المحاصرين وسط غزة: “نقترب من الموت جوعا” والطيران الحربي يستهدف كل من يتحرك

> «الأيام» القدس العربي:

> بالتوازي مع الهجمات الدموية التي تشنها قوات الاحتلال ضد مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، صعدت تلك القوات من هجماتها على مناطق وسط القطاع، التي تشهد حصارا محكما من البر والجو، أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والمصابين، الذين يصعب انتشالهم حتى اللحظة.

وتواصلت “القدس العربي” مع سكان متواجدين في مناطق وسط القطاع، التي كثفت فيها قوات الاحتلال من هجماتها خلال اليومين الماضيين، وأكدوا أن أحدا منهم لا يستطيع السير في الشوارع، وأنهم باتوا محاصرين، ويخشون على مصيرهم.

وقال أحد السكان من مخيم النصيرات، إنهم يسمعون على مدار الساعة أصوات عمليات قصف جوي ومدفعي عنيف تطال الكثير من مناطق المخيم، وأنهم يشاهدون أعمدة الدخان تتصاعد من كل مكان.

وأكد هذا الرجل الذي لجأ إلى منزل عائلة لأحد أقاربه، ويقيمون جميعا في منزل ضيق، إنهم لا يستطيعون الخروج إلى الشارع، في ظل قيام طائرات مسيرة من نوع “كواد كابتر” تحلق بكثافة فوق أجواء المخيم، باستهدافهم بالرصاص.

وأشار إلى أنه شاهد من شرفة منزله رجلا أصيب بنيران تلك الطائرات، نقل على متن عربة يجرها حيوان، حتى وصل إلى أحد الإسعافات الموجودة في مكان يبعد عن مكان الإصابة مئات الأمتار.

وفي هذا المخيم يؤكد سكان ما زالوا محاصرين أن عدد الشهداء الذين قضوا جراء استهدافهم خلال تنقلهم في الشوارع، أثناء النزوح القسري، يزداد ساعة بعد ساعة، وأن أحدا لا يستطيع إحصاء عددهم، في ظل عدم القدرة على الوصول إليهم.

وحسب المعلومات المتوفرة فإن الهجمات التي تشنها قوات الاحتلال تصاعدت بشكل كبير ضد منطقة شارع العشرين ومنطقة “مخيم 1″، ومنطقة الشهداء، حيث أدت إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى.

وقال أبو محمد وهو أحد شهود العيان إن دبابات إسرائيلية تقدمت لمسافة عشرات الأمتار على مدخل المخيم، وقامت بإطلاق النار من رشاشات ثقيلة، في الوقت الذي كانت فيه الطائرات الحربية تشن غارات جوية عنيفة.

وأشار إلى أن أحد المربعات السكنية القريبة من منزله، دمر بشكل كامل، وهدمت عدة بنايات فيه ما أدى إلى استشهاد عدد من ساكنيها.

واشتكى هذا الرجل الذي يتواجد مع أفراد أسرته من بينهم أطفال، أن أسواق المخيم والمحال التجارية التي كانت تبيع بعض الاحتياجات الأساسية أغلقت بالكامل، بسبب الهجمات البرية والقصف الجوي العنيف، مؤكدا أن غالبية أصحاب المحال نزحوا مع بداية الهجوم البري إلى مناطق جنوب القطاع.

خوف من المجاعة

وأكد أن الأطعمة التي كان يحتفظ فيها بمنزله اقتربت من النفاد، بما في ذلك حليب أطفال أحفاده، وأضاف “بسبب التحليق المكثف للطيران الحربي خاصة “الكواد كابتر”، لم نعد نستطيع الوصول إلى سطح المنزل لتجهيز الأكل على مواقد النار”.

وأبدى هذا الرجل خشيته من الوصول إلى مرحلة المجاعة، وفقدان الأكل من المنزل، مما قد يضر بأطفال العائلة.

وأشار إلى أنه بالأصل كان بسبب ظروف الحرب وقلة الأموال، يحتفظ بكميات قليلة من الطعام، وأضاف “إذا بقي الوضع على هذا الحال سنموت جوعا”.

وينطبق هذا الحال على جميع من تبقى من السكان في مخيمات النصيرات والبريج والمغازي، وقال مواطنون أيضا إن بلدة الزوايدة المجاورة التي لم تهدد بالإخلاء القسري تتعرض لعمليات قصف عنيف، طالت أيضا مدينة دير البلح، التي طلب جيش الاحتلال من السكان النزوح إليها.

وأدت تلك الغارات العنيفة والاستهداف المباشر لمشفى الأقصى، بالعديد من النازحين الذين يفترشون ساحات المشفى، للنزوح صوب منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، وإلى مدينة رفح جنوب القطاع.

ونفذت الطائرات الحربية غارات على شكل أحزمة نارية قرب مشفى الأقصى وسط القطاع. وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال تستهدف بشكل مكثف ومتعمد مستشفى شهداء الأقصى في المنطقة الوسطى، إلى جانب تعمدها منع وصول المساعدات الطبية إلى مناطق شمال القطاع.

ووسعت قوات الاحتلال خلال الساعات الـ 24 الماضية، من هجومها البري على وسط قطاع غزة، وحسب المعلومات المتوفرة فإن تلك القوات دفعت بمزيد من الآليات العسكرية التي وسعت من رقعة التوغل، بالتوازي مع تصعيد الهجمات على المنظومة الطبية، من خلال استهداف مشفى شهداء الأقصى، الواقع في مدينة دير البلح، والذي يستقبل مصابي وضحايا العدوان والحرب في تلك المناطق.

وإلى جانب تلك الهجمات، تتواصل الهجمات البرية العنيفة أيضا ضد مدينة خان يونس جنوب القطاع، كما سجل قيام جيش الاحتلال بشن عدة غارات على مدينة رفح، التي طلب من سكان القطاع النزوح إليها، باعتبارها منطقة عمليات إنسانية.

وأسقطت الغارات الجوية الجديدة وعمليات القصف المدفعي والتوغل البري في مدينة خان يونس عشرات الشهداء الجدد، وكان من بين الهجمات استهداف “دوار السنية”، وكذلك محيط مشفى ناصر، في وقت يواصل فيه الطيران الحربي المروحي إطلاق النار من أسلحة ثقيلة على المناطق الشرقية للمدينة.

كما دمرت برج الفرا وسط خان يونس ما ألحق دمارًا كبيرا في المربعات السكنية وسط المدينة.

توسيع الهجمات

وقد أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته تركز حاليا في هجماتها على وسط قطاع غزة وفي خان يونس في الجنوب.

وقال “عملياتنا في غزة تتركز في المنطقة الوسطى وكذلك في خان يونس والحرب مستمرة. نعمل في خان يونس جنوبي غزة فوق الأرض وتحت الأرض وبشكل مكثف ونقوم بعمليات معقدة هناك”، معلنا استمرار تلك القوات في الحرب وبأساليب مختلفة.

وسبق ذلك أن قال وزير جيش الاحتلال يؤآف غالانت خلال جوله له في شمال قطاع غزة “سننتقل قريباً من المناورة المكثفة إلى العمليات الخاصة”، دون أن يقدم شرحا لطبيعة الهجمات الجديدة.

إلى ذلك فقد واصلت المقاومة الفلسطينية التصدي لهجمات جيش الاحتلال، من خلال اشتباكات عنيفة خاضتها على عدة محاور، استخدمت فيها العبوات الناسفة والصواريخ المضادة للدروع.

وأعلنت الأذرع العسكرية للمقاومة الفلسطينية أيضا استهداف قوات الاحتلال بقذائف الهاون من العيار الثقيل، وإطلاق رشقات صاروخية على عدة مستوطنات تقع في غلاف غزة.

وأعلن جيش الاحتلال الثلاثاء، مقتل 9 جنود وضباط من قواته خلال المعارك البرية في جنوب قطاع غزة.

وبسبب تلك الهجمات الدامية، يزداد عدد النازحين الذين فروا من مناطق الحرب ويقيمون في خيام ومراكز إيواء، أكثرها موجودة في مدينة رفح.

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، أن غالبية المواطنين في قطاع غزة باتوا محاصرين في مساحة صغيرة وهو ما ينذر بكارثة إنسانية.

وأشارت إلى أنها تعمل مع جميع الأطراف على حماية المدنيين والمستشفيات في القطاع، مؤكدة أن أهالي قطاع غزة لا يمكنهم الصمود أكثر في ظل الظروف الكارثية الحالية.

من جهته قال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، وهو يتحدث عن صعوبة الأوضاع “نقترب من لحظة الانفجار في رفح”.

وقال “هناك عشرات الآلاف من الخيام العشوائية في رفح”، لافتا إلى أنها تمثل “نكبة أخطر بكثير من نكبة 1948”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى