بـ«سوخوي».. صنعاء ترد على التحذيرات الدولية بحشد الأتباع واستعراض القوة

> "الأيام" الشرق الأوسط:

> ​فيما تواصل الدوائر الدولية إرسال التحذيرات إلى الجماعة الحوثية في اليمن من أجل التوقف عن الهجمات وعمليات القرصنة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، رد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بدعوة أتباعه للتظاهر في مختلف مناطق سيطرته، مع استعراض القوة.

الإصرار الحوثي على الاستمرار في مغامرة تهديد الملاحة في البحر الأحمر تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، واكبه، السبت، إبلاغ هيئة بريطانية عما يشتبه بأنه محاولة قرصنة جديدة في جنوب البحر الأحمر تعرضت لها إحدى سفن الشحن.

وذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة (UKMTO) أنها تلقت تقريراً عن اقتراب ستة زوارق صغيرة من سفينة تجارية إلى مسافة ميل بحري واحد، على بعد نحو 50 ميلاً بحرياً جنوب شرقي المخا ميناء المخا في اليمن.

وفيما لم تتم رؤية أي أسلحة، وفق الهيئة البريطانية، أفادت بأن قوات التحالف الذي تقوده واشنطن تقوم بالمساعدة، وتقوم السلطات بالتحقيق. ونصحت السفن بالعبور بحذر والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.

ونفذت الجماعة الحوثية منذ 18 نوفمبر الماضي نحو 25 هجوماً ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وقبل نحو أسبوع حالت القوات البحرية الأميركية دون قرصنة إحدى السفن، ودمرت ثلاثة زوارق وقتلت على متنها 10 حوثيين على الأقل.

وألقت الهجمات الحوثية بتبعاتها على تكاليف الشحن الدولي، وصرفت كبريات الشركات لتجنب البحر الأحمر، مع وجود مخاوف دولية من تأخر سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف الشحن.

وقال وزير المالية البريطاني جيرمي هانت، السبت، إن الهجمات على السفن في البحر الأحمر قد يكون لها تأثير على الاقتصاد البريطاني بسبب زيادة الأسعار. وفق ما نقلته «رويترز».

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هجمات جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران يمكن أن تعني ارتفاع الأسعار في بريطانيا، قال هانت لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «قد يكون لها تأثير، وسنراقب ذلك بعناية شديدة».

إصرار على التصعيد

تلقف زعيم الجماعة الحوثية التحذيرات الدولية، بما فيها بيان مجلس الأمن الدولي والبيان الصادر عن 12 دولة تتصدرها واشنطن، بإرسال المزيد من رسائل التحدي، لاجئاً إلى دعوة أتباعه إلى الاحتشاد في الميادين للتظاهر، مع استعراض قوة الجماعة.

ويقول السكان في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية إن كبار القادة في الجماعة استنفروا سلطاتهم، وخصصوا مبالغ ضخمة من أجل حشد عشرات الآلاف في صنعاء وصعدة وذمار وإب وحجة والحديدة ومناطق أخرى في شمال اليمن، حيث يحاول الحوثي إبراز شعبيته من بوابة الحرب الإسرائيلية على غزة.

واستعرضت الجماعة طائرة مقاتلة من طراز «سوخوي» ومروحية فوق جموع المحتشدين في ميدان السبعين في صنعاء، الجمعة الماضي، فيما صرح كبار قادتها بأنهم لا يخشون التهديدات ومستعدون للمواجهة.

مروحية تحلق في صنعاء فوق حشود من أتباع الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)
مروحية تحلق في صنعاء فوق حشود من أتباع الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

وزعم المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام فليتة أن موقف جماعته محق ومسؤول لمساندة غزة، وأن ما يهدد المنطقة ودول حوض البحر الأحمر هي «الوحشية الإسرائيلية والعسكرة الأميركية للبحر خدمة لإسرائيل».

وأضاف فليتة في تغريدة على منصة «إكس» أن جماعته لا تقبل «من أحد أن يتعاطى معها بلغة التهديد»، وأن «على أميركا وحلفائها أن يقلعوا عن عقلية الاستكبار، وأن يدركوا أن محاولة الإخضاع بالقوة لن تجدي نفعاً»، وفق قوله.

وكانت الولايات المتحدة أطلقت في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي تحالفاً متعدد الجنسيات لحماية الملاحة في البحر الأحمر، أسمته «حارس الازدهار»، ومع ذلك استمر الحوثيون في استهداف السفن بالصواريخ والطائرات المسيرة ومحاولة القرصنة، حيث يزعمون أنهم يتصدون فقط للسفن المتجهة من وإلى إسرائيل بغض النظر عن جنسيتها.

وفي حين عاد وزير الخارجية الأميركي إلى منطقة الشرق الأوسط ضمن سعي واشنطن لعدم توسع الصراع، كان مجلس القيادة الرئاسي اليمني حذر الحوثيين من مغبة إدخال البلاد في صراع جديد ومضاعفة معاناة السكان.

وأعاد مجلس القيادة الرئاسي اليمني التذكير بأن «إرهاب الحوثيين» هو نتيجة طبيعية لتخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته في تعزيز القدرات الدفاعية للحكومة اليمنية، وردع تلك الميليشيات التي شنت على مدى السنوات الماضية العشرات من عمليات السطو المسلح والاعتداءات البحرية المفخخة ضد سفن تجارية من مختلف الجنسيات، فضلاً عن المنشآت النفطية والمصالح الوطنية، والأعيان المدنية في دول الجوار.

وتخشى الأوساط السياسية اليمنية والأممية أن يؤدي التصعيد الحوثي إلى نسف مسار السلام الذي تقوده الأمم المتحدة استناداً إلى وساطة سعودية وعمانية، خاصة وسط الاتهامات الموجهة للجماعة بأنها ليست في وارد إحلال السلام بقدر ما تبحث عن مكاسب سياسية وعسكرية واقتصادية، مع السعي لخدمة أجندة إيران في المنطقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى