لماذا تنضم البحرين إلى عمليات التحالف الدولي في البحر الأحمر؟

> «الأيام» بي بي سي:

> ​تستمر الاحتجاجات في البحرين بعد قرار المملكة المشاركة في العملية البحرية متعددة الجنسيات في البحر الأحمر، والتي أعلنت الولايات المتحدة عن تشكيلها الأسبوع الماضي لصدّ هجمات جماعة أنصار الله الحوثية التي استهدفت سفنًا تابعة لإسرائيل أو لدولٍ داعمة لها، إثر الحرب في غزة.

وتعتبر البحرين الدولة العربية الوحيدة التي أعلنت مشاركتها في التحالف المكوّن من أكثر من عشرين دولة بحسب ما أعلن البنتاجون.
وتواجه مشاركة البحرين انتقاداتٍ من قبل أفراد وجمعيات سياسية في المملكة، والتي أصدرت بيانات للتنديد بالمشاركة وطالبت الحكومة بأن تنسحب من التحالف، كما نفذت فعاليات احتجاجية في العاصمة المنامة في الأيام الماضية.

وفي تعليقٍ على استفسارات موقع "بي بي سي" عربي، أوضح متحدثٌ حكوميٌ بحرينيّ "أنّ مشاركة البحرين في التحالف تأتي بالنظر لتواجد الأسطول الخامس الأمريكي وقيادة القوات البحرية المشتركة (CMF) بالإضافة إلى قوة المهام المشتركة 153 في مملكة البحرين"، كذلك أشار المتحدث إلى الاتفاقيات الدولية المشتركة التي تحمي الممرات الاقتصادية، ومن شأنها أن تحمي ممر البحر الأحمر الذي يعدّ شريانًا حيويًّا يمر من خلاله نحو 10 في المئة من إمدادات النفط المنقولة بحرًا حول العالم و12 في المئة من إجمالي التجارة العالمية، وهي أسبابٌ دفعت البحرين للانضمام لعمليات تحالف "حارس الازدهار"، حسب قوله.
وأوضح المتحدث أنّ ضباطًا بحرينيين سيشاركون في القوات المتواجدة في المملكة من أجل دعم عمليات التحالف.

من جهته يرى المحلل المتخصص بالشأن الأمريكي إيهاب عباس أنّ البحرين ستكتسب الخبرات والمعرفة من انضمامها للتحالف، نظرًا لاحتكاكها العسكري واللوجستي مع قوى عسكرية كبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، ما يضيف لإمكانياتها العسكرية.

ويؤكد كذلك أنّ انضمام البحرين للتحالف يعبّر عن مستوى عالٍ من التنسيق بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، ويعبّر عن "علاقات ممتازة واستراتيجية لأبعد مدى ولا يوجد ما يعكر صفوها".

من جانبه، يرفض النائب السابق في البرلمان البحريني جلال فيروز، أن يكون تواجد الأسطول الأمريكي في البحرين مبررًا للمشاركة في التحالف، قائلًا إنّ الأسطول "كأيّ قاعدة أمريكيةٍ لا علاقة له بالشأن المحلي، وهي قواعد مستقلة بذاتها وليست لها تفاعلات مع الحكومة، وإذا أرادت القاعدة البحرية أن تشارك فلا حاجة لموافقة البحرين أو إذن الحكومة البحرينية".

بدوره، يقول الكاتب والباحث السياسي البحريني عبدالله الجنيد أنّ جهود الولايات المتحدة في احتواء امتدادات الأزمة المحتملة في البحر الأحمر يعتبر "قرارًا صائبًا"، معتبرًا أنّ ما يملكه الحوثيون لا يمثل تهديدًا حقيقيًّا على إسرائيل، إلاّ أنهُ يشكّل تهديدًا على حرية الملاحة على حدّ تعبيره، ومن الممكن أن تتخذ الدول المشاركة في التحالف قرارًا لصالح تحييد هذا التهديد الذي يؤثر على أمن البحر الأحمر بحسبه.

