واشنطن تسعى لإقناع أردوجان بدعم خطة غزة ما بعد الحرب

> أنقرة "الأيام" العرب:

> ​مثلت تركيا النقطة الأولى في الجولة الإقليمية لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بهدف حشد دعم أنقرة لخطط حول كيفية حكم غزة بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، حسبما قال مسؤول أميركي كبير للصحافيين المسافرين مع بلينكن.

ويمثل الاهتمام الأميركي بأنقرة وموقفها من مرحلة ما بعد الحرب فرصة أمام بلينكن لتخفيف التصريحات العنيفة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد إسرائيل وطمأنته إلى أن بلاده ستكون على اطّلاع على ما يجري التخطيط لتنفيذه.

واجتمع بلينكن مع أردوغان السبت بعد أن تحدث مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان قبل ذلك.

ويرى أردوغان، الذي لم ينجح في لعب دور الوسيط بين الإسرائيليين وحماس، أن إسرائيل “دولة إرهابية” وحماس “حركة تحرير”.

ويقول مراقبون إن بلينكن سيسعى لتأكيد موقف بلاده الحاسم تجاه وضع حماس ما بعد الحرب، وإنها لن تكون بأيّ شكل جزءا من الترتيبات التي يجري تحضيرها بعلم ونقاش ومتابعة من أطراف إقليمية ومنها تركيا، مشيرين إلى أن الرسالة الأميركية مزدوجة، فهي من جانب تؤكد لأردوغان أن ورقة حماس قد احترقت ولا يمكن الرهان عليها، ومن جانب آخر دفعه إلى إقناع حماس بالتعاطي إيجابا مع الوضع المستجد.

ولم تكن التحذيرات التي قد يكون نقلها بلينكن إلى حماس عبر أردوغان جديدة، فقد سبق أن تلقتها من جهات أخرى مثل مصر، التي تسعى عبر مبادرتها لإقناع الحركة بالخروج بأخف الأضرار من الحرب، أي الانسحاب من الحكم مقابل ضمانات بعدم استهداف قادتها.

وكانت رويترز قد نقلت قبل فترة عن مصدرين أمنيين مصريين، لم تسمّهما، قولهما إن حماس وحركة الجهاد الإسلامي “رفضتا اقتراحا مصريا بترك السيطرة على قطاع غزة مقابل وقف دائم لإطلاق النار”. وذكر المصدران أن حماس والجهاد رفضتا تقديم أيّ تنازل، عدا إطلاق سراح المزيد من الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.

وقال المصدران المصريان إن القاهرة قدمت إلى حماس ضمانات بعدم مطاردة أعضائها أو ملاحقتهم قضائيا، لكن الحركة رفضت تقديم أيّ تنازل.

ويرى المراقبون أن أردوغان الذي يعرف ببراغماتيته وتغير مواقفه حسب مصالح تركيا يمكن أن يضغط على حماس، التي يوجد بعض قادتها وعائلاتهم في إسطنبول، من أجل التهدئة.

وبعد هجوم السابع من أكتوبر، طلب أردوغان بشكل غير معلن من كوادر سياسيين في الحركة الفلسطينية يقيمون في تركيا مغادرة البلاد.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلينكن أكد خلال المحادثات “ضرورة منع اتساع الصراع وإطلاق سراح الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين”.

وأضاف المتحدث أن بلينكن أكد أيضا ضرورة العمل لإحلال سلام دائم وأوسع نطاقا في المنطقة يضمن أمن إسرائيل ويدعم إقامة دولة فلسطينية.

والجمعة، حددت وزارة الخارجية الأميركية مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لقاء معلومات بشأن خمسة “مسهلين ماليين” لحركة حماس يقيم ثلاثة منهم في تركيا بحسب واشنطن.

وبالتوازي مع الرسالة الموجهة لحماس، يسعى وزير الخارجية الأميركي خلال لقاءاته مع مسؤولي دول إقليمية إلى إبلاغ رسالة إلى إيران.

وقال المسؤول الأميركي الكبير إن بلينكن سينقل رسالة في جميع أنحاء المنطقة مفادها أن إدارة جو بايدن لا تريد تصعيد الصراع، لكنها سترد على الهجمات على أفرادها ومصالحها، مضيفا أن واشنطن تتوقع من الشركاء العرب نقل هذه الرسالة إلى إيران.

وبعد زيارة خاطفة إلى تركيا واليونان، يعبر بلينكن إلى الشرق الأوسط، مع توقف مخطط له في الأردن والسعودية والإمارات وقطر ومصر وإسرائيل والضفة الغربية على مدى عدة أيام.

ويشكل ملف انضمام السويد الشائك إلى الناتو السبب الثاني لزيارة بلينكن إلى تركيا.

ووافقت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي على انضمام السويد إلى الحلف ممهدة الطريق أمام هذه العملية، إلا أن بروتوكول الانضمام يجب أن يُقرّ من جانب غالبية النواب لوضع حد لحالة الترقب المستمرة منذ حوالى 20 شهرا.

وتأخذ أنقرة على السويد تساهلها المفترض حيال ناشطين أكراد أتراك لاجئين فيها واستخدام نفوذها لتعطيل تسليم أنقرة 40 طائرة مقاتلة أميركية من طراز أف – 16 وحزمات تحديث لتلك التي تملكها أساسا.

والبرلمان التركي في عطلة رسميا حتى 15 يناير الحالي. لكن يمكن للرئيس التركي أن يدعوه إلى عقد جلسة استثنائية.

ولا تعارض الإدارة الأميركية بيع طائرات أف – 16 إلى تركيا إلا أن الكونغرس يعارض ذلك حتى الآن بسبب التوترات التاريخية بين تركيا واليونان العضو أيضا في الناتو، مع أن العلاقات بين البلدين تحسنت في الأشهر الأخيرة.

وقال ميلر الأربعاء “لا نرى أنه ينبغي ربط بيع حزمات تحديث طائرات أف – 16 إلى تركيا بانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، لكن بعض أعضاء الكونغرس لهم رأي مخالف وربطوا بين القضيتين”.

وأضاف “أرى أن أفضل ما يمكن أن يحدث من أجل تحقيق تقدم.. هو أن تتحرك تركيا في أقرب وقت ممكن من أجل المصادقة على انضمام السويد”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى