​لماذا تراجع إخوان اليمن عن هدف حكم صنعاء؟

>
هناك الكثير من الأسئلة التي تطرح نفسها على كل متابع حول ما تبقى من أهداف إخوان المسلمين في اليمن على ضوء مشاريع التسوية المتداولة في المنطقة، لكن أهمها هما سؤالان:

‏هل لا يزال إخوان المسلمين يريدون العودة إلى الحكم مرة أخرى في صنعاء؟
وهل هناك من يعتقد أنهم أرادوا أو يريدون هزيمة مليشيات الحوثي و إخراجهم من صنعاء؟

في اعتقادي أن من ظن أو يظن ذلك فهو لا يدرك طريقة تفكير هذه الجماعة الموغلة في نهجها الباطني. الإخوان يريدون بل يتمنون العودة إلى الحكم في صنعاء و لكنهم أدركوا مبكرًا من بدايات الحرب وعلموا من حينها علم اليقين أن عودتهم إلى حكم صنعاء أصبحت غير ممكنة بل مستحيلة في العقود القريبة القادمة بسبب تغير الظروف محليًا وظهور قوى جديدة على الساحة سحبت البساط من تحت أقدامهم وكذلك الظروف الإقليمية والدولية التي أسقطت حكم رفاقهم في مصر وتونس و المغرب ومنعتهم في ليبيا وأخيرًا في السودان، هذه الظروف لن تسمح لهم بالعودة إلى صنعاء حكامًا أو حتى شركاء فاعلين في الحكم.

مع إدراكهم المبكر لصعوبة عودتهم للحكم، عملوا على جعل هزيمة الحوثي غير ممكنة من خلال خلخلة ما تبقى من جيش ومقاومة وطنية واستبدلوها بمقاومتهم الخاصة وشكلوا وحدات جيشهم الخاص من المعلمين و بائعي العسل والحبة السوداء وعينوهم قادة برتب عالية لنهب المال العام وبيع السلاح المقدم من دول التحالف من أول يوم و مارسوا الغدر والخيانة مع قوات التحالف العربي وحولوا الدعم المقدم للشرعية لمحاربة الحوثي وتسييله إلى استثمارات خاصة ثم سلموا المعسكرات واحدًا تلو الآخر للحوثة.

لكن هذا الهروب المنظم من ميدان المعركة لم يوقفهم عن التحريض ودعم الإرهاب في حرب أخرى ضد الجنوب وما غزوة خيبر إلا جزءًا من مسيرة غدرهم وخيانتهم للمعركة الرئيسة حيث استمروا يدفعون بأذرعهم الإرهابية لمواصلة حربهم غير المقدسة في الجنوب.

إذن إلى ماذا يسعى الإخوان الآن؟
الإجابة بكل بساطة أن هدفهم في غاية الوضوح ويمكن لأي مراقب فطن أن يستنتجه دون عناء من خلال ما يجري في الواقع اليومي من تخريب وتعطيل لإدارات السلطة في محافظات الجنوب المحررة ووضع كل العراقيل أمامها مع بؤس وفشل بعض القائمين عليها، ومنع تيسير تسيير خدماتها من خلال بقاياهم في الشرعية مع توسيع نطاق الفوضى ونقلها من محافظة إلى أخرى، وإعاقة كل المبادرات الوطنية والإقليمية لتوحيد الجنوبيين.

الهدف الرئيس من كل هذا في هذه المرحلة بالنسبة للإخوان باختصار هو تدمير وتمزيق الجنوب بالذات الانتقام من هذا الشعب الذي رفضهم، رافعون شعار أما جنوب يمني أو تقسيم الجنوب أي "أما وحدة يمنية أو لا جنوب موحد" .

لذلك، هكذا يدير الإخوان المشهد ويتآمرون بعد أن ضمنوا أنهم سينعمون بالثروات التي نهبوها على حساب دماء الأبرياء التي حولوها إلى أرصدة بنكية وطاروا بها إلى تركيا وماليزيا والقاهرة وبعض أوروبا، ليهنأوا بها بعد أن ألحقوا أولادهم في المدارس والجامعات و تركوا قواعدهم البائسة في مهب الريح و الفقر، بينما أصبحت أعمالهم الخاصة مستمرة دون عوائق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى