​صحيفة: روسيا تغرد خارج السرب حول التهديدات في البحر الأحمر

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
أظهرت حوادث اعتراض الحوثيين للسفن في البحر الأحمر، مدى التأثير الذي نجحت فيه إيران وحماس، على بعض الدول الأخرى التي ترغب في استغلال هذه القضايا لأسبابها الخاصة للرد على الغرب.

هكذا يسلط تحليل لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في نسختها الإنجليزية على الموقف الروسي من الهجمات الحوثية، التي أرجعها إلى العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وخلال الأسابيع الأخيرة، شن الحوثيون المدعومون من إيران هجمات بمسيرات وصواريخ على سفن أثناء إبحارها قبالة سواحل اليمن.

وردًّا على هجمات الحوثيين، رفضت بعض أكبر شركات الشحن في العالم العبور عبر قناة السويس، مما أدى إلى تعقيد التدفقات بين أوروبا وآسيا وإجبار بعض السفن على سلوك الطريق الأكثر تكلفة حول رأس الرجاء الصالح.
ويطل الساحل اليمني على مضيق باب المندب، وهو ممر ضيق يقع بين اليمن وجيبوتي عند أقصى جنوب البحر الأحمر ويفصل شبه الجزيرة العربية عن أفريقيا.

ويعد مضيق باب المندب شريانا استراتيجيا للنقل البحري إذ تمر عبره 12 % من التجارة العالمية، وفقًا للغرفة الدولية للتجارة البحرية.
ووفق التحليل: "بدأت المزيد من الدول تدرك التهديد الذي يشكله الحوثيون المدعومين من إيران على الشرق الأوسط والاقتصاد العالمي، بعد أن زادت هجماتهم وتهديداتهم للشحن الدولي".

ويتابع: "وعلى الرغم من أنهم حظوا بإفلات شبه كامل من العقاب حتى الآن، إلا أن الأمور في طريقها للتغيير".
ففي منتصف ديسمبر ساعدت الولايات المتحدة في إنشاء عملية "حارس الازدهار"، وهي مبادرة مشتركة للأمن البحري، يضم أكثر من 20 بلدًا، لحماية الملاحة في البحر الأحمر.

وتسلط القيادة المركزية الأمريكية الضوء على تهديدات الحوثيين، وفق التحليل، وقادت عددًا من الدول للتحدث بصوت واحد ضد التهديدات.

في 3 يناير أصدر البيت الأبيض بيانًا مشتركًا للولايات المتحدة وأستراليا والبحرين وبلجيكا وكندا والدنمارك وألمانيا وإيطاليا واليابان وهولندا ونيوزيلندا وسنغافورة والمملكة المتحدة، قال إن 44 دولة لديها إجماع واسع بشأن التهديدات في البحر الأحمر.

وحض البيان، المتمردين الحوثيين في اليمن، المدعومين من إيران، على أن "يوقفوا فورًا هجماتهم غير القانونية" على السفن في البحر الأحمر، تحت طائلة "تحمل العواقب".
وقال البيان إن الدول تقول الآن إنها "تدعو إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات غير القانونية والإفراج عن السفن وأطقمها المحتجزة بشكل غير قانوني".

وتابع: "سيتحمل الحوثيون مسؤولية العواقب إذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي والتدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الحيوية في المنطقة.. نحن لا نزال ملتزمون بالنظام الدولي القائم على القواعد، ومصممون على محاسبة الجهات الفاعلة الخبيثة عن عمليات الاستيلاء والهجمات غير القانونية".

وقال التحالف في البيان: "على الحوثيين أن يتحملوا مسؤولية العواقب إذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي وحرية انتقال البضائع في الممرات المائية الأساسية في المنطقة".

وبعد هذا التحذير، قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، إنه "لا ينبغي توقع تحذير آخر" من الولايات المتحدة وحلفائها للحوثيين، الذين يشنون هجمات على سفن في البحر الأحمر.
إلا أن روسيا، ووفق التحليل، تشعر بقلق بالغ بشأن الوضع في البحر الأحمر، لكن مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا قال، إن الروس يلقون باللوم على الحرب في غزة.

وأضاف: "ما يسمى بالتحالف البحري الدولي الذي شكلته واشنطن، على الرغم من اسمه المرتفع، (حارس الازدهار) يتكون معظمه في الواقع من سفن حربية تابعة للولايات المتحدة نفسها، وشرعية تصرفاتها من وجهة نظر القانون الدولي تثير شكوكًا جدية جدًا".

وتابع نيبينزيا: "ولذلك فإن مهامنا اليوم لا تقتصر فقط على تأكيد الإشارة الجماعية المتفق عليها في 1 ديسمبر، لجماعة أنصار الله حول عدم جواز أفعالهم، بل أيضًا تهدئة الرؤوس الساخنة في واشنطن، والذين يعتبرون الصراع الآخر في الشرق الأوسط مجرد جزء من لعبتهم الجيوسياسية".

ويعلق التحليل على ذلك بالقول: "يبدو أن هذا يبرر الهجمات".
ويضيف:"هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر، ودافعت تل أبيب عن نفسها، واختار الحوثيون المدعومون من إيران مهاجمة السفن بشكل غير قانوني، ولكن يبدو أن روسيا تحمل إسرائيل المسؤولية عن الهجمات".

ويتابع: "هذا يترك تساؤلات حول ما قد يحدث بعد ذلك في البحر الأحمر، وهل ستكون الدول مستعدة للتحرك فعليًا ضد الحوثيين؟ أم سيستمر الحوثيون في تحديد الزمان والمكان لمهاجمة السفن؟".

ويحذر قائلا:"إذا امتنعت معظم الشركات عن الشحن، فكل ما على الحوثيين فعله هو انتظار مرور أي سفينة وإطلاق بضعة صواريخ، ويمكنهم بعد ذلك أن يزعموا مرة أخرى أنهم انتصروا من خلال اعتراض التجارة الدولية.. وهذا يوضح كيف يمكن للوكلاء المدعومين من إيران اختيار مكان الهجوم ونادرًا ما يعانون من تداعيات".

ويخلص التحليل بالقول: "الدول التي كان من المحتمل أن تدين هذه الهجمات قبل عدة سنوات، بما في ذلك روسيا، أصبحت الآن تميل إلى إلقاء اللوم على العمليات الإسرائيلية في غزة".
وسبق أن دعت روسيا مرارًا إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الأسرى لدى "حماس"، وتوصيل المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة الذي تقصفه إسرائيل بشكل مكثف.

كما ألقت روسيا مرارًا باللوم في الأزمة الحالية على إخفاق الدبلوماسية الأمريكية.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات الروسية في الشرق الأوسط تشمل جميع الأطراف الرئيسة، بما في ذلك إسرائيل وإيران وحماس والسلطة الفلسطينية، التي لا تملك سوى سلطة محدودة في الضفة الغربية المحتلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى