماضي طائرات مسيّرة وصواريخ على سفن دولية تبحر عبر مياه البحر الأحمر، وهي هجمات تقول إنها جاءت ردا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة. ودعا البيت الأبيض مرارا إلى وقف تلك الهجمات. وقال الجمعة إن إيران "متورطة بشكل كبير" في التخطيط للعمليات ضد سفن تجارية بالبحر الأحمر، وهو ما تنفيه طهران.