ويضيف الجنيد أنّ مشاركة المنامة في التحالف يُعدّ أمرًا طبيعيًّا نظرًا لامتلاكها الخبرات من عملياتٍ عسكريةٍ سابقة في اليمن، خلال عملية " عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل"، وهي عملياتٌ قام بها التحالف العسكري بقيادة السعودية على اليمن خلال السنوات الماضية.

ويعتبر مضيق باب المندب ممرًا يسمح للتجارة بين الشرق والغرب – بما فيها تجارة النفط - بالعبور من قناة السويس لتوفير الوقت وتكلفة التشغيل بدلًا من الدوران حول القارة الأفريقية عبر مضيق رأس الرجاء الصالح، وكانت عدةُ شركات شحنٍ قد أعلنت سابقًا عن وقف مهامها في تلك المنطقة، ما أدى لارتفاع كُلفة النقل البحري والشحن.
  • دول عربية تتغيب
يقول المحلل السياسي المتخصص في الشأن الأمريكي إيهاب عبّاس إنّه من الوارد ألا تكون هناك دعوات رسمية وّجهت لدول محددة، ويضيف " قد يكون ما حصل هو حوار مشترك بين الولايات المتحدة وبعض الدول العربية التي أبدت رغبتها بعدم المشاركة في المرحلة الحالية".

ويوضح عبّاس أنّ كلًا من السعودية ومصر تتضرران مما يحصل في البحر الأحمر، لكنهما قد لا ترغبان في المشاركة حاليًّا في العملية في البحر الأحمر، أو قد ترغبان في الانضمام في وقت ٍلاحق، ويضيف " قد لا يوجد لدى مصر والسعودية الرغبة حاليًّا في التوّرط بصراعاتٍ أخرى".

إلا أّن عدم انضمام هذه الدولة لا يؤثر على عمل التحالف ولا على العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة بحسب ما يرى عبّاس، والذي يؤكد أنّ واشنطن تعتبر العلاقات مع هذه الدول هامةً وأساسية، نظرًا لأنها تشكل ركيزةً تعتمد عليها في حل الخلافات في منطقة الشرق الأوسط والخليج.

وفيما يؤكد كلا المحللين إيهاب عبّاس من واشنطن وعبدالله الجنيد من المنامة أنّ مشاركة البحرين في التحالف لم تأتِ بمعزلٍ عن التنسيق والتشاور مع باقي الدول الخليجية، ويضيف الجنيد "المشاركة البحرينية جاءت لتمثل رأي المجموعة الخليجية في التحالف، كُلّ القرارات ذات الانعكاسات الأمنية إقليميًّا، وخصوصًا على دول مجلس التعاون، تخضع لمشاوراتٍ بينها وذلك أمرٌ طبيعيٌ جدًا".

ولم تصدر عن مجلس التعاون الخليجي أيُّ تصريحاتٍ لغاية الآن حول إنشاء التحالف أو مشاركة البحرين فيه.

ويعتبر النائب البحريني السابق جلال فيروز أنّ الولايات المتحدة هي المستفيدةُ من مشاركة البحرين في العمليات في البحر الأحمر، ويقول "الولايات المتحدة تريد أن تقول إن هناك دولًا عربيةً مشاركة"، متهمًا كذلك دولًا خليجية مجاورة بأنها دفعت المنامة للانضمام للتحالف.

ويوضح فيروز "للأسف هناك تحالفٌ لدول في الخليج، وقد أراد أن يرسم التطبيع مع إسرائيل في الشرق، ونجد أنّ هذا التحالف هو الذي دفع البحرين نحو المشاركة في التحالف الملاحي الجديد، لكن على حساب سمعتها".
  • الرياض تجنبت صراعا جديدا
أما الباحث السعودي والمتخصص في العلاقات الدولية سعد الدوسري فقال: "السعودية طالبت سابقًا الولايات المتحدة والمجتمع الغربي أن يتدخلا عندما كانت المملكة تواجه تهديداتٍ من الحوثيين، لكنّ الدول الغربية كانت متساهلةً وغير مبالية حيال تلك التهديدات"، ويضيف "لماذا الآن تتحرك الولايات المتحدة والغرب؟ عندما أصبحت العملية السلمية في اليمن قاب قوسين أن تنتهي؟".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى