السنوار إلى مصر.. ونتنياهو في “صفقة سرية جديدة”: هل ستغامر إسرائيل بـ”المختطفين”؟

> «الأيام» القدس العربي:

> ما كان يعتبر متعذراً حتى وقت أخير مضى، قد يصبح ممكناً. لم يتحدث أحد عن إمكانية نفي السنوار مقابل إعادة كل المخطوفين. أما الآن فتصبح هذه إمكانية حتى رئيس الوزراء نتنياهو لا ينفي أنها على جدول الأعمال، ولا يستبعد أن تؤخذ بالحسبان. ففي لقاء مع عائلات المخطوفين، قال نتنياهو: “نتحدث عن إمكانية كهذه”. إن عدم استبعاد نتنياهو بتاتاً وتأكيده مرفقة بجدول الأعمال، قد تدل على عملية تغيير في موقفه، خصوصاً بعد إعلانه السنوار وضيف ابني موت، وأن إسرائيل ستطاردهما حتى نهايتهما.

إسرائيل ملزمة أن تكون برغماتية في موضوع الأسرى والمفقودين، وتفعل كل ما يمكن أن يعيدهم إلى الديار بسلام. لقد وعد نتنياهو عائلات المخطوفين بعد تنازل إسرائيل عن أي منهم. السؤال هو: كيف يتحقق الوعد؟ لقد شرح رئيس الوزراء لعائلات المخطوفين بأن حماس عدو وحشي، وبذلك لم يكشف عن شيء جديد. الجديد الوحيد هو أن إسرائيل ستنشر قريباً مخططاً جديداً للصفقة، لا أحد يعرف ما فيه.

ربما تكون إحدى الإمكانيات أن يسمح للسنوار بالخروج إلى مصر بوساطة دولية. وإمكانية واقعية هذا، اقتراح إسرائيل رسمياً بمثل هذه الصفقة، مقابل تحرير كل المخطوفين. لن نعرف إن كان لمثل هذه الصفقة أن تضم أيضاً محمد ضيف “رئيس أركان حماس” الذي تحاول إسرائيل تصفيته دون نجاح منذ سنوات طويلة. إن صفقة كهذه ستجبر إسرائيل على التعهد بعدم تصفيتهما قبل وصولهما إلى مكان آمن. ربما يحتاجان إلى بوليصة تأمين عن حياتهما مقابل الصفقة، ويمكن التقدير بأن احتمال أن تلبي إسرائيل الطلب. لقد سُئل رئيس الوزراء أكثر من مرة إذا كانت إسرائيل تعرف مكان السنوار، ويرد بإيجاب. أقدر بأن جواب رئيس الوزراء دفع السنوار لتغيير مكان مخبئه.

تقدر إسرائيل أن السنوار وضيف محوطان بمخطوفين؛ بوليصة تأمينهما. إذا أتيحت فرصة تحرير المخطوفين والقبض على السنوار وضيف، فلن يفوتها الجيش الإسرائيلي. السؤال هو: ما ثمن مثل هذه العملية؟ على الجيش وجهاز الأمن أن تخيم العملية لتحرير الجندي نحشون فاكسمان، الذي اختطف في 9 أكتوبر 1994 واحتجز كرهينة لستة أيام لدى حماس إلى أن قتل في أثناء محاولة إنقاذ فاشلة قامت بها وحدة “سييرت متكال”. فشل ذريع أدى في العام 1995 إلى إقامة دائرة خاصة في الجيش تدعى “منحدر ثلجي”، للمهام الخاصة من سلاح الهندسة بهدف تأهيل مقاتلين لحالات مشابهة. تحولت الدائرة إلى عملياتية، وهي تعمل في إطار وحدة يهلون – وحدة هندسة نخبوية تعمل كوحدة كوماندوز مختصة في قتال الأنفاق.

إذا تقرر استخدام الوحدة في حالة انكشاف مكان المخطوفين فثمة شك في تحريرهم بلا ضرر. أي وحدة كوماندوز مهما كانت مدربة وجاهزة لمثل هذه المهام، لا يمكنها ضمان نجاح مئة في المئة. من الصواب إيجاد سبيل لتحرير كل المخطوفين دون إصابتهم بأذى حتى ولو بثمن السماح للسنوار وضيف أن يخرجا من مخبئهما دون تصفية. أي محاكمة استعراضية للرجلين لن تعيد الـ 136 مخطوفا سليمين ومعافين إلى الديار. نحن ملزمون بالحرص على عودتهم جميعاً إلى الديار أحياء. محظور على قيادة مسؤولة التفكير بإمكانية أخرى فتراهن على حياتهم.

موشيه نستلباوم
معاريف

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى